وكالة أنباء الحوزة - یعتقد بعض أهل المعرفة والسلوك الرّوحاني أن شهر ربیع الأول هو ربیع الحیاة بالمعنی الحقیقي للکلمة. إذ في هذا الشهر ولد الوجود المقدس للرسول الأكرم (ص)، و کذلك حفیده العظیم سیدنا أبي عبد الله الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع)، وولادة الرسول الأکرم (ص) بدایة کل الخیرات والبرکات التي قدّرها الله تعالی للبشریة. نحن الذین نعتبر الإسلام وسیلة لسعادة البشریة وطریقاً لنجاة الإنسان، نعتقد طبعاً أن هذه الموهبة الإلهیة إنما تترتّب علی وجود شخص الرسول الأعظم (ص) الذي ولد في هذا الشهر. الحق أنه یجب اعتبار هذه الولادة العظیمة مبدأ ومنطلقاً لکل البرکات التي کرّم الله تعالی بها المجتمع البشري والأمة الإسلامیة وطلاب الحقیقة.
لا یکفي مجرد الاحتفال، إذ یجب أن نعزّز أولاً أواصرنا القلبیة بالرسول (ص). علی العالم الإسلامي أن یعزّز أواصره الروحانيّة والقلبیة والعاطفیة مع نبي الإسلام العظيم (ص) یوماً بعد یوم. فالرسول هو المحور المشترك بین کل المسلمین في العالم. الذین تخفق قلوبهم لتأسیس الأمة الإسلامیة، علیهم التشدید علی هذه النقطة: العلاقة الروحانيّة والعاطفیة مع الوجود المقدس للرسول الأکرم (ص). أي اتخاذ قرار جاد لاتّباع هذا الإنسان الجلیل في کل الأمور. هناك تعالیم وشروح في الآیات القرآنیة الکریمة حول أخلاق الرسول وسلوکه السیاسي ونوع حکومته ومشاعره تجاه الناس، سواء المسلمون منهم أو غیر المسلمین. وتربیة صحابة الرسول الأجلاء فی زمن الرسول وسلوکهم دلیل علی الاتجاه الذي ینشده الإسلام والرسول (ص) في تربیة الأمة الإسلامیة وتعلیمها. علینا تطبیق هذه التعالیم في حیاتنا، ولا یکفي مجرد الکلام وإطلاق التصريحات.
~الإمام الخامنئي 29/1/2013
نبارك حلول ربيع الأول شهر ولادة نبي الإسلام المكرم سيدنا محمد بن عبدالله وأحد المحطات التاريخية الكبرى لكل الإنسانية. في الأول من ربيع الأول كانت هجرة الرسول من مكة إلى المدينة وهي بداية التاريخ الهجري الإسلامي. إنه شهر ربيع المولود، وربيع الهجرة.
إنها ذكريات تاريخية عظيمة وقيمة جداً بالنسبة للأمة الإسلامية. واليوم أيضاً في عالم الحداثة كما يصطلح عليه، وحسب السياقات الدارجة بين الشعوب والتي لم تكن في السابق، لا تزال الأمة الإسلامية في كل أرجاء العالم تستلهم هذه الذكريات وتغترف منها الدروس. أي مسلم يعيش في أية بقعة من العالم ويقول لا إله إلّا الله ومحمد رسول الله يشعر بالوجد والغبطة في هذا الشهر لذكرى ولادة ذلك العبد المختار وسيد البشرية. حب نبي الإسلام الكريم راسخ في قلب كل مسلم؛ لذلك تلاحظون في الوقت الراهن أن جبهة الاستكبار العالمي حين ترمي لتضعيف الإسلام تستهدف الكيان المبارك للرسول الأكرم. الصهاينة والدول الخاضعة لنفوذهم، وأجهزة الاستكبار وعلى رأسها أمريكا المجرمة حين يرومون الاشتباك مع الأمة الإسلامية ومعارضة الإسلام، يوجهون حرابهم وهجماتهم لنبي الإسلام المعظم والمكرم. ما معنى هذا؟ معناه أن ذكرى هذا الإنسان العظيم، واسمه، وولادته، وهجرته، وحكومته في المدينة طوال عشرة أعوام، وكل واحدة من ممارساته وخطواته التعليمية، لو تدبر فيها المسلمون اليوم وتأملوها لكانت درساً لهم ولفتحت أمامهم باباً واسعاً على الحياة. الرسول ملهم الأمة الإسلامية ولأنهم يعلمون هذا ولأنهم يخشون صحوة الأمة الإسلامية واقتدار مجتمع المسلمين البالغ مليار وخمسمائة مليون مسلم في شتى أنحاء العالم، يصطفّون ضد النبي، ويوجّهون الإهانات للرحمة التي بعثها الله للعالمين ولمصدر الخيرات والبركات للإنسانية في صحافتهم، وعلى ألسنة ساستهم، وفي كتبهم، وعن طريق مرتزقتهم. هذا ما يجب أن يوقظنا نحن المسلمين، فندرك ما هي الكنوز الهائلة المكنونة للمسلمين في كيان الرسول، وشخصيته، وذكريات حياته، وهجرته، وجهاده، وسيرته، ودروسه الكلامية والعلمية. لو انتفعنا من هذه الكنوز لارتقت الأمة الإسلامية إلى مكانة لا يستطيعون معها أن يضغطوا عليها ويتعاملوا معها بمنطق القوة، ويهددوها؛ هذا درس لنا.
~الإمام الخامنئي 12/3/2008