وکالة الحوزة_ رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن "القرار الأميركي باعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني هو عدوان خطير على الأمة والمقدسات الإسلامية والمسيحية ولا يجوز أن يمر أو تتم لفلفته أو التهوين من خطورته أو مواجهته بكلمات وخطابات الشجب والإستنكار الضعيفة على الطريقة التي سمعناها في اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية من معظم الوزراء المتحدثين، بل يجب أن تُجبر الولايات المتحدة الأميركية بكل الوسائل والإجراءات الرادعة المتاحة على التراجع عنه، لأنه إذا نجح ترامب في هذه الخطوة وتم تمريرها بالسكوت او بالتواطؤ أو باللا مبالاة والتخلي عن المسؤوليات، فإن من المتوقع أن تتسارع الخطوات الإسرائيلية للإستيلاء على كل شيء في فلسطين والقدس والتوسع في عمليات الإستيطان وشطب حق العودة، وصولا الى وضع اليد على المسجد الأقصى وسائر المقدسات".
وفي كلمة ألقاها في اللقاء العلمائي الاسلامي والمسيحي لنصرة القدس الذي أقامه مركز الإمام الخميني الثقافي في مجمع الزهراء في صيدا، لفت إلى ان "العرب والمسلمين بعد قرار ترامب أمام فرصة حقيقية للملمة صفوفهم والتوحد وإعادة الثقة في العلاقات بين الدول الاسلامية ووقف الحروب والصراعات التي عُمل على تشكيلها بين أكثر من محور وبين أكثر من دولة والبحث عن حلول وعن مواطن للتلاقي والتعاون؛ لأن القدس التي هي أقدس قضية في عصرنا في خطر حقيقي وتحتاج إلى تظافر الجهود كلها". ودعا الى "ضرورة عزل الولايات المتحدة الأميركية وليس اسرائيل فقط لأن القرار كان قراراً أميركياً وليس اسرائيلياً فقط، ووقف الاتصالات واللقاءات مع المسؤولين الأميركيين و رفض استقبالهم كما فعل شيخ الأزهر وبعض المرجعيات السياسية".
كما دعا الى "تصاعد الاحتجاجات داخل فلسطين وخارجها وصولاً إلى انطلاق انتفاضة ثالثة شاملة؛ لأن انتفاضة الشعب الفلسطيني على الاحتلال في الداخل هي أهم وأخطر وأعظم رد على القرار الأميركي كما قال سماحة الأمين العام.. وعلى العالم العربي والاسلامي أن يقدم الدعم السياسي والاعلامي والمالي والعسكري للشعب الفلسطيني إذا ما قرر إطلاق هذه الانتفاضة، كما أن على الشعوب العربية والإسلامية أن تصعد من احتجاجاتها على امتداد العالم وأن تواكب انتفاضة الداخل باستنهاض عارم ومؤثر في الخارج لمواجهة القرار الأميركي بما يجعل ترامب يندم ويتراجع عن القرار".
وشدد الشيخ دعموش على أنه "لا يجوز أن يتكرر مشهد الضعف الذي حصل في اجتماع وزراء الخارجية العرب في قمة منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول، فعلى قادة الدول الاسلامية في هذه القمة اتخاذ اجراءات وقرارات رادعة وحقيقية تجبر الولايات المتحدة للعودة عن قرارها، بدءاً بقرار قطع العلاقات مع اسرائيل لمن يقيم علاقات معها، وطرد السفراء ووقف الاتصالات السرية والعلنية معها، وإصدار قرار ملزم للدول الإسلامية بمنع التطبيع مع العدو واعتباره جريمة بحق القدس وفلسطين، وصولا الى الاعلان عن وقف المفاوضات لمن كان يؤمن بها حتى العودة عن القرار". وقال: "الشعوب العربية والاسلامية تتطلع إلى قمة منظمة التعاون في اسطنبول، وتأمل بأن يقترب القادة والحكام والرؤساء والزعماء ولو لمرة واحدة من تطلعات شعوبهم وآمالها وطموحاتها". وأضاف "بعد الذي جرى لا يتصورنّ أحد أن بإمكان العرب والمسلمين أن يستعيدوا القدس وفلسطين عن طريق المفاوضات والتنازلات والمبادرات، لا يمكن أن تتحرر القدس إلا بالمقاومة، التي يجب أن تصبح خياراً ليس للأحزاب والحركات التي تؤمن بالمقاومة، بل لكل الأنظمة والدول والحكومات والشعوب العربية والاسلامية".