وكالة أنباء الحوزة / تتخذ علاقة البشر مع الله سبحانه وتعالى صوراً مختلفة، فتجد بعضهم يعيش في علاقته مع الله تعالى في أعلى درجات الارتباط والنشاط، بينما تجد آخراً يعيش انتكاسة وانتكاصاً في هذه العلاقة تكشف عن بعد وقطيعة، وهناك من تصاب علاقته مع الله تعالى بشيء من البرود، وهكذا.
وينشأ التفاوت الموجود بينهم في العلاقة لنوعية البعد الروحي الذي يعيشه العبد مع ربه، فإن ذلك على أقسام:
منها: الاستنفار والنشاط الروحي، وهي أقصى درجات الحيوية والفاعلية الروحية في علاقة العبد مع ربه، فتراه يعيش الله سبحانه في جميع مشاعره وأحاسيسه وكل كيانه.
ومنها: الجفاف الروحي، وهي حالة الخمول والركود والكسل الروحي في العلاقة مع الباري سبحانه، وسيتضح ذلك من خلال الأمثلة الآتية.
ومنها: الشلل الروحي، وذلك عندما تتعطل الحالة الروحية التي تربط العبد بخالقه سبحانه وتعالى.
ومنها: النكوص الروحي، ويقصد منه إصابة العبد بالانحراف والابتعاد عن الجادة القويمة.
وأكثر ما يبتلى به الناس عادة هي حالة الجفاف الروحي، ولذلك أسباب عديدة:
أحدها: تلوث القلب.
ثانيها: المعاصي والذنوب.
ثالثها: الأكل الحرام والمشتبه.
رابعها: الإسراف في الأكل والشرب والملذات.
خامسها: الغفلة عن ذكر الله.
ويعرف الإنسان إصابته بهذا المرض بملاحظة نفسه في ما يصدر منه من أعمال، ولنوضح ذلك ببعض الأمثلة:
١-الصلاة:
لقد عرض القرآن الكريم نوعين للمصلين، أحدهما الخاشعين في صلاتهم، وثانيهما القائمين للصلاة كسالى، والثاني مصداق جلي للجفاف الروحي، بينما الأول مصداق واضح للاستنفار والنشاط الروحي، فاتصاف الإنسان بصفة النوع الثاني يعني أنه مريض بمرض الجفاف الروحي.
٢-الدعاء:
فقد اعتاد المؤمنون على قراءة مجموعة من الأدعية في أوقات خاصة، كدعاء كميل ليلة الجمعة مثلاً، ودعاء الندبة صبح الجمعة، ودعاء السمات في عصرها.
ويختلف حال القراء لها، فبينما من يعيش الدعاء حال قراءته بكل أحاسيسه ومشاعره، فتراه يبكي حاله، وهناك من لا تختلف قراءته للدعاء عن القراءة المجردة اللفظية، وهذا يشير لكونه مصاباً بالجفاف الروحي.
٣-معاملته مع الناس:
فإن ملاحظة تعامل الفرد مع الناس بصدق وشفافية وحسن خلق، يكشف عن مدى علاقته مع ربه، وخلاف ذلك يشير إلى كونه مريضاً بالجفاف الروحي.
كيف يتعبأ الإنسان روحياً:
والطريق للعلاج من الجفاف الروحي، هو الاستفادة من عناصر التعبئة الروحية، فإن هناك محطات يمكنه من خلالها التعبئة الروحية، وتتمثل تلك المحطات في العبادات المجعولة من قبل الله تعالى لعبده، فإنها لا تنحصر فقط في طاعة الله تعالى والامتثال لأوامره، بل إنها تعمد إلى تربية العبد تربية روحية خاصة، تؤكد فيها علاقته بربه، وتلك المحطات:
١-محطات التعبئة اليومية: كالفرائض اليومية الخمس، والنوافل الرواتب، وقراءة القرآن الكريم، والأدعية اليومية، وأدعية التعقيبات الخاصة بعد كل فريضة.
٢-محطات التعبئة الأسبوعية، كصلاة الجمعة، أو صلاة يوم الجمعة، وصيام يومين من كل أسبوع، ولا أقل صيام كل خميس من كل أسبوع كما ورد الاستحباب به، والصدقة في نهاية كل أسبوع، ويحسن قراءة مناجاة التائبين في نهاية كل اسبوع لتجديد التوبة مع الله تعالى.
٣-محطات التعبئة الشهرية، كصلاة أول كل شهر، وصيام ثلاثة أيام منه، ودفع صدقة الشهر لشراء سلامته.
٤-محطات التعبئة السنوية، وهي موارد منها صيام شهر رمضان المبارك، وإحياء ليلة القدر فيه، بل إحياء ثلاث ليال منه، ونقصد بها ليلة التاسع عشر والحادي والعشرين، والثالث والعشرين. وحج بيت الله الحرام، والعمرة الرجبية.
رمز الخبر: 342562
٢٦ مايو ٢٠١٦ - ١٩:١١
- الطباعة
وكالة الحوزة / تتخذ علاقة البشر مع الله سبحانه وتعالى صوراً مختلفة، فتجد بعضهم يعيش في علاقته مع الله تعالى في أعلى درجات الارتباط والنشاط، بينما تجد آخراً يعيش انتكاسة وانتكاصاً في هذه العلاقة.