وكالة أنباء الحوزة - أكّد آية الله محسن فقيهي (عضو جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة بقم) على ضرورة طلب العلم بوصفه مقدمةً واجبةً لأداء الفرائض الدينيّة، مستشهدًا بالآية الشريفة: ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

جاء ذلك في كلمةٍ له خلال الجلسة السادسة من الجلسات الثلاثائيّات الموسومة بـ «أخلاق مسير العبوديّة» التي انعقدت بحضور جمعٍ من طلّاب العلوم الدينيّة وبعض فئاتٍ من الناس في مدينة قم المقدّسة.

واعتبر سماحته العلم شرطًا أساسيًّا لتحقق العمل الصالح، موضحًا أنّ الإنسان إذا لم يعرف أحكام الصلاة أو الجهاد أو الصيام، فلا يستطيع أداء هذه الواجبات بشكلٍ صحيحٍ؛ ومن ثمّ فإنّ التعلّم مقدّمةٌ مفوّتةٌ(1)، ويُعدّ واجبًا شرعيًّا وعقليًّا.

وتابع آية اللّه فقيهيّ حديثه بالإشارة إلى المرحلة الثانية من تكامل الإنسان، وهي العمل بالعلم، معتبرًا تهذيب النفس أمرًا مستحيلًا دون العلم. كما استشهد ببعض مظاهر النور الإلهيّ في قلوب المؤمنين، مبيّنًا أنّ العلم نورٌ يودعه اللّه في قلوب عباده المخلصين، وينبغي للإنسان أن يسأل هذا العلم من اللّه تعالى.

كما أشار عضو جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة بقم إلى الدور الأساسيّ للاتصال المعنويّ باللّه تعالى في حفظ كرامة الإنسان وحلّ مشكلاته، معتبرًا صلاة الليل من المفاتيح الرئيسة لنورانيّة القلب وتيسير الأمور. وفي تأكيده على ضرورة الأنس بصلاة الليل، أضاف قائلًا: فإن لم تقدروا على أدائها وقت السحر، فصلّوها في أوّل لحظات منتصف الليل الشرعيّ؛ ذلك لأنّ هذه الصلاة تضفي نورانيّةً خاصّة على حياتكم.

وفي جزءٍ آخر من كلمته، شدّد أستاذ درس الخارج في الحوزة العلميّة على أهمّيّة البصيرة السياسيّة، معتبرًا الصمت إزاء المنكرات الاجتماعيّة خيانةً، ثمّ أشار إلى دور الفضاء الافتراضيّ في نشر الفساد، داعيًا العلماء والمتديّنين إلى الحضور الفعّال في مختلف الساحات الاجتماعيّة والافتراضيّة.

وفي ختام حديثه، أشار سماحته إلى الواجب الشرعيّ الملقى على عاتق العائلات في تربية الأبناء والأحفاد، واعتبر الزواج الميسّر حلًّا جذريًّا للحدّ من الفساد الاجتماعيّ، مطالبًا الدولة والمسؤولين بأن يمهّدوا لـ "الزواج الميسَّر للشباب" من خلال تقديم الأراضي المجّانيّة، ومنح تصاريح لاستيراد السيّارات من دون رسومٍ جمركيّةٍ، وتوفير تسهيلات ماليّة بلا فوائد، كما دعا إلى ترسيخ ثقافة الحجاب بدءًا من أنفسهم ومن المؤسّسات الإعلاميّة الرسميّة.

(١) المقصود بـ «المقدّمة المفوتة» في مصطلح الفقهاء هي المقدّمة التي يجب إنجازها قبل دخول وقت ذي المقدّمة (أي الفريضة الأصليّة)، بحيث إذا لم تُنجَز قبله، فات أداء ذي المقدّمة في وقته المحدّد، كاستحصال جواز السفر قبل موسم الحجّ.

لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.

المحرر: أمين فتحي

المصدر: وكالة أنباء الحوزة