وكالة أنباء الحوزة_ أشار خطباء لبنان فی صلاة الجمعة إلی أنّ في هذا الوقت، يترقب العالم ما ستحمله الساعات والأيام القادمة من قرارات تصدر عن الرئيس الأميركي بشأن الملف النووي الإيراني.
السيد فضل الله: فشلت مشاريع كانت قد رسمت لسوريا والعراق والمنطقة بشكل عام
ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، في مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما كان يوصي به الإمام زين العابدين محبيه وشيعته:
"أيها الناس، اتقوا الله، واعلموا أنكم إليه راجعون، فتجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا، (ويحذركم الله نفسه) ويحك ابن آدم الغافل، وليس مغفولا عنه، إن أجلك أسرع شيء إليك، قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك، ويوشك أن يدركك، فكأن قد وفيت أجلك، وقد قبض الملك روحك، وصيرت إلى قبرك وحيدا.. واقتحم عليك ملكان منكر ونكير لمساءلتك وشديد امتحانك، ألا وإن أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده، وعن نبيك الذي أرسل إليك، وعن دينك الذي كنت تدين به، وعن كتابك الذي كنت تتلوه، وعن إمامك الذي كنت تتولاه، وعن عمرك فيما أفنيته، وعن مالك من أين اكتسبته، وفيما أنفقته، فخذ حذرك، وانظر لنفسك، وأعد الجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار".
أضاف: "أيها الأحبة، حين نأخذ بوصايا إمامنا، ونعي أبعادها، نصبح أكثر دقة فيما نؤمن به ونعتقده، وفي القيادة التي نلتزمها، وفي المال الذي نكسبه وننفقه، وفي العمر الذي نصرفه، فلا ينبغي أن نؤمن بأي فكرة إلا بناء على قناعة، ولا ينبغي أن نسير مع أحد إلا بعد أن نتأكد أنه يوصلنا إلى رضوان الله، ولا نكسب إلا عندما نطمئن إلى أنه من حلال وأنه يصرف في الحلال، ولا نبدد عمرنا في لغو ولهو، وبذلك سنصبح أكثر وعيا ومسؤولية، وأكثر خيرا وعطاء، وبذلك نواجه التحديات.
والبداية من لبنان، الذي لم يطل فيه الوقت على نقض المجلس الدستوري لرزمة الضرائب التي أصدرها ممثلو الشعب اللبناني في المجلس النيابي، حتى سارع هؤلاء إلى الالتفاف على هذا القرار وإعادة إصداره، بالصورة التي لم تختلف كثيرا عما كانت عليه سابقا، والتي انتقدناها، لكونها تمس بشكل كبير الطبقات المتوسطة والفقيرة، وخصوصا أنها لم تستفد من هذه الزيادات.
في هذا الوقت، يترقب العالم ما ستحمله الساعات والأيام القادمة من قرارات تصدر عن الرئيس الأميركي بشأن الملف النووي الإيراني، وما قد يواكبها من عقوبات تطال من يناوئون السياسة الأميركية المتحالفة مع إسرائيل ويربكون خططها، ومن تهديدات صدرت عن وزير الحرب الصهيوني، وطالت الجيش اللبناني.
ونحن في الوقت الذي نرى في كل ذلك انعكاسا طبيعيا لفشل مشاريع كانت قد رسمت لسوريا والعراق والمنطقة بشكل عام، ندعو إلى أخذ المخاطر بجدية، وعدم إطلاق العنان للخوف من كل ذلك، فقد أصبح واضحا، وبالوقائع، أن هذا العالم لم يعد عالم القطب الواحد، وأن العدو الصهيوني الذي يهدد ويتوعد لم يعد يملك حرية أن يفعل ما يشاء، كما كان يفعل سابقا، ويشهد على كل ذلك التاريخ القريب الذي عشناه، وهو قابل لأن يتكرر ما دام في الأمة نبض حياة وعزة وغير ذلك".
وفي ما يتعلق بالساحة الداخلية، فأكد فضل الله "ضرورة تدعيم الجهة الداخلية لمواجهة أية أخطار قد تهدد البلد على المستوى الأمني أو الاقتصادي"، وختم: "ندعو إلى الكف عن أي خطاب يؤدي إلى توتير أجواء هذه الوحدة في الداخل، وخلق تشنجات تحت أي عنوان من العناوين، ولا سيما مع اقتراب الانتخابات، التي غالبا ما يستخدم فيها الخطاب الشعبوي أو الشعارات التي تشد العصب الطائفي والمذهبي، كما نرى تصاعد هذا الخطاب الآن.
وهنا، نقدر أي جهد ولقاء يساهم في تعزيز المناعة الداخلية ويقويها، لمواجهة كل هذه التحديات، فبالوحدة الداخلية نستطيع أن نمنع هذه المحاذير في الداخل".
الشيخ النابلسي: شعب المقاومة لا يهاب التهديدات
لاحظ الشيخ عفيف النابلسي في تصريح انه "ترتفع وتيرة التهديدات السياسية والإعلامية الأمريكية والإسرائيلية والسعودية ضد إيران والمقاومة في محاولة جديدة ، لكسر إرادة المقاومين في هذه المنطقة وفرض مشروع التقسيم والهيمنة وفق الرؤية الأمريكية.
وقال:" نحن وإن كنا لا نقلل من شأن أي عمل عسكري أو حصار مالي أو عقوبات اقتصادية، ولكننا نعتبر أن كل هذه المؤمرات محكومة بالفشل" .
واكد " إن شعب المقاومة لا يهاب التهديدات وهو مستعد للمواجهة مهما كانت الظروف صعبة وستثبت الأيام أن هذه الثلة الصغيرة ستمرغ أنف إسرائيل في التراب بل ستجعلها أثرا من التاريخ".
الشيخ دعموش: كل التهديدات والعقوبات لن تخيف شعبنا والمقاومة
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة، "ان الواجب الوطني يفرض على المواطنين والقوى الوطنية أن يقفوا الى جانب من يحمي بلدهم ويضحي من أجل حفظهم وحفظ أعراضهم وحياتهم، فيدعمهم ويلتزم خيارهم ويقدر تضحياتهم لا أن يحرض عليهم، كما يفعل البعض هذه الأيام تجاه المقاومة التي حمت لبنان ومنعت العدوين الصهيوني والتكفيري من استباحته".
وأشار الى "أن أحد أسباب التهديد والتهويل الأميركي الإسرائيلي السعودي على لبنان والمقاومة هو أن لبنان بفضل المقاومة والجيش استطاع ان يكون أول بلد ينجح في طرد الإرهاب التكفيري من أرضه، وينهي وجوده واحتلاله العسكري لجزء من أراضيه، ويفشل الرهان الإسرائيلي على هذه الجماعات لضرب المقاومة وإضعافها وإرباكها وإضعاف لبنان".
وقال:"كل التحريض والتجييش ضد المقاومة وحزب الله الذي نسمعه هذه الأيام من قبل أميركا واسرائيل والسعودية يأتي بعد الفشل الكبير والمدوي لمشروعهم في المنطقة، وبعد الهزائم الكبيرة التي منيوا بها هم وداعش في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وهم يريدون التعويض على هذا الفشل وعلى هذه الهزائم بالعمل ليكون لبنان ساحة للفتنة وللصراع الداخلي بين مكوناته، وهو الأمر الذي جربوه في السابق وفشلوا فيه، لأننا كنا وما زلنا حرصاء على الوحدة والتعايش والسلم الأهلي والإستقرار الداخلي، وأنه في الإمكان على الرغم من الإختلاف حول بعض المسائل من التعاون مع الجميع لمصلحة البلد".
وتساءل: لماذا عندما نرفض الكلام التحريضي الذي يصدر عن لسان مسؤولين سعوديين ضد المقاومة وضد مكون أساسي في هذا البلد ونضع النقاط على الحروف ونكشف عن حجم الكيد والحقد الذي يضمره هؤلاء للبنان ومقاومته الشريفة يعتبر كلامنا مضرا بمصالح لبنان واللبنانيين، ولا يعتبر التحريض السعودي المباشر وتجييش العالم كله ضد المقاومة وضد من تمثل في لبنان مضرا بلبنان واللبنانيين وعلاقاتهم في ما بينهم؟.ألا يعتبر تأليب العالم ودعوته الى التحالف ضد حزب الله والتماهي في هذه الدعوة مع ما يدعو اليه الإسرائيلي والأمريكي تحريض على الفتنة في لبنان ودعوة الى العدوان على لبنان؟.
وأضاف:"من يدعي الحرص على لبنان وعلى الإستقرار في لبنان يجب أن يأخذ موقفا جريئا من التحريض المستمر، وأن يعلو صوته في رفض مثل هذا التحريض الصريح والمباشر ضد لبنان، لا أن يكون شريكا في التحريض وفي الدعوة الى الفتنة والقتل والعدوان على البلد ، لأن هذا التحريض وهذه التهديدات وكذلك العقوبات تستهدف كل لبنان وكل اللبنانيين".
وشدد دعموش على "أن كل التهديدات والعقوبات لن تخيف شعبنا ولن تخيف المقاومة ولن تغير في مواقفها، وسيكتشفون أن آمالهم ستخيب كما خابت في المرات السابقة، وأنهم إنما ينتقلون من فشل الى فشل ومن هزيمة الى هزيمة أخرى إن شاء الله".
الشيخ حبلي: الرئيس عون أثبت مشروعية المقاومة
أشار الشيخ صهيب حبلي الى أن "عودة موجة التصعيد الأميركي ضد المقاومة من خلال تصنيف بعض الشخصيات القيادية في جهاز أمن المقاومة في خانة الإرهاب وتخصيص مبالغ مالية للإدلاء بمعلومات عنها، الى جانب فرض عقوبات مالية جديدة والتي ستنعكس على الإقتصاد اللبناني والمصارف بشكل عام، ما هي الا شكل جديد من اشكال العدوان على لبنان التي تطلب من جميع القوى السياسية موقفاً حازماً والتصدي لهذه المؤامرة الأميركية الجديدة ضد لبنان ومقاومته، لافتا الى ان واشنطن هي الحليف الإستراتيجي للكيان الصهيوني الذي يشكل رأس الإرهاب في العالم".
وفي كلمة له خلال خطبة الجمعة نوّه الشيخ حبلي "بموقف رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أكد بأن المقاومة هي حاجة ضرورية للبنان الى جانب الجيش في ظل التهديدات الإسرائيلية، وهذا ما يؤكد على الشرعية لتي تكتسبها المقاومة بصفتها حاجة وطنية للدفاع عن لبنان وشعبه فهي ليست تعمل لصالح فريق ضد آخر، خلافاً لحملات التشويه التي تستهدف المقاومة ودروها، كما أن المعركة الأخيرة التي خاضتها المقاومة في جرود عرسال وتحريرها من إرهابيي "النصرة"، خير دليل على الدور الذي تؤديه المقاومة في الحفاظ على أمن وإستقرار لبنان، وحفظ حدوده وصون أرضه وشعبه.