وكالة أنباء الحوزة - ورد عن أهل البيت عليهم السلام في العباس عليه السلام أنه : (زق العلم زقا) و ليس هذا بکثير على رجل يتخرج من مدرسة مدينة العلم، و يعاصر أربعة من الأئمة (عليهم الصلاة و السلام)، متأدبا بآدابهم، آخذا من علومهم.
عن أبيه علي - عليه السلام - «إن العباس بن علي زق العلم زقا» (1)
ان وجود الامام الحسن عليه السلام أولا، ثم الامام الحسين عليه السلام ثانيا، کان بطبيعته حاجبا من ظهور شخصية أبي الفضل العلمية، فالامام لا يضاهى في علم و لا في غيره، و لو قدر للعباس عليه السلام أن يعيش في غير عصر الأئمة عليهم السلام، أو في غير بلدهم، لظهر للناس مقامه العلمي الرفيع، کذلک الأئمة عليهم السلام أنفسهم فلا تظهر للناس علوم الخلف الا بعد مضي السلف؛ حتي روى الطبرسي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: ما مشى الحسين بين يدي الحسن عليه السلام قط، و لا بدره بمنطق اذا اجتمعا تعظيما له (2) مع امامتهما معا، و تقاربهما في السن، فکيف يستطيع العباس مع وجودهما عليهما السلام أن يملي علومه؟.
و شهادتهم عليهم السلام تکفي دلالة على سمو منزلة أبي الفضل العلمية.
حدثنا أبو علي أحمد بن زياد الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسي بن عبيد اليقطيني عن يونس بن عبد الرحمان عن ابن أسباط عن علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن أبي صفية، ( قال: نظر سيد العابدين علي بن الحسين عليه السلام الي عبيد الله بن عباس بن علي بن أبي طالب، فاستعبر، ثم قال: ما من يوم أشد على رسول الله صلى الله عليه و آله من يوم أحد قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله و أسد رسوله، و بعده يوم مؤتة قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب.
ثم قال عليه السلام: و لا يوم کيوم الحسين عليه السلام ازدلف اليه(3) ثلاثون ألف رجلا، يزعمون أنهم من هذه الأمة، کل يتقرب الى الله عز وجل بدمه، و هو بالله يذکرهم فلا يتعظون، حتى قتلوه بغيا و ظلما و عدوانا.
ثم قال عليه السلام: رحم الله (4) العباس، فلقد آثر و أبلى وفدى أخاه بنفسه، حتى قطعت يداه (5) فأبدله " الله عز وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائکة في الجنة، کما جعل لجعفر بن أبي طالب و ان للعباس عند الله تبارك و تعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة الحمد لله رب العالمين و صلى الله على خير خلقه محمد و أهل بيته الطاهرين .
حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسي بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمان عن ابن أسباط عن علي بن سالم عن أبيه " عن ثابت بن أبي صفية، قال، قال علي بن الحسين: رحم الله العباس، يعني ابن علي ، فلقد آثر و أبلى وفدى أخاه بنفسه، حتى قطعت يداه فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائکة في الجنة، کما جعل لجعفر بن أبي طالب، و ان للعباس عند الله تبارك و تعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة(6).
العباس في حديث الامام الصادق عليه السلام:
کان عمنا العباس نافذ البصيرة، صلب الايمان.
و عن کتاب مقاتل الطالبيين لأبي الفرج، روي الشيخ أبو نصر البخاري باسناده عن الفضل بن عمر، عن الصادق عليه السلام أنه قال: رحم الله عمنا العباس کان و الله نافذ البصيرة، صلب الايمان، قتل مع أخيه الحسين عليه السلام بالطف، و مضى في سبيل الله شهيدا(7).
المصادر:
1- أسرار الشهادة للدربندي: ص 324 - بحر العلوم، مقتل الحسين عليه السلام (الهامش)، / 312
2- دخيل، العباس بن علي، / 21 - 20
3- زاد في البحار و العوالم: «الثمالي و زاد في بطل العلقمي: «يعني أبا حمزة الثمالي»
4- حکاه عنه في تظلم الزهراء، / 200، و المعالي، 435 / 1
5- وسيلة الدارين
6- البحار و العوالم و الأسرار و ابصار العين و ذخيرة الدارين و العيون
7- البهبهاني، الدمعة الساکبة، 323 / 4
* موقع التبيان