۳۰ فروردین ۱۴۰۳ |۹ شوال ۱۴۴۵ | Apr 18, 2024
بومبيو

وكالة الحوزة - قبل ايام اجرى وزير الخارجية الامريكية مايك بومبيو مقابلة مع محطة "نيوزماكس" الامريكية، وصفها الصحفي الامريكي دنیل لاریسون في مقال كتبه على موقع "أمريكن كانسروتيف" بأنها احدى اسخف المقابلات التي اجراها بومبيو خلال فترة ترأسه المخجلة والفضيحة لوزارة الخارجية الامريكية.

وكالة أنباء الحوزة - ما دفع لاريسون الى وصف المقابلة بهذه الشكل اللاذع هو كلام بومبيو عن "خطر ايران" الذي لا يراه احد سواه عندما قال:" اهم اجراء قام به الرئيس ترامب ، وصفه الاتفاق النووي مع ايران بالسيىء وانسحابه منه. لان هذا الاتفاق كان سيئا بالنسبة لامريكا وكان خطرا حقيقيا. ومنذ ذلك التاريخ كانت لدينا رؤية مختلفة ازاء استقرار الشرق الاوسط. نحن نعتبر الجمهورية الاسلامية اكبر خطر يهدد السلام ، ولأكون صادقا اكثر، نحن نعتبر ايران اكبر خطر يواجهه الامريكيون داخل بلادهم"!!.
اذا مررنا سريعا من امام العبارات اللاذعة التي وصف بها لاريسون بومبيو، وغباءه السياسي ومحاولة خداعه الراي العام الامريكي حول الخطر الذي تمثله ايران، ووصف ما قاله بانه كلام عار عن الصحة تماما، فايران وان كانت تخاصم امريكا الا انها لا تمثل تهديدا للمواطنين الامريكيين داخل امريكا، فاننا سنتوقف قليلا امام كلام لاريسون الذي حمل ترامب وبومبيو مسؤولية العدد الكبير من قتلى كورونا بين الامريكيين بسبب اهمالهما الاوضاع داخل امريكا وسوء ادارتهما في التعامل مع الوباء القاتل، وايلاء كل اهتمامهما وتجنيد كل امكانيات امريكا من اجل محاصرة خطر وهمي، وهو ايران، التي تبعد عن امريكا الاف الاميال.
عدد الضحايا الامريكيين بسبب كورونا تجاوز عدد قتلى الامريكيين في كل الحروب التي خاضتها امريكا على شعوب العالم ، مثل الحرب العالمية الاولى والحرب الكوروية وفيتنام وافغانستان والعراق، فقد بلغ عدد الجنود الامريكيين الذين قتلوا في هذه الحروب 155 الفا 72 جنديا، بينما عدد ضحايا كورونا يقترب من 220 الف شخص.
ما لم يقله لاريسون ولا نعتقد انه يجرؤ على قوله، هو ان بومبيو وسيده ترامب ناصبا ايران العداء بهذا الشكل الهستيري، ليس للدفاع عن الامريكيين في داخل امريكا، بل للدفاع عن الكيان الاسرائيلي، وان تجاهلهما مخاطر كورونا وتقليلهما من شأنه كان من اجل الابقاء على ايران في دائرة الضوء من اجل ارضاء اللوبي الصهيوني وممثله الخاص في ادارة ترامب، جاريد كوشنير، فهذا اللوبي لم يقدم مصلحة امريكا على مصلحة الكيان الاسرائيلي والصهيونية العالمية.
ان الكارثة التي حلت بالشعب الامريكي لم تكن لقلة الامكانيات الموجودة في امريكا او لشحة المواد الطبية واجهزة التنفس او لقلة عدد المستشفيات، بل لعدم وجود ادارة تعمل على تجنيد هذه الامكانيات لمواجهة الوباء، فهذه الادارة كانت ومازالت تعتبر "خطر ايران" على الشعب الامريكي هو اكبر من اي خطر اخر، او هكذا تريد ان توحي للشعب الامريكي، الا ان الارقام المرعبة لضحايا كورونا في امريكا التي اقتربت من 8 ملايين مصاب، جعلت الامريكيين لا يثقون لا بترامب ولا بالثرثار، وهو بالضبط ما دفع لاريسون الى وصف كلام بومبيو بالسخيف ورئاسته لوزارة الخارجية الامريكية بالفضيحة، فبومبيو قد يُجن ما لم يعالج من عقدة إيران.

ارسال التعليق

You are replying to: .