وكالة أنباء الحوزة ـ هناك سؤال يطرح: كيف يغيب المعصوم دون ان يبين لهم القائد او الخليفة الذي بعده كي يحفظ الامة من الضياع؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.
السؤال: نؤمن نحن الشيعة الامامية الاثني عشرية بأن رسول الله (ص) لا يمكن ان يترك امته من بعده دون قائد ولذلك فنحن نقول بولاية امير المؤمنين واهل بيته من بعده وامامتهم وخلافتهم للنصوص القطعية الواردة في ذلك ولكن حينما جاء الدور للامام المهدي المنتظر صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف وشاء الله تعالى غيبته، فقد الناس امامهم وقائدهم ولكن كان هناك من يتصل به في الغيبة الصغرى وهم السفراء الاربعة ومن بعد الغيبة الصغرى وقعت الغيبة الكبرى واحال الامام شيعته للفقهاء العدول وهم الحاملون لاحاديث العترة وعلومهم والمبينين لاحكام دين الله ولكن ظل المسلمون عامة والشيعة خاصة دون قائد طيلة قرون فكيف يغيب المعصوم دون ان يبين لهم القائد او الخليفة الذي بعده كي يحفظ الامة من الضياع؟ واذا قلنا باستحالة ذلك في النبي وانه قد اوصى للامامة من بعده لعلي وذريته فكيف نستدل على وجوب الرجوع الى الفقهاء في عصر الغيبة؟
الجواب: ألا تحتمل أنّ إعراض الامة عن خط الرسالة وتركهم لوصية رسول الله (صلی الله عليه وآله) وعدم متابعتهم لخلفائه صار سبباً لكي يفقدون القائد المنصوب من قبل الله إلى أن يحين الوقت لظهوره بأن يتقبله الناس ويذعنوا له بعد ما جرّبوا جيمع الأنظمة والحكومات فلم ينفعهم ذلك، ولنعم ما قال المحقق الخواجة نصير الدين الطوسي بالنسبة للإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه) وغيبته: (وجوده لطف وتصرفه لطف وعدمه منّا).
فالأدلة الدالة على لزوم بعث الأنبياء وإرسال الرسل وإنزال الكتب ونصب الأئمة وتعيين الأوصياء إنما تقتضي أصل تعيين الرسل ونصب الأئمة ولا تقتضي إجبار الناس على الهداية وإطاعة الأنبياء والأئمة، قال الله تعالى (ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حي عن بينة) وقال: (فلله الحجة البالغة)، فإذا كان الإمام أو النبي يخاف على نفسه من الناس ولا يكون وجوده بينهم مفيداً ومؤثراً لإصلاح المجتمع وكانت غيبته مقدمة لنجاح قيامه ونهضته فلا محالة يأمره الله تعالي بالاستتار والغيبة.
وأما الفقهاء فقد دل الدليل على أنهم المرجع للناس في زمان غيبة الإمام المعصوم ولهم الولاية على الاُمة قطعاً كما ورد قوله (عليه السلام): وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فإنّهم حجتي عليكم وأنا حجة الله).