قال المرجع الديني سماحة آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ، إن التكفير يشكل كارثة كبري بالنسبة للعالم الاسلامي و البشرية جمعاء ، ودعا في كلمته امام الملتقى الدولي "خطر التيارات التكفيرية في عالمنا المعاصر .. ومسؤولية علماء العالم الاسلامي" الذي بدأ أعماله صباح اليوم الخميس في مدينة قم المقدسة ، الي اجتثاث جذور التكفير عبر التحرك الثقافي و الفكري والاعلامي الى جانب فرض حظر ضد الدول الداعمة للتكفيريين ، مؤكدا ان السبيل العسكري والسياسي لا يكفي للقضاء على التكفيريين .
وأفاد وكالة أنباء الحوزة بأن سماحته شدد علی أن هذا الملتقى هو مؤتمر علمی بحت و لیس سیاسیا ، وانه یحترم مقدسات کل المذاهب الاسلامیة ، وهذا الاحترام مبدأ راسخ ، مضیفا: إننا نسعی فی هذا المؤتمر لمعرفة جذور الأفکار التکفیریة ، و الرد علیها بأدلة منطقیة ، کی لا ینخدع المسلمون بزعماء الجماعات التکفیریة .
وأضاف المرجع مکارم الشیرازی ان علی علماء الدین أن یعلنوا براءتهم من الجماعات التکفیریة و یطهروا الاسلام من أفکارهم ووجودهم الملوث ویعلنوا بصوت عال أن الذین یسعون الی تصویر الاسلام علی انه دین القسوة واراقة الدماء والمجازر والدمار ، لیسوا منا .
وأعتبر المرجع مکارم الشیرازی أن التکفیریین نموذج للوحشیة فی العالم، بینما القرآن والاسلام یدعونا الی التودد مع کافة البشریة إلا الذین اعلنوا معاداتهم لنا، وشدد علی أن الخسارة التی الحقها التکفیریون بالاسلام والمسلمین بلغت حدا لا یمکن تصوره ، فمن جهة انهم یرتکبون المجازر ضد المسلمین وغیر المسلمین ومن جهة ثانیة یقومون بتشرید الملایین من المسلمین من دیارهم وبلدانهم وقد غرق بعضهم فی البحار ، والبعض الاخر تحملوا الذل والهوان بلجوئهم للخارج. ولفت المرجع الدینی مکارم شیرازی الی أن التکفیریین قاموا بهدم المساجد والقبور والمعالم الاسلامیة کما انهم قاموا بتدمیر البنی التحتیة لاقتصادات عدد من الدول والتی لا یمکن اعادة بنائها لعشرات السنین ، بینما نشهد تعاون هذه الجماعات التکفیریة مع «اسرائیل» وبعض الدول الغربیة من أجل تدمیر الدول الاسلامیة .
واکد المرجع مکارم الشیرازی ، ان التکفیریین اشاعوا حالة انعدان الامن فی ارجاء العالم ، حیث انهم غیر ملتزمون بای قانون اخلاقی وانسانی ، ولایرحمون ای احد ، والبعض الیوم یشبه التکفیریین بالخوارج ، الا ان الخوارج لم یقوموا بما قام به التکفیریون الیوم ، حیث لم یدمروا المساجد وقبور الاولیاء والصالحین ، ولم یبیعوا النساء غیر المسلمات کرقیق فی الاسواق ، ولم یشیعوا الفحشاء بفتوى جهاد النکاح ، لذا لایمکن المقارنة بین خوارج صدر الاسلام وخوارج الیوم الذین هم اشد عنفا وخطرا .
وضمن تاکیدة على على ضرورة حفظ وتعزیز الوحدة فی العالم الاسلامی ، قال سماحته ، ان من اهم وظائف ومهام علماء الاسلام هو التعاون فیما بینهم للقضاء على جذور الأفکار المنحرفة بألمنطق والاستدلال .
واشار المرجع مکارم الشیرازی الى عداء التکفیریین لیس مع الشیعة واتباع مدرسة اهل البیت (ع) ، وانما عدائهم یشمل کافة لمذاهب الاسلامیة الاسلامیة المعارضة لهم ، ویعتبرون اتباع تلک المذاهب کفرة ودمهم مباح ، واوضح دلیل على ذلک ، ماورد فی کتب محمد بن عبد الوهاب التی کفر فیها علماء الدین فی ارجاء العالم الاسلامی، ولفت الى ان فتوى مؤسس المذهب الوهابی والتکفیریین هی بمثابة اعلان حرب على البشریة جمعاء ، وان قضیة التکفیریین الیوم هی اسؤا من قضیة محاکم التفتیش فی القرون الوسطى.
وفی ختام کلمته ، اقترح المرجع مکارم الشیرازی تاسیس قناة تلفزیونیة تبث باللغات الحیة فی العالم لمواجهة هذه الظاهرة الخطیرة بالفکر والمنطق ، وان تشارک کافة الدول الاسلامیة فی تاسیس هذه القناة التلفزیونیة، لانقاذ الشباب المسلم من فیروس التکفیر .