وكالة أنباء الحوزة_ يستذكر المسلمون في الخامس من ذي القعدة ذكرى تجديد بناء الكعبة المشرفة على يد ابراهيم الخليل واسماعيل عليهما السلام.
وقال مركز الابحاث العقائدية في جوابه عن كيفية بناء الكعبة المشرفة "ان الظاهر من بعض الروايات ان الكعبة لم تكن موجودة كمعلم حال نزول ادم (عليه السلام) بل الذي خط حدودها ادم (عليه السلام) بتعليم من جبرئيل (عليه السلام)، مستدركا انه يظهر من نفس تلك الرواية ان البيت خرج دون تدخل ادم (عليه السلام) في بنائه".
واضاف كما ذكر في "الكافي" ان جبرئيل انطلق بالنبي آدم عليه السلام إلى مكان البيت وأنزل الله عليه غمامة فأظلت مكان البيت وكانت الغمامة بحيال البيت المعمور فقال: يا آدم خط برجلك حيث أظلت عليك هذه الغمامة فإنه سيخرج لك بيتا من مهاة يكون قبلتك وقبلة عقبك من بعدك.
واوضح المركز ان الله أخرج له تحت الغمامة بيتا من مهاة وأنزل الحجر الأسود وكان أشد بياضا من اللبن وأضوء من الشمس، الا انه اسود لان المشركين تمسحوا به فمن نجس المشركين اسود الحجر.
وتابع المركز ان الكعبة تهدمت بفعل سيول الطوفان الذي حصل أيام نبي الله نوح (ع) ولم يبق منها إلا القواعد التي غطتها الرمال والحصى، ثم جدد بناءها ورفع القواعد فيها إبراهيم (عليه السلام) وابنه اسماعيل (عليه السلام) كما هو المستفاد من قوله تعالى: ﴿ وَإذ يَرَفع إبرَاهيم القَوَاعدَ منَ البَيت وَإسمَاعيل ﴾ (البقرة:127).
واستدرك بانه هدم جزء من الكعبة المشرفة قبل مبعث الرسول (ص) بخمس سنوات بفعل السيول أيضا فعزمت قريش على هدمها واعادة بنائها واشترطت ألا تدخل في بنائها مالاً حراماً فقصرت بهم النفقة الطيبة وأعادوا بناءها وأحدثوا التغييرات فيها, حيث زادوا ارتفاعها إلى (18 ذراعاً) وبنوا لها سقفاً خشبياً وجعلوا لها باباً واحداً ورفعوه عن مستوى الأرض كي يدخلوا من أرادوا و يمنعوا من أرادوا.
واشار المركز ان النبي محمد (ص) أسهم في بنائها وأخمد الفتنة التي أوشكت أن تقع بين قبائل قريش بسبب الحجر الأسود، فاقترح اقتراحه الحكيم الذي أرضى به الجميع ثم وضع الحجر الأسود في مكانه بيديه الشريفتين.
واردف المركز ان عبد الله بن الزبير قام بهدم الكعبة في جمادي الآخرة سنة 64هـ، حتى ألصقها بالأرض، فلما بلغ ابن الزبير بالهدم إلى القواعد أدخل الحجر في البناء حتى رفعها، وجعل لها بابين باباً شرقياً وباباً غربيباً وصيّر على كل باب مصراعين، وجعل رفعها إلى ثماني عشرة ذراعاً، وقبل هذا كان الحصين بن نمير قد أقبل على رأس جيش يزيد عام 62هـ وأراد ابن الزبير الذي كان متحصناً داخل البيت الحرام، ورمى الكعبة بالمنجنيق فاضَّر بها، ثم تلت ذلك حملة عبد الملك بن مروان التي نفذها الحجاج الثقفي عام 73هـ لقمع ابن الزبير وقام الحجاج بهدم الكعبة ورفعها إلى سبعة وعشرين ذراعاً.
وقال مركز الابحاث العقائدية ان المؤرخين أحصوا عدد السيول التي اجتاحت الكعبة والحقت اضراراً بها فكانت سبعين سيلاً, وقد ذكروا لبعضها أسماء خاصة كسيل أم نهشل، وجحاف والمخبل في أيام عبد الملك بن مروان، وسيل ابن حنظلة في أيام المأمون.