۲ آذر ۱۴۰۳ |۲۰ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 22, 2024
الاحتلال يصادق على بناء نحو ألف وحدة استيطانية جديدة بالقدس

وكالة الحوزة - على مدار 53 عامًا، لم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي للحظة عن تحقيق أطماعه الاستراتيجية في مدينة القدس المحتلة ومسجدها الأقصى المبارك، سعيًا منه لتغيير هويتها العربية الإسلامية، وتهويدها.

وكالة أنباء الحوزة - وكثف الاحتلال من اعتداءاته وإجراءاته التعسفية في المدينة، من خلال هدم المنازل، ومصادرة الأراضي والاستيلاء على العقارات، وسحب الإقامات، وتهويد المدينة، وبناء الكنس والمدارس الدينية، وشق الطرق والشوارع الاستيطانية التي تُقطع أوصالها وتُحولها لكنتونات صغيرة، ناهيك عن استهداف المسجد الأقصى.
ومنذ احتلالها عام 1967، يُسابق الاحتلال الزمن لجعل القدس "عاصمة يهودية"، عبر إقامة آلاف المشاريع التهويدية والاستيطانية، والتي تُضفي صبغة تلمودية عليها، تطمس كل ما تبقى من معالم وآثار تؤكد على عروبتها وحضارتها.

تغيير الهوية

ويقول الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، إن الحرب الإسرائيلية منذ احتلال القدس عام 1967، لم تضع أوزارها، بل استعرت قوتها وزادت وتيرتها، وتغيرت أساليب السيطرة على أراضي المدينة وعقاراتها بقوة السلاح.
ويوضح أبو دياب أن الاحتلال انتقل إلى تغيير هوية المدينة العربية الإسلامية والسيطرة على الحضارة والتاريخ والثقافة، بحيث شرد آلاف العائلات المقدسية بعد هدم منازلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وعقاراتهم.
ولا زال الاحتلال ينبش تحت الأرض ويُزور الآثار العربية، ويُسخر كل إمكانياته وأدواته لإضفاء صبغة يهودية عليها ولجعلها مدينة مغايرة عن حقيقتها العربية الإسلامية.
ويضيف أبو دياب أن الاحتلال عمل على مدار 53 عامًا على "عبرنة" عشرات الشوارع والأحياء وتغيير هويتها وثقافتها العربية، ناهيك عن تواصل عمليات هدم عشرات آلاف المنازل، ومنع إعطاء تراخيص للبناء، بالإضافة إلى منع حرية العبادة.
وحول المسجد الأقصى، يؤكد أن الاحتلال زاد من تغوله على المسجد، من خلال فرض التقسيم الزماني ومحاولة فرض التقسيم المكاني، واقتطاع أجزاء منه لصالح مشاريعه التهويدية.
كما منع لاحتلال الرباط والاعتكاف ومصاطب العلم، ومنع المواطنين من دخول المسجد وأبعدهم عنه بهدف فرض وقائع جديدة فيه وفرض سيادته المطلقة عليه.
ويسعى الاحتلال بشتى الوسائل إلى تحقيق هدفه الاستراتيجي في هدم المسجد الأقصى، وبناء "الهيكل" المزعوم مكانه، وقد قطع شوطًا كبيرًا في ذلك. وفق أبو دياب.
ويشير إلى أن الاحتلال يُسارع الخطى من أجل تغيير الوجه الحضاري والمعماري للمدينة من خلال محاصرتها بآلاف المشاريع الاستيطانية والتهويدية، وإغلاق الأفق، وتشويه معالمها وتراثها وفضائها.
وبحسب أبو دياب، فإن حكومة الاحتلال صرفت أكثر من 500 مليار شيكل على تهويد القدس منذ احتلالها، وأقامت جمعيات استيطانية خاصة بذلك، عملت على طرد المقدسيين والاستيلاء على منازلهم وأراضيهم.
وأقام الاحتلال أيضًا آلاف القبور الوهمية في محيط البلدة القديمة وسلوان، وأكثر من 26 حفرية جنوب المسجد الأقصى، بالإضافة إلى إقامة 9 متاحف توراتية تُروج للرواية التلمودية، كما غير الكثير من المناهج التي تجسد قضية القدس والقضية الفلسطينية.
ويؤكد أن القدس لا تزال تتعرض لهجمة غير مسبوقة لمحو إسمها وتاريخها وجغرافيتها ومسحها من الذاكرة العربية الإسلامية، لافتًا إلى أن الاحتلال يعمل حاليًا على جعل عدد المقدسيين أقلية بالمدينة لا تتجاوز 10% من إجمالي عدد سكانها.
والمطلوب فلسطينيًا وعربيًا، بحسب أبو دياب، وضع خطة استراتيجية شاملة لدعم القدس ونصرتها وإنقاذها من براثن الاحتلال وإجراءاته العنصرية قبل فوات الأوان.

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha