وکالة أنباء الحوزة - تعرف الشعب العراقي على الإمام الخميني في سبعينيات القرن الماضي عندما كان يعيش في مدينة النجف الأشرف. فقد ألتف حوله طلبة العلوم الدينية في جامع الأنصاري في النجف الأشرف، وكان له دور الريادة في شرح وتفصيل ولاية الفقيه المباركة والتي لم يقل بها كثير من مراجع الدين في تلك المدينة المباركة.
من خلال طلاب الحوزة العلمية الشريفه نهل هؤلاء الدارسين منج الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، وقد كان هؤلاء الطلاب بدورهم يثقفون عامة الناس في المدن العراقية المختلفة، ومن خلال المنبر الحسيني، حتى أن أغلب الناس عشقوا الإمام الخميني روحاً قبل أن يروه عينا. فكان قصب السبق بصناعة ثلة مؤمنة بولاية الفقيه، أنما يحسب للأمام الخميني الذي أسس لمحورية الأسلام السياسي والذي أنبثقت كثير من الثورات في الساحة العراقية بفضل الله، وبفضل تلك الأطروحه القيمة التي خلت منها ساحة الأسلام السياسي وقتها، وما حركة السيد الشهيد محمد باقر الصدر، ألا مصداق عملي لولاية الفقيه المباركة.
فقد كان الإمام الخميني يولي عناية خاصة للشعب العراقي لأسباب عديدة منها عقائدية، كون الساحة العراقية هي التي ستتشرف بقدوم الغائب والتحول الكبير في العالم، وما ستشهده من أحداث كبرى تغير مجرى التأريخ الأسلامي بأكمله، ومنها ما هو سياسي بأعتبار أن العراق والعراقيين هما العمق الستراتيجي للتشيع في العالم عامه، وفي أيران خاصة، وكانت نظرته صائبه جداً، وخصوصاً بعد أن تلاحم أبناء المقاومة في أيران والعراق وبلاد الشام ولبنان واليمن في أكبر محور عقائدي أسلامي على مر التأريخ الأسلامي.
ما نراه اليوم من تواصل ميداني على جبهات المواجهة مع الأستكبار العالمي أنما يدين بالفضل لله تعالى وللأمام الخميني أعلى الله مقامه. لذلك عمدت السلطات البعثية الغاشمة الى أبعاده ونفيه من الساحة العراقية لأستشعارها الخطر القادم، والتغيير المحتمل بأزاحة البعث الكافر الذي يعتبر أقذر أدوات الأستكبار العالمي.
فضلاً عن كل ما ذكرنا، فأن الإمام كان يحمل حباً خاصاً لعموم الشعب العراقي حتى أبان الحرب الثمانية سنوات التي فرضت على الجمهورية، نبه في أكثر من خطبة بأن الشعب العراقي شعب مستضعف من قبل البعث الكافر والاستكبار العالمي، وأن الساعة آتية لصحوة أسلامية، ستعيد الشعب العراقي الى مساره الديني الصحيح ولو بعد حين، وكان ثاقب النظرة ومدرك تماماً لحيثيات العراق.