وكالة أنباء الحوزة ــ شدد خطباء لبنان في خطبة صلاة الجمعة على أن "البعد الحقيقي لثورة الامام الحسين في عاشوراء، في اول السنة الاولى بعد الستين من الهجرة، هو البعد الاسلامي بكل معانيه، هو البعد الرسالي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وان هذه الذكرى المجيدة التي تتجدد كل عام وتجدد الكثير من معاني البطولة والإقدام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
السيد فضل الله: المرحلة تقتضي أقصى درجات الوحدة
ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين، في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام علي واليه مالك الأشتر عندما ولاه مصر، فقال له: "وأكثر مدارسة العلماء، ومناقشة الحكماء في تثبيت ما صلح عليه أمر بلادك، وإقامة ما استقام به الناس قبلك، واعلم أن الرعية طبقات لا يصلح بعضها إلا ببعض، ولا غنى ببعضها عن بعض، فمنها جنود الله، ومنها كتاب العامة والخاصة (العاملون بالشأن العام والمستشارون)، ومنها قضاة العدل، ومنها عمال الإنصاف والرفق، ومنها أهل الجزية والخراج من أهل الذمة ومسلمة الناس، ومنها التجار وأهل الصناعات، ومنها الطبقة السفلى من ذوي الحاجة والمسكنة، وكل قد سمى الله [له] سهمه، ووضع على حده وفريضته في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وآله عهدا منه عندنا محفوظا".
وتابع: "لقد أراد الإمام علي بذلك أن يؤكد أهمية عودة الحاكم إلى العلماء والحكماء، ليستفيد من علمهم وحكمتهم، فلا يتفرد برأيه، وأن يوجه الحاكم إلى الاهتمام بالجيش، حصن الوطن، والقضاة، وأهل التجارة والصناعة، فبهم يقوى البلد، ويحفظ في أمنه واقتصاده، والنظر دائما إلى الفقراء والمساكين، بأن يكونوا بعينه وتحت رعايته، فلهم حق عليه، وفي ذلك حفظهم من أن يكونوا طمعا لمستغلي حاجات الناس ومتطلباتهم. وعند العمل بذلك، سيبقى الوطن قادرا على مواجهة التحديات وتحمل الظروف الصعبة".
والبداية من لبنان، الذي لا يزال يعيش في هذه الأيام تحت وقع تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير في الضاحية الجنوبية، والذي بات واضحا أنه تصعيد إسرائيلي غير مسبوق، يريد العدو من خلاله العودة إلى ما كان عليه سابقا من العبث بأمن هذا البلد واستقراره، وامتلاك حرية التحرك في أن يقصف ويضرب ساعة يشاء، وفي أي مكان، وحيث تقتضي مصالحه، بحيث يعمل على تعديل المعادلة الراهنة القائمة على توازن الردع المتبادل مع لبنان، وإرساء معادلة جديدة تقوم على استباحته متى أراد، ودفعه إلى الانصياع لمطالبه التي لا حدود لها، وهو الذي يضغط عليه في أكثر من مسألة، بإصراره على الاحتفاظ بأراض لبنانية محتلة أو بتمسكه بنهب ثرواته البحرية وغيرها.
واضاف فضل الله: "ونحن في ذلك نرى أهمية المواقف الرسمية والسياسية التي صدرت عن رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة ومجلس الدفاع الأعلى... والأوساط السياسية والحزبية والشعبية والدينية، والتي أكدت وحدة الموقف اللبناني، وحق لبنان في الرد على هذا الانتهاك الصارخ لسيادته واستقراره. وهنا نحيي في هذا المقام مبادرة الجيش اللبناني في التصدي بقوة لمسيرات العدو، والتي تتلاقى مع استعداد المقاومة لحفظ أمن لبنان واستقراره، لأن العدو سيواصل عدوانه بشتى الوسائل إذا لم تردعه القوة المناسبة والمدروسة. لقد كان لبنان بغنى عن أن يتحمل العبء الكبير في مواجهة العدوان، لو كانت المؤسسات الدولية والدول الكبرى تقوم بواجبها في ردعه، وعلى الأقل استنكاره ورفضه، فكيف ونحن نعرف أن بعض هذه الدول تبرر للعدو عدوانه بحجة الدفاع عن النفس! وهنا نسأل عن دور الجامعة العربية، وخصوصا أن عضوا فيها تعرض لهذا الاعتداء الذي كان من المفترض أن يستدعي اجتماعا سريعا لإيصال رسالة استنكار وموقف واضح في مواجهة العدو".
وفي المقابل، فإننا كنا نأمل عدم صدور أصوات قد يستفيد منها العدو في هذا العدوان أو أي عدوان قد يقدم عليه. ولا بد هنا من أن نقول لكل الخائفين من ردود فعله: إن من يتصدى لهذا العدو ليس متهورا، ولا يضع أمن الناس على الهامش أو يعبث بهم. إن المرحلة تقتضي أقصى درجات الوحدة، ونحن أحوج ما نكون فيها إلى استجماع كل عناصر القوة التي نملكها، لا أن نفرط فيها، ولا سيما تلك التي أثبتت جدواها في التاريخ القريب، وحررت الأرض.
واردف فضل الله: "إننا، وفي ظل هذا العدوان المستمر، ليس على لبنان وحده، بل على سوريا والعراق أيضا، وفي ظل الحرب المستمرة على غزة وحصار العدو المتواصل لأهلها... ندعو إلى موقف عربي وإسلامي موحد في مواجهته، لأن الرهان على أن توقفه الإدارة الأميركية أو الدول الكبرى عند حده هو رهان على سراب، ويدخل في عداد الأوهام التي اعتاد الناس سماعها من دون أن تغير من واقع العدوان شيئا. لقد جربنا سابقا أن نقلع أشواكنا بأظافر الآخرين فلم نفلح. ولذلك، سيبقى قرارنا أن نقلعها بأظافرنا".
وتابع فضل الله: "في هذه الأيام، تطل علينا ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، وهو الذي كان داعية وحدة وحوار على مختلف المستويات، وكان صدرا رحبا لكل اللبنانيين، ومنفتحا على كل القضايا العربية والإسلامية، فحمل مسؤولية وقف الحرب الأهلية اللبنانية، وعمل لترسيخ الوحدة الداخلية، ودافع عنها في كل المحافل، وواجه الحرمان، وعمل على تحصين لبنان في مواجهة العدو الصهيوني، وكان داعما بارزا لقضية الشعب الفلسطيني. لقد شكل قرار تغييب هذا الإمام مع رفيقيه عدوانا على كل الأحرار وأصحاب القضايا المحقة. ولذلك، فإننا في الوقت الذي ندعو إلى إماطة اللثام عن هذه القضية بكل تفاصيلها، نؤكد أن على جميع اللبنانيين أن يعملوا بكل الأساليب لكشف ملابسات ما حدث، ليعرف الناس أبعاد هذه الجريمة بكل خيوطها وخطوطها وأهدافها الخطيرة، لأن الإمام الصدر لم يكن إماما لطائفة من اللبنانيين، بل كان إماما بحجم وطن وأمة، ومن مسؤولية الوطن أن يتوحد على هذه القضية ويقوم بواجبه تجاهها".
وختم فضل الله قائلا: "وأخيرا، نستعد في هذه الأيام لاستقبال موسم عاشوراء؛ هذه الذكرى التي تمثل امتدادا لهجرة رسول الله وتثبيتا لإنجازها، وهي التي عملت على تجسيد الإسلام بكل عناوين التضحية والوفاء، وأعادت للدين صورته الحقيقية، وحفظت الإسلام من كل عناوين التشويش والتشويه. إننا نريد لهذه الذكرى وهذه النهضة التي كانت منطلقا للاصلاح في أمة الإسلام، أن تكون كما أرادها الحسين، منطلقا للوحدة، وميدانا للتآخي، وعنوانا للتقارب في الوسط الإسلامي، وميدانا للدفاع عن الحرية والعزة والكرامة، وفي مواجهة الطغيان والفساد والانحراف، فالحسين كان إماما للمسلمين، لكنه كان يعمل بحجم الإنسانية كلها.
الشيخ دعموش: لن تسمح المقاومة بأن يكون لبنان ساحة مستباحة لإسرائيل
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش، خلال حفل تأبيني في بلدة أنصارية، أنه "بالرغم من كل التهديد والوعيد الذي نسمعه، الا ان اسرائيل خائفة ومرعوبة من الرد الذي وعدت به المقاومة، وتعيش على أعصابها وتستنفر كل قوتها لأنها تعلم أنه المقاومة لا يمكن أن تسمح بكسر المعادلة القائمة، ولا أن تقبل بأن يكون لبنان ساحة مستباحة لإسرائيل تفعل فيها ما تشاء".
ولفت الى أن "إسرائيل تخشى اليوم من شن حرب شاملة في لبنان أو في المنطقة، لأنها تعرف أن المقاومة في لبنان بما تمتلكه من إمكانات وقدرات وعزم وإرادة، ستكون قوة حاسمة في أي حرب مقبلة، لذلك هي تتجنب اي حرب في هذه المرحلة".
وأكد أن "ما يعزز من قوة لبنان في مواجهة الاعتداءات والتهديدات الصهيونية هو وحدة الموقف الوطني. فحماية لبنان لا تتم إلا بالوحدة والتضامن الوطني والموقف الموحد من المخاطر التي تواجهنا".
وأشاد ب"الإجماع الوطني الرسمي والشعبي، لا سيما موقفي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ومواقف القوى والأحزاب اللبنانية التي دانت الإعتداء على الضاحية".
من جهة أخرى دعا دعموش القضاء إلى "محاسبة الذين يتلاعبون بأموال الناس وبمصالحهم وبسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، باعتباره موضوعا حساسا وخطيرا يهدد اقتصاد البلد والوضع النقدي فيه"، مؤكدا أن "حزب الله" سيواصل متابعة معركة الفساد، ويمكنه بالمثابرة ان يصل الى نتيجة"، لافتا إلى أن "الأمر يحتاج لتعاون الجميع ولمزيد من الوقت".
الشيخ الخطيب نوه بتصدي الجيش للطائرات الاسرائيلية
نوه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، في بيان، ب"تصدي الجيش اللبناني للطائرات الإسرائيلية، في خطوة جريئة تعكس قرارات المجلس الأعلى للدفاع الذي أكد الموقف الوطني الموحد بالتصدي لأي عدوان إسرائيلي، ونحن نجدد استنكارنا للعدوان الغاشم الذي تلقى ردود فعل رسمية وشعبية منددة وداعمة لحق لبنان في الدفاع عن سيادته"، داعيا "القوى السياسية اللبنانية لمواكبة الموقف الوطني الجامع بالوقوف خلف الجيش اللبناني وتوفير الدعم المعنوي والسياسي له، ليبقى السياج الحامي للوطن"، مؤكدا "ضرورة التمسك بقوة لبنان الحقيقية المتمثلة بتلاحم الشعب والجيش والمقاومة، في معركة حفظ لبنان والذود عن أرضه وحماية استقراره".
كما دعا الخطيب اللبنانيين الى "التبصر برؤى الامام السيد موسى الصدر ونهجه، كطريق لحفظ وحدة الوطن وصون استقلاله، لا سيما ان الاحداث اثبتت صحة هذا النهج وتلك الرؤى".
واستنكر "العقوبات الاميركية الجائرة التي تضر بالاقتصاد اللبناني في الوقت الذي يمر فيه بأزمة خانقة تحتاج الى جهود حثيثة تنقذه منها، ولا يجوز ان يكون الحل على حساب الفقراء والموظفين وذوي الدخل المحدود بفرض ضرائب ورسوم جديدة، ولتبحث الدولة عن المال العام المنهوب في الرشى والصفقات بالتراضي والاعتداءات على الاملاك العامة، لا سيما البحرية منها".
وطالب الخطيب "المسلمين بالاتعاظ من هجرة النبي وما تحمله من أذى وتقدمه من تضحيات في سبيل نشر الدعوة، فهذه التضحيات تجسدت مع أهل البيت والصحابة لتتوج مع نهضة الامام الحسين التي قدم في خلالها نفسه واهل بيته وأصحابه في أعظم ثورة خلدها التاريخ لحفظ الدين ونصرة الحق وإصلاح حال الأمة التي ابتليت بحكم الظالمين".
وأكد ان "التمسك بالقرآن الكريم وبسنة ونهج رسول الله وألائمة المعصومين، لا سيما سيد الشهداء، شكل وما يزال خشبة خلاص الأمة مما تتخبط به من أزمات ومشاكل. فالأمة تحتاج إلى نهضة مستمدة من تعاليم ووصايا رسول الله وتستند إلى رؤية الإمام الحسين الإصلاحية القائمة على التمسك بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، مطالبا قادة العرب والمسلمين ب"إصلاح حالهم وانصاف شعوبهم والتمسك بنهج الحق الذي نراه في محور مقاومة الاستعمار الجديد الذي يريد إخضاع شعوبنا وإعادتها إلى دائرة الانتداب من جديد".
الشيخ ياسين: يجب المزيد من الوحدة والتصدي للحرب الاقتصادية
رأى رئيس "لقاء علماء صور ومنطقتها" الشيخ علي ياسين العاملي، في تصريح، ان "تلازم الضغوط الاقتصادية الاميركية مع الاعتداءات والتهديدات الصهيونية على لبنان، تؤكد خلفية المشروع الصهيو - اميركي الذي يستهدف لبنان ودول الممانعة في المنطقة"، داعيا المسؤولين "للمزيد من الوحدة والتصدي للحرب الاقتصادية التي تشنها اميركا على لبنان ومؤسساته الاقتصادية"، مؤكدا ان "هذه الحرب ستؤول كسابقاتها الى الفشل ما يضع المنطقة على حافة بركان".
واسف الشيخ ياسين من "بعض الاصوات النشاز العربية التي لا تراعي حرمة لشعبها ولا لأي شعب حر في العالم، وتمارس كل انواع العنف غير المبرر ضد شعبها"، وقال: "ليس مستغربا من هكذا انظمة ان تتعاطف مع الجاني الغاصب لفلسطين الذي لا تردعه الا القوة"، وشدد على أن "لولا قوة المقاومة في لبنان وجهوزيتها لكان العدو الصهيوني يوميا يمارس القتل والتعدي على الارض والشعب كما يفعل في فلسطين".
وختم متوجها بالتحية الى "الجيش والشعب والمقاومة الذين يشكلون قوة لبنان التي تجعل من العدو الصهيوني خائفا مرتعبا"، مثمنا "المواقف العربية والاسلامية الحرة الداعمة للموقف اللبناني".
الشيخ حمود: الهلع الذي عبر عنه العدو الصهيوني يعطي للأمة جرعة من العزة
أشار رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود إلى أن الاسبوع الفائت حمل معه كثيرا من معاني البطولة والصمود والشرف، وذلك من خلال الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية والذي فشل في تحقيق اهدافه.
وفي خطبة الجمعة، لفت إلى الموقف الوطني الموحد الذي لا شك انه يساعد المقاومة، ويؤكد حقها بالرد ويقوي الوطن ومشروع الدولة ويوجه المجتمع في الاتجاه الصحيح، مشيراً إلى "اللهجة الحاسمة والواضحة التي تحدث بها قائد المقاومة السيد حسن نصر الله، والتي تتوافق مع قدرة المقاومة وواقعها على عكس ما كان يحصل في العقود السابقة".
وأشار إلى أن "الهلع الذي عبر عنه العدو الصهيوني، حيث فرغت المستوطنات المحاذية للحدود ويحسب الف حساب لرد المقاومة، يعطي للأمة جرعة من العزة لا يمكن ان تأتي من مكان آخر".
واعتبر أن "التخبط الاميركي في اغلاق مصارف واتخاذ قرارات وعقوبات لجهات ليس لها علاقة، دليل على ان الاميركي كما الصهيوني في حال ارباك حقيقي".
وأوضح أننا "في رأس السنة الهجرية نؤكد اننا مكلفون شرعا بإتباع هذا التقويم لارتباطه بحجنا وصومنا وكثير من مناسباتنا، ولا يعني هذا ان نهمل الاهتمام بالتقويم الشمسي، فالشمس والقمر آيتان من آيات الله تستدل بهما على المواقيت والتقويم"، مشيراً إلى أن "الهجرة النبوية ليست مرتبطة مباشرة بشهر محرم، ولكن السنة التي تمت بها الهجرة النبوية اعتبرناها السنة الاولى في تقويمنا، وبالتالي ينبغي ان نؤكد ان الهجرة شيء ورأس السنة الهجرية شيء آخر".
وشدد على أن "البعد الحقيقي لثورة الامام الحسين في عاشوراء، في اول السنة الاولى بعد الستين من الهجرة، هو البعد الاسلامي بكل معانيه، هو البعد الرسالي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وان هذه الذكرى المجيدة التي تتجدد كل عام وتجدد الكثير من معاني البطولة والإقدام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يمكن ان تكون مرتكزا حقيقيا لوحدة الامة وتجديد انطلاقتها، اذا ما تم الاحتفال بها من خلال البعد الحقيقي الذي تحمله الذكرى، ومن دون ادنى شك فان النفوس السليمة والعقول الواعية تجعل من هذه الذكرى بابا لكل ما يمكن ان يدفعنا الى الامام، وهذا يتعلق بالمحتفلين وبوعيهم وبأهدافهم التي يريدون تحقيقها من خلال احتفالهم".