وكالة أنباء الحوزة_ دعا خطباء الجمعة في لبنان في خطبة الجمعة المؤسسات الدولية الى القيام بأكثر من دورها، وهو السعي لإيقاف العدوان على الشعب اليمني الذي يقتل الآن بسلاح الكوليرا والحصار بعد أن صمد في وجه البارود والنار.
السيد فضل الله: لا يوجد مبرر للضغط على سياسات الدول، من خلال الضغط على لقمة عيش شعوبها
ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصيَّة أمير المؤمنين، الَّتي آثر أن يودعها أهل بيته وأصحابه قبل أن يغادر الدنيا.. والوصيَّة يضع فيها الموصي الأمور التي تهمه، وتشغل باله، ويخشى أن تضيع ولا يعمل بها، فأي الأمور هي الَّتي كانت تشغل بال أمير المؤمنين وهو على فراش الموت؟ لقد توجه في البداية إلى ولديه الحسن والحسين، فقال: "أوصيكما وجميع ولدي وأهل بيتي ومن بلغهم كتابي هذا من المؤمنين، بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم، فإني سمعت رسول الله يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام. الله الله في الأيتام، لا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم. والله والله في جيرانكم، فإنهم وصية نبيكم، ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم. والله الله في القرآن، فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم. والله الله في الصلاة، فإنها عماد دينكم. والله الله في بيت ربكم، فلا يخلو منكم ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تناظروا.. والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم.. ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولى الأمر شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق والحسد". ثم يقول: "لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضا، تقولون: قتل أمير المؤمنين، ألا لا تقتلن بي إلا قاتلي، انظروا إن أنا مت من ضربته هذه، فاضربوه ضربة بضربة، ولا تمثلوا بالرجل، فإني سمعت رسول الله يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور". هذه هي وصية أمير المؤمنين لنا، فلنستوص بها. والالتزام بها يؤكد حقيقة حبنا له، فهو لن يكتفي منا بمشاعرنا وعواطفنا، بل يريد العمل والسلوك أيضا. وكما قال الإمام الباقر: "أيكفي الرجل أن يقول أحب عليا وأتولاه، ثم لا يكون مع ذلك فعالا؟ ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته، ما نفعه حبه إياه شيئا، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه، أتقاهم وأعملهم بطاعته". ولذلك، علينا أن نتقي الله لما عنده. ومتى فعلنا ذلك، سنكون أكثر وعيا وقدرة على مواجهة التحديات".
وقال: "البداية من القانون الانتخابي الَّذي أبصر النور بعد طول تسويف من القوى السياسية. فقد كان من الممكن أن يتم الاتفاق عليه قبل هذا الوقت بكثير، مما يوفر على اللبنانيين تداعيات الانتظار على كل الصعد، حيث تأكدت الحقيقة التي كنا نقولها بأن لا حل في لبنان إلا بالتوافق، ولكن مع الأسف، هو التوافق على الحصص، بعدما أتقنت أغلب القوى السياسية التعامل مع اللبنانيين على قاعدة اللعب على حافة الهاوية، حتى يسهل عليها تمرير ما تريد تمريره، بحيث يصبح أي حل، حتى لو كان أسوأ الحلول، مطلبا للبنانيين".
وتابع: "ننتقل إلى الأزمة المستمرة بين قطر وبعض دول الخليج، التي ساهمت وتساهم في مزيد من التشظي والانقسام في العالم العربي والإسلامي، وهي بالطبع ستؤدي إلى تدخل متزايد للدول الكبرى في المنطقة، لتعزيز إطباقها على دول الخليج، وللمزيد من الابتزاز المالي وصفقات السلاح.. كما رأينا ذلك مؤخرا، وبكل وضوح".
وقال: "نحن أمام ما يجري، ندعو إلى الإسراع في إيجاد حلول تنهي هذا الشقاق، وتصوب مسار هذه الدول التي طغت على دورها سياسات خاطئة في هذه القضية وغيرها من قضايا المنطقة، كما ندعو إلى إيقاف الحصار الذي يتناقض مع القيم الإسلامية والإنسانية.. وهو ما نرفضه في كل الحروب والأزمات السياسية، فلا يوجد مبرر للضغط على سياسات الدول، من خلال الضغط على لقمة عيش شعوبها والناس الذين قد لا يكون لهم دور في أي من السياسات القائمة حولهم".
وختم: "وأخيرا، لا بدَّ لنا في ظلِّ تزايد حجم الجريمة في لبنان، مع ما لها من آثار في أمن المواطنين وحياتهم واستقرارهم، من العمل الجاد على الصعد التربوية والأخلاقية والدينية، وعلى المستوى الأمني، بتنظيم رخص السلاح، للوقاية من هذه الجرائم.
الشيخ النابلسي: على الحكومة تقديم صورة إيجابية عن نفسها
سأل الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع "السيدة الزهراء" في صيدا، "هل صار في وسع اللبنانيين أن يتنفسوا الصعداء بعد الاتفاق على قانون الانتخاب، الذي كاد الخلاف حوله يودي بالوطن إلى أزمة لا أحد يعرف نتائجها وتداعياتها؟"
ودعا الحكومة الى تقديم "صورة إيجابية عن نفسها من خلال تحقيق إنجازات في هذه الملفات، حتى يشعر المواطن أن هناك سلطة تعمل من أجله لا سلطة همها تجميع المزيد من الغنائم. المطلوب في هذه الملفات إنجازات قاطعة وواضحة وبأعلى درجات الشفافية، لأن من يريد أن يبقى هذا البلد عليه أن يعمل لأمن الناس الاجتماعي وصالح الوطن قبل أن ينظر إلى مكاسب شخصية لن تطول حتى تؤرق عيشه بطريقة وأخرى".
الشيخ ياسين: ندعو المؤسسات الدولية الى السعي لإيقاف العدوان على الشعب اليمني
اعتبر رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها الشيخ علي ياسين، في تصريح اليوم، "أن الإيجابية الوحيدة في إقرار قانون الانتخاب أنه وضع حدا للتمديد من جهة، وقطع الطريق على خيارات سلبية كالفراغ من جهة أخرى"، مشيرا الى "أن هذا القانون عرقل توجه لبنان نحو حياة ديموقراطية كاملة، لأنه كرس ولاءات طائفية ومذهبية في أكثر من منطقة".
وأشاد ياسين بالانجازات الاسبوعية للقوى الامنية اللبنانية "التي تحمي لبنان من الخطر التكفيري المتفشي في المنطقة، وبإنجازات الجيش العربي السوري وحلفائه، وكذلك انجازات الحشد الشعبي في العراق، حيث وصلت الحدود السورية العراقية من جديد".
وفي الشأن الفلسطيني، دعا ياسين الشعب الفلسطيني إلى "مواصلة كفاحه المسلح بغض النظر عن الأنظمة العربية الخانعة التي تحشر نفسها في كل صراع ممكن، ما عدا إزعاج خاطر الصهيوني الذي يسعى رئيس وزرائه الحالي بإلغاء وكالة الأونروا الشاهد الدولي الوحيد على الحق الفسطيني".
وختم داعيا المؤسسات الدولية الى القيام بأكثر من دورها، وهو السعي لإيقاف العدوان على الشعب اليمني الذي يقتل الآن بسلاح الكوليرا والحصار بعد أن صمد في وجه البارود والنار.
الشيخ حبلي نوه بالإنجازات الأمنية المتتالية على صعيد كشف الخلايا الإرهابية
أمل الشيخ صهيب حبلي أن تنعكس عملية التوافق على القانون الجديد للإنتخابات إيجابا على الصعيد المحلي، وتساهم في إنعاش الوضع العام في البلد في ظل الأزمات التي يعانيها على مختلف الأصعدة، لافتا أنه وعلى الرغم من أن القانون المتفق عليه لا يلبي طموحات الشعب في الخروج من الحالة الطائفية والمذهبية الى المدى الوطني الواسع.
من جهة ثانية أشار الشيخ حبلي في ذكرى فتح مكة المكرمة من قبل رسول الله (ص) حيث أعاد لها حرمتها بعدما حطم الأصنام قائلاً: "جاء الحق وزهق الباطل، ان الباطل كان زهوقا"، وأضاف: "اليوم نسأل هل من يعيد لمكة المكرمة حرمتها ويحررها من رجس من يستولي عليها ويدنسها؟، مشيرا الى ان من يقتل المسلمين في اليمن وسوريا والعراق وفي كل بقاع الأرض، لا يمكنه ان يكون خادما للحرمين الشريفين، لأن الإسلام هو دين الرحمة والتسامح والألفة والمحبة، ومن يريد أن يكون خادماً للإسلام ورسالته عليه أن يتمتع بهذه الصفات.