وكالة أنباء الحوزة - أشار خطيبُ جمعة طهران آيةُ الله السيّد أحمد خاتمي في خطبةِ الصلاة إلى الخطاب الأخير لسماحة قائد الثورة الإسلامية في لقائه مع الأبطال الرياضيين وحائزي الميداليات العلمية العالمية من الشباب، وقال: "قائدُ الثورة الإسلامية في هذا اللقاء كشف أكاذيبَ ترامب. إنه يكذب حين يدّعي محاربةَ الإرهاب. أنتم مَن كان يُدير كلَّ شيءٍ في حرب غزة وقَتَلَ أكثرَ من عشرين ألف طفل؛ وخلال العامين الماضيين قتَلتم نحو سبعين ألف شخص. هل كان هؤلاء الأطفال والرضّع إرهابيين؟ وفي إيران أيضاً استُشهد أكثرُ من ألف شخصٍ على أيديكم؛ رُضّعٌ وأطفالٌ ونساءٌ عُزّل. أنتم تكذبون حين تدّعون محاربةَ الإرهاب."
وأضاف آيةُ الله خاتمي: "أنتم أنفسكم إرهابيّون. إذا أراد العالم أن يحدّد إرهابياً واحداً، فإنّ ذلك الإرهابي هو شخص ترامب نفسه. ترامب إرهابيّ ومروّجٌ للإرهاب."
وتابع خطيبُ جمعة طهران مشيراً إلى الكذبة الثانية لترامب قائلاً: "يدّعي الصداقة مع الشعب الإيراني، لكن هذه كذبةٌ واضحة. فمنذ انقلاب عام 1953 (1) حتى الآن، أي منذ أكثر من سبعين عاماً، وأنتم ترتكبون الجرائم في هذا البلد. أنتم فرضتم نظامَ بهلوي المظلم على هذا الشعب، وكان مركزُ تجسّسكم (السفارة الأمريكية) بؤرةً للمؤامرة ضد الشعب الإيراني. فهل مثلُ هذا الشخص صديقٌ للشعب الإيراني؟!"
وأشار آيةُ الله خاتمي إلى المعايير المزدوجة لأمريكا في تعريف الإرهاب، مؤكداً: "من وجهة نظركم، كلُّ من يقف أمام شروركم إرهابيّ؛ حزبُ الله إرهابيّ، أنصارُ الله في اليمن إرهابيّون، وحرسُ الثورة الإسلامية إرهابيّون. لكن نظرةَ الشعوب الحرة هي: يحيا حزبُ الله البطل، ويحيا أنصارُ الله في اليمن، ويحيا الحشدُ الشعبي، ويحيا حرسُ الثورة الإسلامية الذين وقفوا أمام شروركم."
وحول أكاذيب ترامب قال أيضاً: "يقول إنه مستعدٌّ للتفاوض مع الشعب الإيراني! هذه أيضاً من تلك الأكاذيب الفاضحة. أيّ صفقة؟ صفقةٌ تكون نتيجتُها محدّدةً سلفاً؟ صفقةٌ مصحوبةٌ بالاستبداد؟ هذه ليست صفقة، بل استسلام. والشعبُ الإيراني العاشورائي لن يقبل بالاستسلام أبداً."
وتابع آيةُ الله خاتمي: "أصلاً من أنتم في العالم حتى تقولوا إنَّ لهذا البلد أن يمتلك صناعةً نوويةً وذاك البلد لا؟ نعم، أنتم مؤثّرون، لكنكم مؤثّرون بالقوّة. تريدون فرضَ إرادتكم بالقمع، تماماً كما كان يفعل فرعون. منطقُكم هو منطقُ القوّة. لقد قال ابنُ سينا: إني أخاف من الثور لأنه يمتلك سلاحاً لكنه لا يملك عقلاً؛ وأنا أقول للأمريكيين وترامب: بعون الله سيكسر هذا الشعبُ قَرْنَ هذا الثور الوحشي."
وتحدّث خطيبُ جمعة طهران في جزءٍ آخر من الخطبة عن انتهاء الاتفاق النووي قائلاً: "قبل أسبوعين انتهت الاتفاقيةُ الكاذبةُ للاتفاق النووي التي كانت مدّتُها عشرَ سنوات. هناك حديثٌ كثيرٌ حول هذه القضية المحزنة، لكن في هذه الفرصة القصيرة أريد أن أقول: لا ينبغي أن نكون متفائلين تجاه العدوّ؛ حتى تجاه ابتسامته يجب أن نكون متشائمين."
المصدر: العالم
(1) في عام 1953، خططت أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية ونفذت انقلاباً للإطاحة برئيس الوزراء محمد مصدق، بعد تأميمه لصناعة النفط. أدى هذا الانقلاب إلى تقوية سلطة الشاه محمد رضا بهلوي واستمر حكمه المطلق لأكثر من 25 سنة حتى ثورة 1979.





تعليقك