الخميس 27 أكتوبر 2016 - 10:44
لمحة عن حياة الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين (ع)

وكالة الحوزة ـ يوافق 25 من شهر محرم الحرام ذكرى استشهاد الإمام الرابع علي بن الحسين عليه السلام، فبهذه المناسبة الأليمة نقدم لكم مختصراً عن حياته وشهادته.

وكالة أنباء الحوزة ـ يوافق 25 من شهر محرم الحرام ذكرى استشهاد الإمام الرابع علي بن الحسين عليه السلام، فبهذه المناسبة الأليمة نقدم لكم مختصراً عن حياته وشهادته:

1  ـ ولادتـه (عليه السّلام): ولد (عليه السّلام) في المدينة المنوّرة في الخامس من شعبان سنة ثمان وثلاثين للهجرة  . اُمّه ذات المجد والعُلا شاه زنان بنت يزدجرد ، وقيل : إنّ اسمها شهربانويه(1) .
قال أبو الأسود :                                  وإنّ غُلاماً بين كِسرى وهاشمٍ          لأكرمُ مَن نيطَتْ عليه التّمائمُ(2)
كنيته : أبو الحسن ، وأبو محمّد ، وأبو القاسم .
ألقابه : زين العابدين ، وزين الصالحين ، ووارث علم النبيّين ، ووصي الوصيّين ، وخازن وصايا المُرسلين ، وإمام المؤمنين ، ومنار القانطين ، والخاشع ، والمتهجّد ، والزاهد ، والعابد ، والعدل ، والبكّاء ، والسجّاد ، وإمام الاُمّة ، وأبو الأئمّة ، وذو الثفِنات ( جمع ثفِنة بكسر الفاء ) : وهي من الإنسان الركبة ومجتمع الساق والفخذ ؛ لأنّ طول السجود أثّر في ثفناته ؛ لأنّه كان يُصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وروي : أنّه كان (عليه السّلام) له خمسمئة نخلة، وكان يصلّي عند كل نخلة ركعتين ، وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة(3).

2 ـ فضائله ومناقبه: كان الإمام زين العابدين (عليه السّلام) ليخرج في الليلة الظلماء ، فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم ، وربّما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتّى يأتي باباً باباً فيقرعه ، ثم يُناول مَن يخرج إليه ، وكان يغطّي وجهه لئلاّ يعرفه الفقير ، ولمّا وُضِع على المغتسل ، نظروا إلى ظهره وعليه مثل رُكب الإبل(4) .
وروي عن الإمام الصادق (عليه السّلام) أنّه قال : (( كان عليُّ بنُ الحسين (عليهما السّلام) شديدَ الإجتهادِ في العبادة ؛ نهاره صائمٌ وليلهُ قائم ، فأضرّ ذلك بجسمه ، فقلتُ له : يا أبه ، كَم هذه الدؤب ؟ فقال : أتحببُ إلى ربّي لعله يزلفُني ))(5) .
وروي : أنّه قيل له (عليه السّلام) : إنك أبرّ الناس ولا تأكل مع أُمّك في قصعةٍ ، وهي تريد ذلك ؟ قال : (( أكره أنْ تسبقَ يدي إلى ما سبقت إليها عينُها فأكون عاقّاً لها ))(6).
وروي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : (( كان بالمدينة رجل بطّال يضحك أهل المدينة من كلامه ، فقال يوماً لهم : قد أعياني هذا الرجل ـ يعني عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) ـ فما يُضحكه شيء ، ولابدّ من أنْ أحتال في أنْ اُضحكه . قال : فمرّ عليّ بن الحسين (عليه السّلام) ذات يوم ومعه موليان له ، فجاء ذلك البطّال حتّى انتزع رداءه من ظهره ، وأتبعه الموليان ، فاسترجعا الرداء منه وألقياه عليه ، وهو مخبت لا يرفع طرفه من الأرض ، ثم قال لمولييه : ما هذا ؟ فقالا له : رجل بطّال يضحك أهل المدينة ، ويستطعم منهم بذلك . قال : فقولا له : ياويحك ! إنّ لله يوماً يخسر فيه البطّالون ))(7) .

3 ـ  شهادته (عليه السّلام): استُشهد (عليه السّلام) بالمدينة في الخامس والعشرين من المحرّم ، أو الثاني عشر منه سنة خمس وتسعين ، سمّه هشام بن عبدالملك أيام حكومة أخيه الوليد بن عبدالملك ، وسُمّيت سنة وفاته سنة الفقهاء ؛ لكثرة مَن مات فيها من العلماء والفقهاء(8) .
قال في تذكرة الخواصّ : وكان (عليه السّلام) سيّد الفقهاء ، مات في أولها ، وتتابع النّاس بعده : سعيد بن المسيّب ، وعروة بن الزُّبير ، وسعيد بن جبير ، وعامّة فقهاء المدينة ، وقبره بالبقيع في القبّة التي فيها العباس وعمّه الحسن بن علي (عليهما السّلام)(9) .
وروي الكليني عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال : (( لمّا حضرت عليَّ بن الحسين (عليهما السّلام) الوفاة ، ضمّني إلى صدره ، وقال : يا بُني ، اُوصيك بما أوصاني به أبي (عليه السّلام) حين حضرته الوفاة ، وبما ذكر أنّ أباه أوصاه به ، قال : يا بُني ، إيّاك وظلم مَن لا يجد عليك ناصراً إلاّ الله ))(10) .
وعن أبي الحسن (عليه السّلام) قال : (( إنّ علي بن الحسين (عليه السّلام) لمّا حضرته الوفاة ، اُغمي عليه ، ثم فتح عينيه وقرأ : إذا وقعت الواقعة ، وإنّا فتحنا لك ، وقال : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ(11) . ثم قُبض من ساعته ولم يقُلْ شيئاً ))(12) .
فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، وسيعلم الذين ظلموا أهل بيت محمّدٍ أيَّ مُنقلبٍ ينقلبون .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار 46  / 14 .
(2) الكافي 1  / 467 .
(3) مناقب آل أبي طالب ( لابن شهر آشوب ) 4  / 150 .
(4) علل الشرائع 1  / 231 .
(5) بحار الأنوار 46  / 91 .
(6) مناقب آل أبي طالب 3  / 200 .
(7) الأمالي ( للشيخ المفيد ) / 219 - 220 .
(8) كشف الغمّة 2  / 303 .
(9) تذكرة الخواصّ / 332 .
(10) الكافي 2  / 331 ،  ح5 .
(11) سورة الزُّمر /  74 .
(12) الكافي 1  / 468 ، ح5 .
 

تعليقك

You are replying to: .
captcha