۴ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۴ شوال ۱۴۴۵ | Apr 23, 2024
الصراع في الصومال

وكالة الحوزة:أعلن رئيس الحزب الإسلامي الصومالي المعارض حسن طاهر أويس عن مواصلة القتال واستمرار الهجمات من أجل تحرير الصومال مما اسماه بـ"العدو"، جاء ذلك عندما طلبت فيه الحكومة الصومالية التوقف عن القتال في شهر رمضان.

وكالة أنباء الحوزة: تشهد الساحة الصومالية هدوءا على صعيد المواجهات التي تدور بين القوات الحكومية الصومالية وبين الحركات الاسلامية المعارضة، على الرغم حلول شهر رمضان المبارك.. فلا صوم عن القتال حتى الساعة، ولا هدنة معلنة. ففي الوقت الذي طلبت فيه الحكومة الصومالية من المعارضين التوقف عن القتال في شهر رمضان، خرج رئيس الحزب الإسلامي الصومالي المعارض حسن طاهر أويس ليعلن أمام الملأ مواصلة القتال واستمرار الهجمات من أجل تحرير الصومال مما اسماه بـ"العدو".

كلمة "العدو" هذه استثارت الصحافيين, الذين حضروا المؤتمر الصحافي الذي عقده أويس، والذي بدوره أوضح أن "الإثيوبيين والأفارقة ومن ورائهم الأميركيون، هم سبب بلاء الصومال وهم موجودون في البر وفي البحر"، مشيرا إلى أن "القوات الأفريقية تقتل الصوماليين يوميا في العاصمة مقديشو وتهجرهم منها".

ووجه أويس كلامه الى الحكومة، معتبرا ان "القتال ضد القوات الحكومية المدعومة من قبل قوات حفظ السلام الافريقية لن يتوقف حتى انسحاب هذه القوات" وإعتبر أن "هذا الشهر المقدس (شهر رمضان) سيكون وقت انتصار المجاهدين". وأشار الى أن أي حديث عن مبادرات للحوار مع الحكومة هدفه "شق صفوف المعارضة"، مضيفا ان وقف اطلاق النار خلال شهر رمضان الذي تطلبه الحكومة يهدف الى "منحها الفرصة لاعادة تسليح قواتها".

ومن جهتها، دعت الحكومة الصومالية في وقت سابق إلى وقف إطلاق النار بين الأطراف المتقاتلة في البلاد خلال شهر رمضان. وقال المتحدث باسم الرئاسة الصومالية عبد القادر عثمان إن الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد يأمل أن تقبل المعارضة تلك الدعوة بدون شروط. واعتبر شريف أن تلك الدعوة "نبعت من الحاجة للسلام خلال شهر رمضان".

وفي هذا الاطار، شككت ما يسمى بحركة "الشباب المجاهدين"، المتحالفة مع حزب أويس، على لسان قائد الحركة في جنوب غرب إقليم جيدو باري أدان خوجي، شككت بدعوة الحكومة إلى وقف إطلاق النار متوعدة بتصعيد الهجمات.

الى ذلك, شن أويس هجوما لاذعا على الرئيس الصومالي أحمد، متهما إياه بالسير على نفس نهج الرئيس السابق عبد الله يوسف. واعتبر أن الرئيس "قفز إلى صفوف العدو بعد أن كان في صفوف المجاهدين"حسب قوله، ومشيرا إلى أنه "اتفق على ما يبدو مع الأميركان على محاربة ما يسمى الإرهاب والإرهابيين والذي يقصد به الإسلاميين".

وأشار أويس إلى أن خطة حزبه وحركة "الشباب المجاهدين" المتحالفة معه هي "إخراج العدو من الناحية السياسية والعسكرية والاجتماعية" من الصومال كله، ثم "يجتمع الصوماليون ليختاروا النظام الذي يرضيهم ويرضي الله". كما هاجم اويس وسائل الإعلام والعالم الإسلامي، معتبرا إنهم "يتغاضون عن ممارسات العدو".

زعيم الحزب الإسلامي الصومالي, نفى الاتهامات المثارة حول حزبه وحركة الشباب وارتباطهما بتنظيم القاعدة وتنظيمات خارجية، مشيرا إلى أن الحزب والحركة ينفيان دائما أي اتصال بتنظيم خارجي، لكنه في نفس الوقت أشار إلى احتمال التأثر بالأفكار.

وبرر أويس مقتل الصوماليين المناوئين لحزبه في هذه الحرب قائلا إن " الذي يقف بصف العدو ويدافع عنه العدو هو مثل العدو تماما"، واعتبر أن "حكومة شريف ليست صومالية وإنما حكومة تقودها إثيوبيا وأوغندا وبوروندي".


ومن جهتها، نفت أديس أبابا الاتهامات الموجهة اليها من الاطراف المعارضة حول اشتراك قواتها في القتال، لكنها لم تنف دعم الحكومة الانتقالية في الصومال تدريبًا لأنها قوة سلام، حسب الناطق باسمها بركات سيمون.


وفي موضوع الأزمة الانسانية التي يعيشها الصومال، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الأزمة قد ازدادت حدتها بفعل زيادة كثافة القتال فيما بين القوات الحكومية الحركات المعارضة، وزيادة الجفاف، والأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، مما جعل قرابة نصف السكان، أو أكثر من ثلاثة ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

وقالت أليزابيث بيريز، الناطقة باسم المكتب إنه اعتباراً من شهر أيار/ مايو من العام الحالي، فر 200 ألف شخص من القتال وأعمال العنف وانعدام الأمن في العاصمة مقديشيو، كما سقط أكثر من مليون صومالي نازح في براثن الجفاف.

وأضافت بيرز "يعاني الصومال من جفاف شديد. فلم تشهد البلاد موسم أمطار جيد لأكثر من أربعة أعوام، ويعاني طفل من كل ستة أطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية، والوضع فعلا مثير للقلق الشديد.."

ويشهد الصومال وضعا إنسانياً صعباً منذ انهيار آخر حكومة مركزية قبل عقدين من الزمن حيث غرقت البلاد في فوضى عارمة أتت على كافة المناحي الحياتية.

وفي دراسة أعدتها منظمة تابعة للأمم المتحدة جاء أن عدد من يحتاجون لمساعدات إنسانية في الصومال قفز بنسبة 17.5 % خلال عام واحد إلى 3.76 مليون نسمة أي نصف عدد سكان البلاد، محذرة من كارثة إنسانية.

ويشير هذا التقرير أيضا إلى أن الأزمة الإنسانية في الصومال بلغت مرحلة حرجة محذرة من كارثة إنسانية. وقالت الدراسة إن الوضع في البلاد يتحول إلى وضع مثير للقلق جدا، في الوقت الذي يستمر تشريد مزيد من المدنيين بسبب العنف والقتال المستمر في العاصمة مقديشو.

وتزداد معاناة هؤلاء النازحين خلال شهر رمضان بسبب إيقاف كثير من المنظمات الخيرية الإسلامية التي كانت تقدم موائد رمضانية للنازحين والمحتاجين بشكل عام خلال شهر رمضان لأعمالها، بسبب تدهور الوضع الأمني في البلاد، إضافة إلى تعرض موظفي المنظمات الإنسانية لاعتداءات متكررة. يضاف إلى ذلك أن السلطات المحلية في بعض الأقاليم الصومالية أمرت بوقف نشاط عدد من المنظمات التي تعمل في المجال الإنساني وإغلاق مكاتبها.

ارسال التعليق

You are replying to: .