وكالة أنباء الحوزة - قال خطباء لبنان في خطب صلاة الجمعة أن السعودية هي اول من يجب ان يعيد النظر في تبعيته المذلة لاميركا، وهي أمام فرصة بعد اهانات ترامب للخروج من سياسة التبعية العمياء للولايات المتحدة والعودة إلى محيطها العربي والإسلامي.
الشيخ دعموش:السقوط الاخلاقي للسعودية كشف عن الوجه الاجرامي اللا انساني لهذا النظام
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة أن "المشهد الذي يرسمه المحور الأميركي السعودي لنفسه اليوم هو مشهد الإنحدار على كل صعيد وفي أكثر من قضية فالثقة بين الولايات المتحدة وبين السعودية أهتزت إلى حد كبير بعد سلسلة المواقف والفضائح والاهانات التي اطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحق السعودية من أجل ابتزازها ونهب أموالها. ومنيت السعودية بخسائر كبيرة وفادحة في كرامتها ومكانتها وسمعتها ووضعت في موقف مذل ومهين، ولم نجد في مقابل هذه الإهانات وهذا الحجم من الاذلال والتهويل سوى الخضوع والسكوت والصمت الذي يكشف عن عجز ورهبة وخوف".
واعتبر ان "السقوط الاخلاقي والسياسي والاعلامي المدوي للسعودية لا سيما العدوان على اليمن كشف عن الوجه الاجرامي اللا انساني لهذا النظام الذي يشبه في ممارساته الاجرامية ممارسات داعش والجماعات الارهابية المتوحشة. مشيرا: الى ان هذا النظام يستحق كل هذا التشهير وكل هذا الانحدار على المستوى الدولي لانه كان يخدع العالم بتمظهره بالخير ويشتري صمت بعض الدول والانظمة على رعايته ودعمه للجماعات التكفيرية الارهابية وعلى جرائمه وارتكاباته في اليمن وسوريا والبحرين وغيرها".
ولفت الشيخ دعموش الى أن "إهانات ترامب للسعودية واذلاله لها هو نتيجة طبيعية لمسار التبعية المطلقة الذي انتهجته السعودية للسيد الأمريكي طيلة العقود الماضية وتم تكريسه مع وصول محمد بن سلمان إلى السلطة كولي للعهد". وقال: "هكذا تفعل أميركا مع حلفائها وأصدقائها الذين يستجدون التحالف معها، فهي لا تحترمهم إلا إذا دفعوا، ولا تحمي عروشهم إلا بمقابل المال، وإذا تخلّفوا عن دفع المزيد من المال يُهددون برفع الحماية، ويُهانون ويُذلون، ويُداس على كرامتهم، دون أن يقووا على الرد أو التفوه بكلمة في وجه السيد الأمريكي رهبة وخوفا من رفع الغطاء عنهم".
وأضاف "هذا هو حال السعودية مع حليفتها الولايات المتحدة، وهذا يجب ان يكون عبرة لكل من يراهن على الولايات المتحدة ولكل من يسير في ركب الولايات المتحدة التي ليس لها صديق ولا حليف حقيقي في هذه المنطقة سوى إسرائيل التي توفر لها الرعاية والحماية بلا مقابل بل تدعمها بكل أشكال الدعم السياسي والمالي والعسكري لتبقى هي الأقوى في المنطقة. ولذلك على الدول والحكومات التي تعتبر نفسها حليفة وصديقة للولايات المتحدة ان تأخذ العبرة وان تعيد النظر".
وشدد الشيخ دعموش على ان "السعودية هي اول من يجب ان يعتبر ويعيد النظر ويتأمل ويفكر في تبعيته المذلة لاميركا، وهي أمام فرصة بعد اهانات ترامب للخروج من سياسة التبعية العمياء للولايات المتحدة والعودة إلى محيطها العربي والإسلامي، فالحوار والتفاهم والتعاون مع دول المنطقة هو السبيل لإستقرار المنطقة ولحماية المنطقة من التدخلات الأميركية والإسرائيلية ولانهاء الحروب الداخلية والدفع باتجاه التصالح في اليمن وسوريا والعراق والبحرين وايران".
السيد فضل الله: على وسائل الاعلام احترام القيم الاخلاقية والدينية
ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي ونحن نستعيد الذكرى الأليمة لوفاة الإمام الحسن المجتبى، التي مرت علينا في السابع عشر من شهر صفر، بأن نتبع الأسلوب الذي تعامل به مع ذلك الرجل الشامي، ممن رباهم معاوية على العداء لعلي ولأهل البيت.
يقول هذا الرجل: "وصلت إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فرأيت رجلا راكبا على بغلة، لم أر أحسن وجها ولا سمتا ولا ثوبا منه، فمال إليه قلبي، فسألت عنه فقيل لي: هذا الحسن بن علي بن أبي طالب، فامتلأ قلبي له بغضا، وحسدت عليا أن يكون له ابن مثله، فصرت إليه وقلت له: أأنت ابن علي بن أبي طالب؟ قال لي: نعم، فرحت أشتم أباه وأشتمه، فلما انقضيت من كلامي، قال لي: "أحسبك غريبا"؟ قلت: أجل، قال: فإن احتجت إلى منزل أنزلناك أو إلى مال آتيناك أو إلى حاجة عاوناك.. ودعاني إلى بيته وأكرمني بضيافته.. فخرجت من عنده وما على الأرض أحب إلي منه، وما فكرت في ما صنع وصنعت إلا شكرته وخزيت نفسي".
اضاف: "فلنتعلم من الإمام أسلوبه، ولنقتد به، رغم صعوبة ذلك علينا، فهو يحتاج منا إلى صبر، فالواحد منا يحب أن ينفس عن غيظه، وأن يرد الإساءة بمثلها أو أكثر! ولكننا بالأسلوب الذي اتبعه الإمام الكاظم، نعالج الكثير من التوترات التي تعصف بساحاتنا بفعل الخلافات، وما أكثرها! الخلافات الدينية والمذهبية، والصراع السياسي والحزبي والعائلي، وصراع المصالح، والتنافس على المواقع، والسجال بين الأفكار والعقائد، واختلاف الآراء، وبه نحول الأعداء إلى أصدقاء، والمبغضين إلى محبين، ونثبت سلامنا الداخلي، بدلا من أسلوب رد الفعل الذي يزيد العداء عداء، ويثبت الأحقاد، ويزيد من التوترات. وبذلك، نبلغ ما بشر به الله الذين ينتهجون هذا الأسلوب عندما قال: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}، وقال تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله}. وبذلك، نصبح أكثر تماسكا وقوة وقدرة على مواجهة التحديات".
وتابع: "البداية من لبنان، الذي كبرت فيه الآمال بولادة الطبخة الحكومية، وبقدرة قادر، بعد تعثر استمر خمسة أشهر عاش خلالها اللبنانيون أجواء غلب عليها التشاؤم، ولم يعد سرا القول ان ما حصل لم يأت، ومع الأسف، من حرص من غالبية القوى السياسية على إخراج البلد مما عاناه ويعانيه من أزمات على المستوى الاجتماعي والمعيشي، ومن تداعيات خطيرة على المستوى الاقتصادي، بل جاء بعد الكلام الدولي الحامي الذي وصل إلى مسامع كبار المسؤولين، بأن كفى تلهيا بما يجري على صعيد تقاسم الحصص فيما البلد ينهار، وأن استمرار هذا الواقع قد يفقده أحد صمامات الأمان والنجاة التي تأمنت له خلال المؤتمرات التي حصلت، وآخرها سيدر.. ولا ننسى الأثر الإيجابي الذي تركته تطورات إقليمية ودولية على هذا المسار، والذي ساهم في انكفاء بعض الفيتوات التي كانت وضعت أمام تأليف الحكومة، والمساهمات التي حصلت من قوى سياسية في الداخل".
وقال: "إننا أمام ذلك، في الوقت الذي نقدر أي جهد يبذل للوصول إلى ما وصلنا إليه، ندعو إلى بذل مزيد من الجهود لحلحلة ما تبقى من عقد، وهي عقد لا نراها مستعصية، وهي حتى الآن لن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، وإن كان الحذر سيبقى حتى بزوغ فجر الحكومة. بعد ذلك، سيبقى هاجس اللبنانيين: هل ستدخل القوى السياسية عندما تشكل الحكومة بعقلية الحرص على معالجة الكم الهائل من المشكلات وإنتاج الحلول، على حساب إيقاف النزيف الذي يعانيه البلد على كل المستويات، أو بعقلية تصفية الحسابات التي ظهرت في الفترة السابقة، والتي علا فيها ضجيج استنفار الغرائز الطائفية والمذهبية والحزبية، واستعيدت خلالها لغة الحرب التي يرفضها اللبنانيون، بحيث تتحول الحكومة التي ينتظرها اللبنانيون من كونها نعمة إلى نقمة إضافية عليهم؟".
اضاف: "وفي مجال آخر، وعلى الصعيد الإعلامي، لا بد من التوقف عند خطورة ما يعرض عبر وسائل الإعلام، المرئية منها بالخصوص، والذي ما يلبث أن ينسحب على وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي، من برامج تسيء إلى الجانب الأخلاقي، وتنال من المقدسات والرموز الدينية، لتداعياتها على بناء المجتمع وقوته ومناعته وتهدد استقراره الداخلي. إننا أمام ذلك، ندعو الوسائل الإعلامية، ومن ورائها الدولة اللبنانية، إلى أن تعي مخاطر ذلك على صورة لبنان، الذي نريده أن يبقى بلدا تحترم فيه القيم والأخلاقية والدينية، وهو لا يعني أننا نريد المس بالحرية التي نصر على أن تصان، ليبقى لبنان بلد الحريات، ولكن نريدها أن تكون مسؤولة وواعية، ولا تكون عبئا على لبنان وقيمه ومبادئه".
وتابع: "نبقى في لبنان، لنشير إلى خطورة جهاز التجسس الذي زرعته إسرائيل في محيط خراج شرقي بلدة الحلوسية، والذي سارعت طائرة استطلاع إسرائيلي إلى تدميره قبل اكتشافه، ما يشير إلى مدى الاستهداف الذي يتعرض له لبنان من هذا الكيان، وتهديده المستمر للسيادة اللبنانية وأمنه، ما يدعو إلى استنفار كل الجهود لمواجهة هذا الاستهداف ومنعه".
من جهة اخرى، رأى السید فضل الله "في الخطوة الأخيرة التي تمثلت بفتح معبر نصيب بين الأردن وسوريا، والتي هي إشارة إضافية إلى عودة العافية إلى سوريا وإعادة ربطها بمحيطها، بشارة أمل للبنانيين الذين عانوا تداعيات ما جرى على المستوى الصناعي والزراعي. وهنا، لا بد من أن نقدر موقف الدولة السورية التي تجاوزت الحساسيات الدبلوماسية والسياسية التي كان يمكن أن تشكل عائقا أمام تسهيل حركة انتقال البضائع التجارية".
وختم: "وأخيرا، إننا أمام التقارير الخطيرة التي تتوالى حول الأوضاع الإنسانية في اليمن، وآخرها ما صدر عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي حذر من أن "الملايين في اليمن يواجهون أسوأ أزمة جوع في العالم"، حيث لا يعرف قرابة 18 مليون يمني كيف يحصلون يوميا على وجبتهم القادمة، ويعتبر أكثر من 8 ملايين منهم على حافة "المجاعة"، فإننا نطلق مجددا الصوت لإيقاف هذه الحرب العبثية، التي إن استمرت، فستودي بشعب كامل بعد تدمير كل مقدراته، فهل من مجيب!؟".
الشيخ الخطيب: القضية الفلسطينية عرضة للتصفية من خلال العمل على وقف مسيرات العودة
القى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب خطبة الجمعة في مسجد بلدة لبايا في البقاع الغربي، تحدث فيها عن "هموم المواطنين وشجونهم، الذين انهكتهم سياسة التسويف واللامبالاة الحكومية في معالجة الازمات المعيشية، التي تتفاقم مع كل يوم لا تتشكل فيه الحكومة التي نريدها ملاذا لكل المواطنين على اختلاف انتماءاتهم ومناطقهم ومرجعا لحل ازماتهم ومعالجة مشاكلهم"، واعتبر ان "الوضع الاقتصادي والمعيشي صعب يكتوي بناره اللبنانيون الذين باتوا في غالبيتهم في خانة الفقر ".
وطالب السياسيين بـ"الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تحصن لبنان وتنهض باقتصاده وتتصدى لمعالجة الازمات المعيشية والاجتماعية المتفاقمة، فالاقتصاد الوطني يحتاج الى حصانة حكومية توفر الاستقرار السياسي الذي ينعكس على الحركة الاقتصادية التي تجعل من لبنان بلدا مزدهرا يستقطب الاستثمارات الاجنبية والوطنية، لا سيما ان لبنان غني بطاقاته البشرية وثرواته النفطية والمائية التي تحتاج الى حسن الاستثمار والادارة، وعلى السياسيين ان يتعاطوا بحكمة ومسؤولية مع المبادرة السورية المشكورة في اعادة فتح معبر جابر نصيب وتقديمها التسهيلات الى اللبنانيين، مما يحتم تعزيز التعاون والتنسيق بين الدولتين والعمل بجد ليكون لبنان مساهما رئيسيا في اعادة اعمار سوريا، فهو المستفيد الاول من المشاركة في المشاريع الاستثمارية في سوريا، ونحن اذ نشكر كل العاملين لعودة النازحين السوريين الى وطنهم، فاننا نطالب بتكثيف الجهود وتسهيل عودة اهلنا السوريين".
من جهة اخرى، راى ان "القضية الفلسطينية عرضة للتصفية من خلال العمل على وقف مسيرات العودة التي كشفت عن بطولات وتضحيات الشعب الفلسطيني الرافض لكل اشكال الرضوخ لارادة الاحتلال"، مناشدا "اهلنا واخوتنا في فلسطين ان يتضامنوا ويتلاحموا في مواجهة الغطرسة الصهيونية، وليعلم الجميع ان طريق طريق فلسطين تعبده دماء الشهداء وسواعد المجاهدين والمناضلين، وعلى الشعوب العربية والاسلامية ان تتحرك نصرة لفلسطين وشعبها وتتصدى لمؤامرة استفراد الشعب الفلسطيني واخضاعه لارادة الاحتلال".
الشيخ حبلي حذر من العبث بالساحة الفلسطينية
سأل الشيخ صهيب حبلي عن الجهة المستفيدة من الأحداث الأمنية والإشتباكات التي تندلع في المخيمات الفلسطينية. واعتبر أن "ما يحصل يرتبط بشكل أو بأخرى بمخطط صفقة القرن الهادفة الى شطب حق العودة والغاء حق الفلسطينيين بأرضهم المحتل من قبل العدو الصهيوني".
ودعا الشيخ حبلي في خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد إبراهيم في صيدا القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية الى تحديد بوصل ووجهة البندقية باتجاه فلسطين، وعدم الانزلاق الى المؤامرات التي تريدها القوى التي تريد العبث بالساحة الفلسطينية.
من جهة ثانية أكد الشيخ حبلي على ضرورة الإهتمام بالوضع المعيشي للمواطنين، لا سيما العائلات الفقيرة خصوصا وأننا أصبحنا على أبواب الشتاء بحيث تزداد الحاجات في وقت باتت فرص العمل تتقلص، ولفت الشيخ حبلي الى ما أعلنه رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر لجهة تسجيل 300 حالة صرف تعسفي خلال 3 أيام، وهو ما يعتبر مؤشرا خطيراً للغاية يؤكد الحاجة الماسة الى خلق فرص العمل والحد من إرتفاع معدلات البطالة لا سيما بين الشباب.