وكالة أنباء الحوزة ـ حينما بدأ آية الله العظمى المرحوم الشيخ عبد الكريم الحائري (رحمه الله)( المتوفى سنة 1355 هـ ) يؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة أخذ في إعداد مجموعة من طلبة العلوم الدينية ، يتقنون اللغات الأجنبية ، لتبليغ الاسلام في انحاء العالم .
فلما وصل هذا الخبر الى بعض التجار الاثرياء في سوق طهران ، هرعوا الى مدينة قم و أعلنوا للشيخ بكل صراحة :
« اننا ندفع اليكم هذه الاموال ( الحقوق الشرعية ) لالكي يتعلم طلبة العلوم الدينية ( لغة الكفار ) ، فاذا انتهجتم هذا النهج في الحوزة ، فاننا نمنع المال » ! !
و لمّا رأى الشيخ الحائري ان تأسيس الحوزة في بدايته مفتقر الى مال ، و من دونه لايمكن وضع حجر الاساس ، اضطر الى ان يتراجع عن أهدافه السامية .([1])
أقول : كان و لازال أغلب الذين بأيديهم المال ، لايمتلكون العقل المفكِّر و التدبير الحضاري ، و الذين يمتلكون هاتين الصفتين ، لم يكن لهم مالٌ لتنفيذ مشاريعهم العظيمة .
فما الحكمة في هذا الامر ، هل هي امتحان لأصحاب المال و أصحاب العلم ؟
ذلك هو الظاهر ، فهنيئاً لأولئك المتعاونين من اصحاب المال و اصحاب العلم الذين يكسبون بتعاونهم البرّ و التقوى رفعة في الدنيا و سمعة طيّبة في كلّ الأجيال ، كما يكسبون به الثواب الأعظم عند الله في الآخرة ، و لكن للأسف انهم قلّة قليلة ، و صدِ الله تعالى إذ قال : ( و قليل من عبادي الشكور ) .([2])
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]ـ بالفارسية ( مرجعيت و روحانيت ) ، ص 188 .
[2]ـ سورة سبأ / 13 .
*المصدر: مؤسسة السبطين العالمية