وكالة أنباء الحوزة_ أشار خطباء الجمعة في لبنان إلى أنّ الهبوط من سمو المقاومة إلى حضيض التسوية، واستبدال بندقية المقاومة ب(سلام الإذعان)، والتخلي عن سوريا وإيران الداعمتين الرئيسيتين للشعب الفلسطيني ومقاومته، بحجج طائفية وتحت ضغط إغراء المال والسياسةمن قبل دول الخليج التي لم تكن يوماً إلى جانب تحرير الأرض واستعادة فلسطين كاملة، كان السبب فيما يحلّ بهذا الشعب.
الشيخ النابلسي: القيادات الفلسطينية غرقت بحب السلطة وشهوات المال
اشار الشيخ عفيف النابلسي إلى أنّ "شعباً ينام ويفتح عينيه ولا يجد غير التآمر الدولي والعربي والإسلامي عليه مثل الشعب الفلسطيني، معيب بحقه أن ينزف دماً في غير مواجهته للعدو، ويتصارع على على تفاهات الأشياء، فيما حقه يضيع وأرضه تتناقص، وتشرده يتنامى، وتأوهاته تدمي العيون"، متسائلاً:"أي منطق يمكن أن يفسر كل هذا التدهور السياسي والأخلاقي الذي يجري اليوم على أرض مخيم عين الحلوة وكأنّ الفلسطينيين ارتضوا لأنفسهم الانتحار. سيقول قائل إنّ العرب والمسلمين قد تخلوا عن الفلسطينيين ومن الطبيعي أن يحصل ما يحصل من تشرذم ونزاع".
وفي كلمة له خلال خطبة الجمعة إعتبر النابلسي أن "الهبوط من سمو المقاومة إلى حضيض التسوية، واستبدال بندقية المقاومة ب(سلام الإذعان)، والتخلي عن سوريا وإيران الداعمتين الرئيسيتين للشعب االفلسطيني ومقاومته، بحجج طائفية وتحت ضغط إغراء المال والسياسةمن قبل دول الخليج التي لم تكن يوماً إلى جانب تحرير الأرض واستعادة فلسطين كاملة، كان السبب فيما يحلّ بهذا الشعب"، مضيفاً:"لقد غرقت القيادات الفلسطينية بحب السلطة وشهوات المال فتركت العمل الفدائي الذي شكّل أجمل صورة من صور الشرف والمجد والنضال الإنساني ضد الظلم والاحتلال، واستعاضت عنه بجلسات الاحتضان والقبلات والضحكات مع الوفود الإسرائيلية التي كانت تعمل بجد لدفع الفلسطينيين للتنازل عن حقوقهم التاريخية"، مؤكداً أن "المطلوب في أزمة عين الحلوة اليوم، وبعيداً عن التعقيدات الداخلية والترتيبات الأمنية، هو وقف نزيف الدم فوراً . وإعادة بناء الوعي الفلسطيني المصاب بالكي والعطب والانحراف، والتفاهم من جديد على أن لا حلّ للأزمات إلا بالوحدة وتوجيه البندقية حصراً إلى صدر العدو الإسرائيلي. عندها يكون الفلسطينيون قد بدأوا العودة إلى الصراط المستقيم".
السيد علي فضل الله: أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه، أتقاهم وأعملهم بطاعته
ألقى السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصانا به الإمام الباقر، عندما سأله أحد أصحابه، وهو جابر، عمن ينسب إلى الشيعة، ويستحق لقب "شيعي"، لأن بعض الناس يعتبر أن التشيع هو أن يحب عليا، ويلتزم ولايته، ويفعل بعد ذلك ما يريد، كما قال ذلك الشاعر:
سودت صحيفة أعمالي *** ووكلت الأمر إلى حيدر
وهذا الأمر فيه إساءة إلى علي وإلى أهل البيت ودورهم.. ولذلك، قال: "يا جابر، أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟! فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم، والصلاة، والبر بالوالدين، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة، والغارمين، والأيتام، وصدق الحديث.. وأداء الأمانة إلى من ائتمنهم، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء".
فقال جابر: "يا ابن رسول الله! لست أعرف أحدا بهذه الصفة، فقد تجد شيعيا ولا يصدق ولا يكون أمينا على أموال الناس أو المال العام.. وقد تجده لا يدير وجهه إلى قبلة".
قال: "يا جابر، لا تذهبن بك المذاهب، حسب الرجل أن يقول: أحب عليا وأتولاه، ثم لا يكون مع ذلك فعالا؟ فلو قال: إني أحب رسول الله، ورسول الله خير من علي ثم لا يتبع سيرته، ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه، أتقاهم وأعملهم بطاعته. يا جابر، فوالله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة...".
ثم يقول الإمام متحدثا عن نفسه وعن أهل البيت ، حتى نحن: "ما معنا براءة من النار، ولا على الله لأحد من حجة"، فالمقياس لتحديد صحة العلاقة مع أهل البيت، هو ما أوضحه الإمام : "من كان لله مطيعا فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو".
فالتشيع أيها الأحبة، ليس إطارا خاصا محددا، بل إنه يتواجد حيث يكون الحق والعدل والصدق والأمانة والنظام، في مواجهة الظلم والاستكبار والاستئثار والأنانية والفساد.. وهذا ما نريد أن نستهديه في هذا اليوم".
اضاف: "والبداية من لبنان، الذي مرت عليه في الثالث عشر من شهر نيسان ذكرى الحرب الأهلية، وهي بالطبع مناسبة مشؤومة على لبنان واللبنانيين جميعا، لكونها تعيدهم إلى مآس وآلام لا يزالون يعانون آثارها وتداعياتها، فهي لم تمس الحجر والبشر، بل أصابت نسيجهم الاجتماعي في الصميم، وكادت تهدد كيانهم.
لقد كان لبنان وسيبقى في دائرة الاستهداف، لأن هناك من لا يزال يرى في لبنان الرئة التي تتنفس مشاكل المنطقة وسمومها، وحتى مشاكل العالم وسمومه، والساحة التي يحرص الكيان الصهيوني على تدمير صيغة العيش المشترك فيها، وضرب التنوع الديني بين أبنائها، لتسويق مشروعه التهويدي، القائم على استئصال كل تنوع ديني وقومي، ولإظهار عدم جدوى هذه الصيغة، ليثبت بالوقائع عدم قدرة الأديان على التعايش فيما بينها.. ولذلك، فإن اللبنانيين مدعوون دائما إلى أن يحصنوا وطنهم، وأن يزيلوا كل الأسباب التي تؤدي إلى إحداث الفتن... هم بحاجة دائما إلى تحصين أنفسهم، حتى لا ينفذ إليهم من يسعى إلى تهديد وحدتهم.
الشيخ دعموش: ليس هناك من قانون يتيح للناس الاختيار الحقيقي سوى القانون النسبي
أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش الى أن الفساد في لبنان يستشري في مختلف مؤسسات وقطاعات الدولة، وأن السرقات والسمسرات وهدر المال العام والرشاوى باتت من سمات النظام اللبناني ، وليس هناك من يراقب ويحاسب او يسأل.. ولفت الى أن شواهد ومصاديق الهدر في الدولة كثيرة، تبدأ بملف التوظيف ولا تنتهي ببدلات ايجار بعض المباني الرسمية المرتفعة، مشيراً: الى أن بعض النواب تحدث خلال جلسات مجلس النواب العامة الاسبوع الماضي عن ارقام مالية مخيفة على صعيد الهدر والصفقات التي تحصل في الدولة.
وأكد: أنه لم يعد هناك وقت للتّرف في النّقاش ولا وقت للمماطلة والمراوغة، والجميع اليوم باتوا أمام مسؤولية التوصل خلال المهلة الضيقة المتبقية الى قانون يتيح لكل الأطراف أن يتمثلوا في البرلمان وأن يشاركوا في الحياة السياسية، لأن الفراغ مرفوض ولا يمكن أن نقبل به.
الشيخ حبلي: تفجيرات الكنائس في مصر عمل مدان ومستنكر جملة وتفصيلاً
سأل الشيخ صهيب حبلي عن حقيقة ما جرى في مخيم عين الحلوة بعد أيام من الإشتباكات التي لم تصل الى أي نتائج ملموسة على ارض الواقع، والتي لم تؤد الا الى سقوط المزيد من الضحايا والأضرار في الممتلكات، ولفت الى أن "إنتشار القوة الأمنية في حي الطيرة جاء خلافاً لما يشاع عن فرضه بالقوة أو ما شابه من روايات يسعى البعض الى ترويجها لإخفاء عجزهم عن حسم الأمور، والحقيقة أن تسوية ما أفضت الى دخول القوة الأمنية الى حي الطيري والشارع الفوقاني".
ورأى الشيخ حبلي في كلمة له خلال خطبة الجمعة، أن "الإشتباكات الأخيرة أسقطت ما تبقى من أقنعة على وجوه بعض مدعي الإسلام المعتدل، والمفارقة أن بلال بدر معروف وواضح بفكره المتشدد لكن تبين أن من يدعي الإعتدال ظهر على حقيقته وبأنه لا يختلف عن أصحاب الأفكار المتشددة بشيء سوى أنه يعلن عدم التشدد ظاهرياً، لكن على أرض الواقع رأينا هؤلاء يدافعون عن الإرهاب ويؤمنون الحماية للمجموعات المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية داخل مخيم عين الحلوة، وهذا ما يجب التوقف عنده طويلاً، والعمل على معالجته بالوسائل المطلوبة قبل أن يصبح المخيم رهينة بيد هؤلاء، ونشهد جولة جديدة من الصراع المسلح التي ستؤدي الى المزيد من الضحايا والاضرار التي يدفع ثمنها أبناء المخيم الذين باتوا يعيشون نكبة جديدة مع كل جولة من جولات الإقتتال.
وأشار الشيخ حبلي الى أن "تفجيرات الكنائس في مصر عمل مدان ومستنكر جملة وتفصيلاً ولا علاقة للإسلام الحقيقي بها لا من قريب أو بعيد، ودعا الى ملاحقة كل من يصدر الفتاوى التي تبيح عمليات التفجير وقتل الأبرياء والمدنيين، وفي هذا الإطار لفت الى الفتاوى الصادرة عن علماء السلاطين والتي تحلل سفك الدماء، وأضاف: "لذا يجب التصدي لاصحاب هذه الفتاوى المشوّهة لصورة الإسلام الحنيف، لأن الغرب يستخدم هذه الفتاوى للتحريض على إستهداف بلاد المسلمين وغزوها، بذريعة أنهم اصحاب أفكار هدامة تدعو للقتل والتفجير.