وكالة أنباء الحوزة - هذا التحقيق كان نتيجة المراجعة اليومية لطلب الكونغرس الامريكي بشأن مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات إلى السعودية والإمارات، أجرتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، على أساس وجود حالة طوارىء، على خلفية تهديدات مزعومة من إيران، ثبت فيما بعد انها مزاعم واهية لا اساس لها .
المعروف ان الكونغرس رفض إبرام إدارة ترامب صفقة لبيع أسلحة متطورة ودقيقة للسعودية والإمارات، بقيمة أكثر من 8.1 مليارات دولار، بعد سقوط الالاف من المدنيين اليمنيين شهداء وجرحى بسبب الغارات العشوائية للطيران السعودي والاماراتي، الا ان وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو مرر الصفقة من خلال إعلان حالة الطوارئ بشأن تهديدات مزعومة من إيران، وهو اعلان يسمح للادارة الامريكية بيع السلاح دون الرجوع الى الكونغرس.
اللافت انه وبعد سقوط العديد من الشهداء والجرحى بين المدنيين اليمنيين باسلحة امريكية استخدمتها السعودية والامارات، حاول الكونغرس التنصل من مسؤوليته في تلك الجرائم، وذلك عندما اعتبر رئيس الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، إليوت إنجل، إعلان إدارة ترامب الطوارئ لتمرير صفقة الأسلحة بانه "زائف"!!.".
وأضاف أنجل في بيان صدر قبل نشر التقرير: انه "منذ البداية كنا نبحث عن الحقيقة حول سبب استخدام إعلان الطوارئ لبيع أسلحة للسعودية والإمارات عندما لم تكن هناك طوارئ"!!، بينما كان من السهل على الكونغرس التأكد من حقيقة وجود "تهديدات ايرانية" عبر استدعاء مسؤولين من وزاراتي الدفاع والخارجية ومن وكالة الاستخبارات الامريكية والاستماع الى إفاداتهم، وعلى ضوء ذلك يمكن اتخاذ القرار الصحيح بشأن بيع الاسلحة ام لا.
اللافت انه في الوقت الذي كشف فيه تقرير المحقق العام في وزارة الخارجية عن "فشل" ادارة ترامب في تقييم المخاطر!! التي سيترتب عليها بيع الاسلحة للسعودية والامارات على حياة المدنيين اليمنيين، وكذلك انكشاف فضيحة كذبة "الطوارىء" التي اعلنها بومبيو لتمرير الصفقة في مايو 2019، الا ان فريق بومبيو اعلن انه تصرف بما يتفق تماماً مع القانون، وأنه لم يتم إيجاد أي مخالفات في ممارسة الإدارة لسلطات الطوارئ المتاحة بموجب قانون مراقبة تصدير الأسلحة!!.
من الواضح ان ترامب و بومبيو كان لهما تقييم وتقييم دقيق جدا، للمخاطر المترتبة على بيع اسلحة امريكية متطورة للسعودية والامارات، وانهما متورطان في جرائم السعودية والامارات في اليمن، فالسنوات الست الماضية كانت دليلا كافيا للامريكيين على ان السعودية والامارات لا تقيمان وزنا للحياة الانسانية وخاصة حياة الشعب اليمني بعد ان قصفا رياض الاطفال والمدارس والجامعات والدوائر والمزارع والمعامل والمستشفيات والمساجد والاعراس والمآتم و..، الا انه عالم المال والمصالح غير المشروعة، الذي لا مكان فيه للقيم الانسانية.
*قناة العالم