۶ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۶ شوال ۱۴۴۵ | Apr 25, 2024
حجت الاسلام محمد هادی مفتح

وكالة أنباء الحوزة - بعث مدير المركز الإسلامي في هامبورغ رسالة، وذلك حول انتخابات المجلس الأعلى للمراكز الشيعية في ألمانيا IGS.

وكالة أنباء الحوزة - وفيما يلي نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي

إخوتي وأخواتي الأعزاء المسلمين أتباع مدرسة أهل البيت (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعمّنا البركة في هذه الأيام بإطلالة شهر ربيع الأول. هذا الشهر المزين بولادة رسول الله وخاتم الأنبياء محمد (ص)، وكذلك مؤسّس المذهب الجعفري الإمام الصادق (ع). فلنا الشرف والفخر باتّباع هذا النبي الكريم والسير على خطى ذلك الإمام العظيم.

إخوتي الأعزاء
لا يخفى أنّ العمل على ترويج المعارف الإنسانية، والعقلية ونشر مبادئ الدين الإسلامي وتعاليم مدرسة أهل البيت (ع) هو من وظيفتنا جميعا. فكما هو معلوم أنّ النبي والإمام ينتظران منّا أن نقوم بالأخذ بيد الناس أصحاب الفطرة السليمة الذين يريدون تحصيل الإيمان اللازم والفوز والنجاة الأخروي وذلك من خلال إرشادهم للتعاليم السامية لهذا الدين والمذهب. لقد ترك لنا النبي الأكرم (ص) ميراثاً عظيماً ننهل منه: القرآن والعترة. وقد أكدّ على جميع المسلمين ومن أجل أن لا يتيهوا ويضيعوا ويصلوا في المقابل إلى النجاة والفوز والسعادة أن يحفظوا هذين الميراثين العظيمين, ويوصلوهما للأجيال اللاحقة.

أيّها الأعزاء     
إنّنا وفي العالم الذي نعيش فيه اليوم، ما زلنا نشهد بين الفينة والأخرى هجمات خبيثة تنال من شخص رسول الله (ص)، وتصوّب سهامها على هذين الميراثين العظيمين. فما حصل في الأشهر الأخيرة هنا، وقبلها في السويد إلى الأسابيع الأخيرة في فرنسا زاد من عبء المسؤولية الملقاة على عاتقنا. وعليه بعيداً عن السبب الذي يدفعهم للنيل من القرآن والرسول الأكرم وأهل البيت عليهم السلام، وبغض النظر عن الجرائم المرتكبة بحجة الدفاع عن مقدسات المسلمين، فهنا نقف أمام أمرين: إمّا أن يكون السبب في ذلك هو الجهل وعدم معرفة الإسلام والإلمام بمدرسة أهل البيت (ع)، أو أنّ الشيطنة والنوايا السيئة لها التأثير في ذلك.

وعليه فتكليفنا الإلهي في كلتا الحالتين هو التعريف بهذا الدين والمذهب النوراني من خلال تفعيل الأنشطة الثقافية، والعمل على التخطيط الدقيق والمنظم، بالإضافة إلى زيادة التنسيق مع المراكز والمؤسسات، ورعاية القوانين والمقرّرات المطلوبة، مع الأخذ بعين الاعتبار كافة الجوانب الإنسانية والعقلية والروحية والأخلاقية المتعلقة بهذا الدين.

الجميع على دراية بالدور الكبير لاتحاد المراكز الشيعية في ألمانيا  IGS للنهوض بهذه الوظيفة والتكليف الديني. وانطلاقا من الدور المهم الذي يقوم به هذا الاتحاد، بالإضافة إلى الأهداف الموجودة في وثيقته التأسيسية سنتمكن من قطع شوط كبير في هذا الطريق. وهكذا وفي جميع فترة تواجدي في هذا البلد، وما رافق ذلك من رسائل ولقاءات عديدة، لم أتوانَ عن التأكيد على ضرورة تقوية أواصر هذا الاتحاد وأهمية دوره الأساسي والفعّال. وعليه فإنّني ومن المنصب الذي أشغله بصفتي ممثلاً لمراجع الشيعة الكبار هنا وانطلاقا من الأفكار الجديدة لشبابنا المتحمّسين الذين كانوا قد راسلوني في مكاتباتهم أو تحدّثوا إليّ بشكلٍ مباشر، أضف إلى ذلك نظرات أصحاب التجربة ومن كان لهم سابق عهد في العمل والسعي في هذا المجال أود أن ألفت نظر الأحبة والأعزّة إلى عدّة أمور:

1- أطلب من شبابنا الأعزاء المتحمّسين أن يشدّوا سواعد هممهم من أجل تفعيل دور اتحاد المراكز الشيعية في ألمانيا بشكلٍ أكبر، وذلك بالتوكل على الله والاستضاءة بتعاليم ونهج أهل البيت عليهم السلام. أنتم شيعة أمير المؤمنين (ع) الذي وصفه القرآن الكريم {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد}. فما نأمله منكم هو أن تُحسنوا الاستفادة من سنوات شبابكم وتصرفوها في طريق خدمة القرآن وأهل البيت (ع) وترفعوا لواء هذا الاتحاد عالياً.

 كما وكلّي أمل أن نشهد ترشّحكم أيّها الشباب الأعزاء للانتساب إلى هيئة الإدارة العامة. فكلّي ثقة بأنّه يمكنكم الإقدام على ذلك بعد الوقوف على قدراتكم العلمية والعملية، وبعد أخذ أصوات المراكز الشيعية المؤيدة لكم، الأمر الذي الذي سيزيد من وتيرة عمل هذا الاتحاد، وبما أنّ التغيير والتطور البنّاء لازم وأساسي، بإمكانكم الاستفادة من التجارب السابقة في هذه المؤسسة مع مراعات مقرراتها وقوانينها الأساسية.

2- أتمنّى ممّن كان لهم تجربة سابقة أن لا يبخلوا على الشباب الأعزاء لتفعيل حضورهم في الهيئة الإدارية للاتحاد، بل ويقوموا بتسهيل الأمور أمام الشباب ويضعوا خبرة سنوات عملهم السابقة أمامهم، ويشجّعوهم على الإبداع والتألق أكثر لتأدية المهمّة المطلوبة، في الوقت الذي يكونون إلى جانبهم ويرشدوهم حتّى لا نصل إلى أخذ قرارات خاطئة غير صحيحة.      

3- أطلب كذلك من المسؤولين عن المراكز أن يكون لهم حضورهم الفعّال في الانتخابات المقبلة. فمن جهة يكون التصويت للوجوه الشابة المتحمّسة ومن جهة أخرى يُنظر إلى جانب التجربة الموجود لدى الأفراد. وما ذلك إلّا لكي يكون الشباب وأصحاب الخبرة حاضرون في هيئة الإدراة العامة القادمة. فهذه الانتخابات ستزيد من قوة ومنعة الاتحاد وسيكون المستقبل لهذه المؤسسة المقدسة خير شاهدٍ على اقتدارها وصلابتها.

4- أطلب من الرئيس الحالي الموقر للاتحاد أن يُبيّن الطريق القانوني لحضور جميع المراكز في هذه الانتخابات. فلا شك ولا ترديد أنّ جميع المراكز تُعاني من مشاكل اقتصادية جرّاء أزمة الكورونا التي واجهتها في الآونة الأخيرة، و ليس بمقدور العديد من المراكز تسديد حق العضوية حتّى. من هنا أرجو وأتمنّى أن يُصار إلى حلٍّ لهذه المشكلة كي يتسنّى الحضور والمشاركة لجميع المراكز بشكلٍ فعّال وجيد.

وفي الختام أطلب من الله سبحانه أن يُوفقنا لمعرفة تكليفنا الإلهي والعمل به, حتّى نتمكّن من إظهار الجنبة الأخلاقية والعقلية والإنسانية للدين الإسلامي ومذهب التشيع أمام جميع الأشخاص أصحاب الفطرة السليمة، وتربية الأجيال القادمة وأبنائنا على العمل بتعاليم هذا الدين والمذهب.

الدكتور محمد هادي مفتح
إمام ومدیر المرکز الإسلامي في هامبورغ

الاثنين 09/11/2020
23 ربيع الأول 1442

ارسال التعليق

You are replying to: .