وكالة أنباء الحوزة - فقد اصدر الرئيس الاميركي ترامب قرار يتيح فرض عقوبات اقتصادية على اي مسؤول في المحكمة الجنائية الدولية يحقق في جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الولايات المتحدة في افغانستان، او يوجه اتهامات الى المجرمين دون موافقة واشنطن.
هذا القرار ووجه بتصريح شديد اللهجة ادلى به وزير الخارجية السيد محمد جواد ظريف دعا فيه المجتمع الدولي الى الوقوف بوجه الابتزاز الاميركي قائلا: ان مجموعة البلطجية الذين لا يلتزمون باي قانون ويعرّفون انفسهم كدبلوماسيين يبتزون المحكمة الجنائية (مطالبا) المجتمع الدولي بالانتباه لنتائج صمته في قبال التسلط الاميركي.
كما عارض وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل القرار الاميركي معتبرا ان المحكمة لعبت دورا رئيسيا في اقامة العدل الدولي ومعاقبة اخطر الجرائم الدولية.فيما اكدت مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش اندريا براسو ان القرار الاميركي هو محاولة لمنع ضحايا الجرائم الخطيرة سواء في افغانستان او فلسطين من ابصار العدالة .
المثير للاهتمام ان هذا القرار لم يلق ترحيبا الا من قبل رئيس حكومة العدو الصهيوني نتنياهو باعتباره يغطي على جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية ويحول دون مثول الجنود والمستوطنين القتلة امام المحكمة الدولية.
وتشمل بنود تحقيق محكمة لاهاي ملاحقة قضايا التعذيب والقتل التعسفي ومراكز الاعتقال السرية خارج افغانستان وجرائم الحرب الاخرى وتشترك في ارتكابها القوات الاميركية والمخابرات المركزية (سي آي ايه) وقوات طالبان ايام حكمها والتي كانت متحالفة في البداية مع الولايات المتحدة.
ان الادارة الاميركية لا تفتأ تمارس الضغوط والسياسات العدوانية على امم الارض وشعوبها وكأنها في منأى من الحساب والمساءلة، كما تواصل تهديداتها الرعناء للجمهورية الاسلامية والدول المناضلة عبر العقوبات الاقتصادية التي يتباهى صناع القرار في واشنطن بانها ضيقت الحصار على ايران.كما انها تستمر في اختلاق المشاكل والصعوبات والاتهامات الباطلة ضد الجمهورية الاسلامية.
فقد حذر وزير الخارجية جواد ظريف من مغبة هذه السلوكيات قائلا بانه: لا يحق لاميركا استغلال الامم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية من اجل الاساءة الى سمعة ايران (مشيرا) الى ان حكومة الولايات المتحدة تسعى لتصعيد التوتر مع ايران محرضة الاخرين على مسايرتها في اساليب البلطجة.
يشار الى ان اميركا اعترفت بجريمة قتل الفريق الشهيد قاسم سليماني قائد فيلق القدس والشهيد ابو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ورفاقهما في حرم مطار بغداد الدولي بداية العام الجاري، كما انها تشارك في جرائم الحرب في اليمن وفلسطين، وهي ترتكب القرصنة البحرية في المياه الدولية الى جانب سحب يديها من الاتفاق النووي عام 2015 بالاضافة الى تلاعبها بقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
لكن من المؤكد ان جميع هذه السلوكيات والاساليب الاميركية الاستفزازية تصطدم بصمود الجمهورية الاسلامية التي أذلّت الولايات المتحدة واذاقتها الضربات الصاروخية الماحقة في عين الاسد والحرير وسلبت منها اي مبادرة فيما وصل الاسطول البحري الايراني عبر الكاريبي الى فنزويلا الحديقة الخلفية لواشنطن التي تفرض حصارا ظالما عليها.
لقد اتخذت طهران هذه المواقف الشجاعة في الوقت الذي يتطلع فيه العالم والبشرية جمعاء الى من يمكنه ان يلجم الغطرسة الاميركية ويوقفها عند حدها بعدما تمادت واشنطن في غينها واستهترت بكل القوانين والاعراف الدولية وتحولت الى دولة فاشية تستحق الملاحقة والعقاب والتحقيق معها على ما ارتكبته من جرائم وسياسات تهدد الامن والسلام العالميين.
من هذا المنطلق خاطب المتحدث باسم الخارجية السيد عباس الموسوي المسؤولين الاميركيين بالقول: انكم لم تنجحوا في كسر ارادة الشعب الايراني بل نحن الذين حطمنا عنجهيتكم وستركعون قريبا امام الشعب الايراني.
وسواء ادعت اميركا انها ديمقراطية تحررية او لم تدّع فان سلوكياتها الهوجاء اثبتت انها ليست حضارية وغير جديرة بالثقة والاحترام وانها دولة لا تقيم اعتبارا لاية قيم انسانية ودولية اذا كانت تتعارض مع سياساتها الاستكبارية.
*حميد حلمي البغدادي