۲ آذر ۱۴۰۳ |۲۰ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 22, 2024
 السيد أحمد الصافي

وكالة الحوزة / ذكّر السيد احمد الصافي خلال الخطبة صلاة الجمعة بكربلاء المقدسة لمن هم في السلطة بما أوصى به أمير المؤمنين عليه السلام ولاته.

وكالة أنباء الحوزة / واصل إمام جمعة كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي ، تذكيره لمن هم في السلطة بما أوصى به أمير المؤمنين عليه السلام ولاته على الأمصار ومنهم واليه على مصر ؛ مالك الأشتر رضوان الله تعالى عليه، وذلك استمرارا لنهجه الإرشادي.

فقط تطرق السيد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي أقيمت بإمامته في الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة 21 رجب الأصب1437هـ الموافق 29 نيسان 2016م ، الى أهمية وصايا امير المؤمنين عليه السلام الى الأشتر ومن خلاله الى كل متصدي ، باعتبار أنه عليه السلام خليفة رسول الله على المسلمين وأمورهم ، وهو ما يسترعي ضرورة فهمهم لدقة كلامه عليه السلام .

وفي مورد تذكيره بمآلات امور الولاة ، ذكّر الصافي بما قاله الإمام علي عليه السلام للأشتر بخصوص ذِكر الولاة وسيرهم وآثارهم الحسنة منها والقبيحة ، وما جمعوه من حسنات او أموال ، لأن نفع أموالهم المكتسبة بطرق غير مشروعة سيكون لغيرهم او في مورد دفع لنوائب الدهور مع حسرة أهليها عليها .

كما ذكر بعواقب إحسان من مضى من الولاة والحكام ، وإن من حسنت سيرته وخفّت مؤونته وسخت نفسه على رعيته لم يضر به ذلك في ملكه او بدنه ، والعكس صحيح في من ساءت سيرته واشتدت مؤونته ، إذ أن ذلك لم ينفعه في ملكه وعزه ، لذا فأهم ما يستوجب ان يراعيه الوالي هو جمع الخيرات والحسنات لا الأموال .

وفي كلام موجه لعامة الناس ، طالب الصافي بأن لا يكون هم الفرد منهم جمع المال ؛ وهذا ـــ عدم جمع المال ـــ يستحسن لكل فرد منهم وأكثر وأولى عند من يتصدى للمسؤولية السياسية ، وهو ما دعا امير المؤمنين ان يوجه رسالته هذه لمالك بعد ان كلفّه على مصر وليس قبل ذلك ، لأن الدواعي هنا أكثر ، باعتباره متصدي لأمور الرعية وهذا ما يستلزم منه ـــ الأشتر ـــ رقابة ذاتية اكبر .

كما بيّن سماحته عدم بقاء من امور الولاة " الا الذكر " بعد ان خرج عما كان من تحت أيدهم ، ولم تبقى لهم " الا سيرتهم والناس يذكرونهم بحسب آثارهم ؛ فترى شخص يقول رحمه الله كان خيراً لنا ، وناس تقول لا يرحمه الله كان شراً علينا ، وبقيت الآثار شاخصة والسيرة شاخصة والناس تتكلم بهذه الآثار فترى الناس "  .

وتطرق سماحته الى ما يحاول الإنسان من اكتنازه من ثروات وجيش عندما لا يكون له رقيب وحسيب ، فضلا عما يلحق بهذه الأموال من حسرة " لأن تكدسيها ـــ غالبا ما ـــ لا يأتي بموازين مقبولة ، وقد يكون في ذلك تجاوز على حقوق الآخرين وأموالهم ، فإذا ذهبت هذه ، ستترك حسرة ، فلا الذي أخذها انتفع بها ولا الذي بقيت عنده ! ولكلاهما سؤال حثيث من الملك الجبار يوم الحساب .

كما بيّن ميزان امير المؤمنين عليه السلام في معرفة عواقب الإحسان والإساءة وضياع العقول في ذلك ، وهو ميزان النظر في سَير من مضى من الولاة ، صالحهم وطالحهم ، " وإن أحببت أن تعرف عواقب الإحسان والإساءة وضياع العقول في ذلك فانظر في أمور من مضى من صالح الولاة وشرارهم " .

وفي تبيانه لمصارعة الهوى ، تساءل الصافي فيما اذا كان ثمة حق للآخرين على الفرد منا ، هل نستطيع منحهم إياه اذا كبر هذا الحق وكثر ، فــ " اذا كان الف او مليون " يمكن رده ولكن من غير المعلوم رده من عدمه إذا " كان الحق مليار مثلا  " خصوصا اذا كان من يتزلف في مورد المنع " عن فعل الحق " !! .

كما توسل الصافي بوسيلة النمذجة ، حيث اخذ بالحجاج مثالا طاغوتيا وما آلت اليه سوء عاقبته ، وهو ما يؤكد أن " الدنيا دول وتدور ، وعلى الإنسان ان يلتفت ويعتبر من طواغيت التاريخ "

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha