وكالة أنباء الحوزة - على أيّ حال نحن نشعر بالقرابة مع كلّ الدول الإسلاميّة -الجارة لنا، والبعيدة عنّا مسافات معيّنة-، لكنّ قضيّتكم أنتم الأفغان مختلفة؛ ليست قضيّة قرابة، بل نحن نعيش في بيت واحد من كافّة النواحي. نسأل الله أن يحفظكم وأن يخلّصكم إن شاء الله من الأوضاع السائدة في بلدكم، فهي أوضاعٌ وظروف سيّئة.
لقد استطاع الشّعب الأفغاني عبر الاستعانة بدين الله والتوكّل على الله طرد عدوٍّ بتلك العظمة، وبعد أن طرد العدوّ، أصابته مشكلة أكبر. مِن بَعدِ مآ اَریکُم ما تُحِبّون.(1) بعد أن قمع الله عزّوجل العدوّ على أيديكم، نشبت النّزاعات الأهليّة؛ فرفع الإخوة سيوفهم بوجه بعضهم البعض، وتخلّى الأصدقاء عن بعضهم، ووجّه رفاق الجهاد الضربات لبعضهم وكانت النتيجة أنّ الشعب الأفغاني بات يعاني منذ أعوام من هذه المشكلة. نحن قلقون للغاية؛ وندعو كثيراً بأن يخلّصكم الله عزّوجل إن شاء الله من هذه الأوضاع؛ وأن يمنّ على الشّعب الأفغاني بالأمن والاستقرار والثبات. ونسأل الله أن يقطع أيدي العدوّ -ونحن لا ننظر إلى هذه الأمور على أنّها طبيعيّة؛ لا شكّ في وجود من يدير الأحداث من خارج حدودكم- ونقسم عليه بحقّ القرآن وبحقّ أوليائه أن تتمكّنوا من إهداء الشعب الأفغاني الحياة التي تليق به، إن شاء الله.
1) آل عمران، 152