وكالة أنباء الحوزة_ في الذكرى التاسعة لاستشهاد القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية أجرى موقع KHAMENEI.IR مقابلة صحفية مع الأستاذ أنيس النقاش تحدث خلالها عن مقتطفات من حياة الشهيد الجهادية وأهمية الدور الذي مارسه في رفد المقاومة في فلسطين والعراق بالخبرات، وفيما يخص علاقة الشهيد بالإمام الخامنئي قال "كانت علاقة الشهيد عماد مغنية بالسيد الخامنئي علاقته بالقائد الموجه والحاضن والراعي لهذه المسيرة".
تسع سنين مضت على رحيل العماد، عماد المقاومة والجهاد. تسع سنين لم تزد قائد المقاومة إلا إشراقاً وتألقاً، وهو المجهول طيلة أيام عمره الشريف. القارئ لحياة شهيد المقاومة وقائدها لا يمل مهما طالت السطور؛ لأن جميع الكلمات تعجز عن وصف هذا الرجل وما قدمه لمسيرة المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.
في الذكرى التاسعة لاستشهاد القائد الحاج عماد مغنية أجرى الموقع الرسمي لسماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي مقابلة مع المحلل السياسي ومنسق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية الأستاذ أنيس النقاش والذي كان له شرف التعرف على الشهيد منذ بداية مسيرته الجهادية، حيث تحدث الأستاذ عن معلومات شيقة تختص بالشهيد والدور الذي قام به في دعم محور المقاومة بدءاً من إيران وانتهاءً في فلسطين مروراً بسوريا والعراق ولبنان والعلاقة التي كانت تجمعه بقائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي.
وفي ما يلي النص الكامل للمقابلة:
"الهدف واضحٌ ومحددٌ ودقيق إزالة إسرائيل من الوجود" كلمات خطها الشهيد القائد الحاج عماد مغنية بيده، ماذا مثلت فلسطين بالنسبة للشهيد القائد؟
منذ اليوم الأول الذي جاء الشهيد به إلينا، وهو لم يتجاوز سن السادسة عشرة، ليطلب إمكانية تدريبه على استعمال السلاح لم يكن في نيته سوى قتال العدو الصهيوني، وفي المعسكر الذي التحق به، وكنت أنا المسؤول عن التدريب فيه، كانت كل المحاضرات التعبوية والسياسية تتحدث عن حقنا في فلسطين وعن الخطر الصهيوني. إلا أن أفكار ومواقف الإمام الخميني الراحل، عمقت هذا الإيمان وهذا الالتزام بأن أضافت الإيمان بحتمية النصر ويقينية الوصول إلى الأهداف.لاحقاً كان لنا مباحثات وتبادل لوجهات النظر حول هذا الموضوع من كل النواحي الاستراتيجية ولكيفية بناء التجربة والتراكم في تتابع الانتصارات وتجميع القوة والحشد الاستراتيجي من أجل تحقيق هذا الهدف، إلا أن أكثر ما كان يوجهنا في ذلك ويؤكد حتمية تحقق هذا الوعد والهدف كانت القراءة العميقة والفهم اليقيني لأسرار سورة الإسراء.
بعد انتصار تموز عام 2006 اتخذ قرار من قيادة محور المقاومة برفد المقاومة في فلسطين بكل الخبرات ودروس الحرب، وتأمين جسر تواصل بشري ودعم لوجستي، وخصوصاً إلى قطاع غزة كان للشهيد عماد مغنية الدور الأساسي في هذا التواصل.. كيف تصفون علاقة الشهيد عماد مغنية بحركات المقاومة الفلسطينية وهو الذي بدأ تاريخه الجهادي من صفوف حركة فتح وما هي أبرز ثمرات هذه العلاقة؟
بعد حرب تموز لم يتخذ فقط هذا القرار، فبالإضافة لأهمية نقل التجربة للداخل الفلسطيني وخاصة غزة، وإضافة لنقل السلاح اللازم لرفع مستوى الاستعداد والإمكانيات للرد على أية مواجة قادمة، كان هناك قرار مشترك مع القيادة السورية لنقل هذه التجربة للجيش السوري ولضرورة إعداد استراتيجية تشمل التسلح وإعداد قوات خاصة تدربت على طبيعة الحرب القادمة مستفيدة من تجربة لبنان والمقاومة فيه.
بعد حرب تموز كان هناك قرار مشترك مع القيادة السورية لنقل هذه التجربة للجيش السوري ولضرورة إعداد استراتيجية تشمل التسلح وإعداد قوات خاصة تدربت على طبيعة الحرب القادمة .
من هنا كان سبب انتقال الشهيد للعيش في سوريا ليكون قريباً من القيادات الفلسطينية والمسؤولين السوريين، خاصة أن الإمكانيات التي كانت تنقل إلى غزة كانت تتم بمعظمها عن طريق سوريا. إضافة الى إعداد العناصر والتدريب الذي كان جزء منه يتم في سوريا وجزء آخر في إيران. ويمكن القول أن معظم شحنات الأسلحة ومعظم الدورات كانت تتم تحت إشراف ومشاركة الشهيد عماد، وقد صرح يوماً الأخ رمضان عبدالله شلح أمين عام حركة الجهاد الإسلامي بذلك عندما قال: أكاد أجزم أنه لا يوجد صاروخ في غزة إلا وبصمات الحاج عماد عليه. كما يمكن القول أن الإنتفاضة الثانية كانت تتلقى الدعم الكامل والتعاون في المعلومات والإعداد والتوجيه عن طريق الحزب وخاصة عن طريق الحاج عماد.
لماذا عمل الأعداء عقب استشهاد الشهيد عماد مغنية على محاولة الاصطياد في الماء العكر وإيجاد شرخ بين سوريا وحزب الله... ما هي الفائدة التي كانوا يرومون جنيها من هذا العمل؟
هم كانوا يدركون بأن المقاومة هي جبهة وليست منظمة منفردة، وأن هذه الجبهة تبدأ في إيران وتمر في سوريا وتنتهي في فلسطين مروراً بالقاعدة الأساسية في لبنان، ولذلك حاولوا الاستفادة من عملية الاغتيال على الأراضي السورية لضرب إسفين بين المقاومة والدولة السورية وأجهزتها، ولكنهم فشلوا ولم ينجحوا بسبب الوعي الذي تتحلى به القيادتان السورية وقيادة المقاومة.
عقب شهادته انتشرت صورة تجمع الشهيد القائد بسماحة قائد الثورة الإسلامية، كما قام سماحته بتوجيه رسالة تعزية لسماحة السيد حسن نصر الله عقب جريمة اغتياله مباشرة..ماذا مثل الإمام الخامنئي بالنسبة للشهيد عماد مغنية وكيف كانت العلاقة التي تجمعه بالسيد الخامنئي؟
أولاً الشهيد كان من الأوائل الذين بايعوا الإمام الخميني ومن بعده السيد القائد، وكان له حضور في الدفاع عن إيران بتواجده في الجبهة أثناء الحرب المفروضة على إيران من قبل العراق لمدة من الزمن، ومن ثم عاد لمواجهة العدوان على لبنان وقيادة عمليات المقاومة ضد إسرائيل.
كانت علاقة الشهيد عماد مغنية بالسيد الخامنئي علاقته بالقائد الموجه والحاضن والراعي لهذه المسيرة في فلسطين ولبنان والعراق ولاحقاً في سوريا.
العلاقة كانت تجمعه بالقيادة الإيرانية على أعلى مستوى، لأنه لم يكن فقط صاحب اليد الطولى في قيادة عمليات المقاومة في لبنان وفلسطين، بل يمكن القول أنه ساهم بالفعل وبشكل مباشر بحماية الأمن الوطني الإيراني وحماية الثورة والتصدي لأعدائها بشكل مباشر واستطاع أن يوجه ضربات قوية لهم كرد على غطرستهم واعتداءاتهم على إيران. الشهيد كان نشطاً وفعالاً في جبهة المستضعفين ضد المستكبرين وفي جبهة الحق ضد الباطل وفي ذلك لم يكن يتوقف عند الحدود الجغرافية. ولذلك كانت معرفته بقيادة الثورة في إيران مباشرة وعن قرب، وهو يُعتبر بحق من المدافعين عن حياض الولاية والثورة مثله مثل أي ضابط في الحرس الثوري أو القوى الأمنية والعسكرية في إيران. ولذلك كانت علاقته بالسيد الخامنئي علاقته بالقائد الموجه والحاضن والراعي لهذه المسيرة في فلسطين ولبنان والعراق ولاحقاً في سوريا.
بعد شهادة الشهيد القائد عماد مغنية وخلال رسالة التعزية التي وجهها سماحته أشار الإمام الخامنئي إلى وجود المئات من أمثال عماد مغنية سيكملون نهجه، الشيء نفسه ذكره السيد حسن نصر الله في خطابه عقب استشهاد الشهيد القائد..ما هي المعطيات الموجودة لدى الإمام الخامنئي والسيد نصر الله التي تدفعهم لقول هذا الشيء؟ وكيف يحلل الأستاذ أنيس النقاش هذا الأمر؟
لقد علمتنا التجربة وأثبتت الوقائع أن دم الشهيد ينمو، ونموه يكون من خلال رفد مسيرته بآلاف الشباب الذين يتأثرون بمسيرته، بعد استشهاد الحاج عماد لمسنا أمواجاً هائلة من الشباب تريد الاقتداء بمسيرته وسيرته وتتبع الدرب الذي سار عليه، من هنا كانت هذا الإشارات التي جاءت عن معرفة بالوقائع أن الآلاف قدموا للالتحاق بمسيرة المقاومة، وقد كان الشهيد نفسه قد توقع حدوث ذلك وأعد العدة لإعداد هؤلاء بعد حرب تموز .
"الأسطورة"، "الإرهابي رقم واحد"، "إذا كان ثمة رجل يمثل رمزاً لمحور الشر بمفهومة الأساسي جداً، فإن اسمه عماد فايز مغنية" هي بعض الكلمات التي وُصف بها الشهيد القائد من قبل أعدائه... لماذا أضحى عماد مغنية أسطورة بالنسبة للعدو الإسرائيلي؟
الضربات الاستراتيجية التي وُجهت للعدو ولحلفائه إضافة للبنية التنظيمية والإعداد الذي كان للشهيد يدٌ فيه لمواجهة الأعداء جعلت منه العدو رقم واحد. فهو لم يوجه لهم أقصى الضربات فقط،
ساهم الشهيد عماد مغنية مع إخوانه ببناء بنية تنظيمية أمنية عسكرية فكرية ثقافية لا يمكن هزيمتها أو اختراقها
بل ساهم مع إخوانه ببناء بنية تنظيمية أمنية عسكرية فكرية ثقافية لا يمكن هزيمتها أو اختراقها، كما أن كل محاولات أجهزة الاستخبارات المعادية ولمدة ربع قرن فشلت بالنيل منه. من هنا أصبح بحق العدو رقم واحد والأخطر بنظرهم.
تتحدث صحيفة واشنطن تايمز في عدد لها صدر في عام 2003 عن آثار لنشاط الشهيد عماد مغنية في العراق وضلوعه في عمليات وصفتها بـ"الإرهابية" ماذا يحدثنا ضيفنا عن دور الشهيد عماد مغنية في تشكيل المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي عقب احتلال العراق عام 2003؟
كان من الواضح أن احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة لم يكن من أجل إعطاء الحرية للشعب العراقي ولا من أجل إقامة الديمقراطية، بل كان الهدف السيطرة على نفط العراق، والتواجد في المنطقة لتهديد كل من سوريا وإيران.
بعد احتلال العراق كان لا بد من نقل تجربة المقاومة من لبنان إلى العراق وكان للشهيد دور أساسي في ذلك
الجواب على هذه الاستراتيجية الأميريكية كان بضرورة تقوية المقاومة ضد الإحتلال ومنعه من التمكن والاستقرار وبالتالي إفشال أهدافه. لذا كان لا بد من نقل تجربة المقاومة من لبنان إلى العراق وكان للشهيد دور أساسي في ذلك، حيث التحق بعض المجاهدين من لبنان بإخوانهم في العراق لنقل التجربة والخبرة، كما أن العشرات من العراقيين جاؤوا إلى لبنان لتلقي هذه الخبرة. من هنا كان للشهيد دور كبير ومؤثر في دعم المقاومة العراقية.
عقب اغتيال الشهيد جرت الكثير من المحاولات لتشويه صورته وإلصاق العديد من التهم به ..ما صحة هذه الاتهامات وكيف ترون هذه المحاولات؟
هذه التهم في الحقيقة ليست ذات قيمة لأنها لا تستند إلى المشروعية، إما لأنها غير موثقة ومدعمة بالأدلة وإما لأنها بحد ذاتها غير مشروعة بل هي لصالح مشروعية المقاومة. عندما تتدخل القوى الكبرى بشكل مباشر أو غير مباشر بالإعتداء على أمننا وارتكاب المجازر والجرائم بحق شعوبنا من الطبيعي أن نرد عليهم بالشكل المناسب وبما ينسجم مع إمكانياتنا ومع حجم وبشاعة جرائمهم، لذلك أنا لا أجد أية ثغرة أو شائبة في كل ما قام به الشهيد عماد من عمليات إن كانت عسكرية أو أمنية ضد أطراف ودول كانت تعمل ليل نهار ضد مصالح أمتنا وضد شعوبنا.