وكالة أبناء الحوزة ــ عقد المجلس المركزي في تجمع العلماء المسلمين اجتماعه الأسبوعي ودرس الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، وأصدر بيانا سأل في مستهله: "هل كتب على هذا البلد أن يعيش الأزمات طوال عمره، فلا يخرج من أزمة إلا ويدخل أخرى؟! هل يجب على المواطن اللبناني أن يعيش دائما تحت وطأة الخوف على مستقبله ومستقبل أولاده؟! هل قدر شباب لبنان أن يكون مصيرهم الهجرة إلى بلاد الله الواسعة ليتحولوا هناك إلى مبدعين ومخترعين وسياسيين قادة، في حين أن البلد لا يستوعبهم ولا يفتح لهم باب التعبير عن أنفسهم بإظهار طاقاتهم وإبداعاتهم؟! لماذا على المواطن أن يكون أسيرا لانتمائه الطائفي والمذهبي إذا أراد أن يكون جزءا من موظفي القطاع العام فلا يحق له الوصول إلى حيث الكفاية توصله، ويقف الانتماء الطائفي أو المذهبي حاجزا أمام هذا الوصول؟!".
واضاف: "هذه الأسئلة وغيرها الكثير يجول في بال كل مواطن لبناني، كل رب أسرة، كل شاب يحاول أن يحقق طموحه ليصدم أن البلد أصبح له أسابيع عديدة معطلا لخلاف حول جريمة قبرشمون، هل تحال على المجلس العدلي أو لا إذا لم تكن السلطة قادرة على الحسم في أمور كهذه فكيف تستطيع أن تحسم في أمور أعقد وأخطر؟!
هل يجب أن تحل كل الأمور في البلد "بتبويس اللحى" والفرار من العقاب أو لا بد من تحقيق العدالة وتطبيق القانون؟".
وتابع: "أمام هذا الواقع المرير، يعلن تجمع العلماء المسلمين ما يلي:
أولا: ندعو إلى حسم مسألة انعقاد مجلس الوزراء ونرفض التأجيل تحت أي حجة وعلى الدولة حسم أمرها بطرح موضوع حادثة قرشمون على المجلس، وهو من له الحق في اتخاذ القرار المناسب وعلى الجميع التزام النتيجة مهما كانت.
ثانيا: علمنا أن هناك مبادرة جديدة لدولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري لحل الأزمة ترضي جميع الأطراف، ونحن نطالب القوى السياسية بالاستماع إلى نصيحة حكيم لبنان دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، فهو حريص على مصلحة الوطن وأفضل من يستطيع تدوير الزوايا، وفي النهاية لا يمكن أي مبادرة أن تأتي متطابقة مع مطالب أحد الأفرقاء بل لا بد من تنازلات من الفريقين لمصلحة الوطن.
ثالثا: نعلن عن ارتياحنا الى القرار الذي اتخذه القضاء في نيجيريا لإطلاق رئيس الحركة الإسلامية النيجيرية الشيخ إبراهيم الزكزاكي وزوجته والسماح لهما بالمغادرة إلى الهند لتلقي العلاج. وندعو الدولة إلى الاستماع الى مطالب الحركة الإسلامية والسماح لها بممارسة شعائرها الدينية لتأمين الوفاق الوطني الذي يرغب فيه الجميع لمصلحة البلد، والتوجه بكل قوة للقضاء على الإرهاب التكفيري المتمثل بجماعة بوكو حرام التي ترتكب المجازر في نيجيريا وتنتهك الحرمات.
رابعا: ما زال العدو الصهيوني وعلى رغم كل الانتقادات التي وجهتها إليه منظمات حقوق الإنسان وحقوق الطفل يقوم باعتقال الأطفال وجرهم إلى المعتقلات، فبعد اعتقال الطفل محمد ربيع عليان الذي لم يتجاوز الـ4 أعوام، واعتقال الطفل قيس فراس عبيد الذي لم يتجاوز الـ 6 أعوام، وكلاهما من العيساوية في القدس المحتلة، ها هو اليوم يعتقل الطفل عبدالله محمد عبدالله درباس (13 عاما) من قرية العيساوية في القدس المحتلة أيضا ليؤكد هذا المحتل الغاصب والمجرم أن لا حرمة لديه ولا اعتبار لأي من القيم الإنسانية، وعليه أن يعرف أن تصرفاته هذه دليل ضعفه وجبنه وخوفه وأن ذلك لن يغير مصيره بل سيبقى زوال الكيان الصهيوني وعدا إلهيا لن يتبدل وهو بات قريبا جدا.
خامسا: نعلن وقوفنا إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في وجه العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية ونحن نعتبر أنها أصبحت مثالا لكل الدول التواقة الى الحرية والاستقلال والسيادة، فالإرهاب الأميركي لا قيمة له مع شعوب تعشق الشهادة على عيش الذل والهوان، وقد أثبت التاريخ ذلك سابقا في الحرب الفيتنامية التي خرجت منها الولايات المتحدة الأميركية تجر أذيال الخيبة، وها هي إيران اليوم تعيد المشهد وبقوة أكبر وتجعل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أضحوكة أمام شعبه ويتعرض لانتقادات كبيرة من كل عاقل أميركي يفكر في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية وشعبها، حتى قالت عنه "الواشنطن بوست" الشهيرة: "ترامب يقود الولايات المتحدة الأميركية إلى الدمار".