الجمعة 19 سبتمبر 2025 - 22:32
الشيخ نعيم قاسم: المنطقة أمام منعطف استثنائي وادعو السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة

وكالة الحوزة - دعا الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم المملكة العربية السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة، محذراً من أن المنطقة بأسرها تواجه منعطفاً استثنائياً وخطيراً، وأن الكيان الإسرائيلي التوسعي يشكل خطراً وجودياً يهدد جميع دول المنطقة.

وكالة أنباء الحوزة - أكد الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، أن المنطقة بأسرها تواجه منعطفاً سياسياً استثنائياً وخطيراً، مشدداً على أن الوجود الصهيوني الغاصب هو وجود توسعي يراد منه أن يكون قطعة من الغرب وأداة لأميركا وفزاعة للمنطقة، وحالة توسعية تمنع المنطقة من استقلالها ومن خيارات أبنائها لتكون ملحقاً بالمشروع الغربي الاقتصادي والسياسي والثقافي، وأن من لا يقبل أن تكون هذه الفزاعة موجودة ومن يعصي عليهم تكون العصا جاهزة من أجل القتل والإبادة لكل من يعترض.

وأشار الشيخ قاسم إلى أن “إسرائيل” هي كيان توسعي استعماري أميركي وغربي يريد أن يتحكم بالمنطقة ويعمد إلى إعدام خياراتها، موضحاً أن الكيان وصل إلى ذروة الإجرام والتوحش، وعدم الالتزام بأي قاعدة إنسانية أو قانونية أو دولية أو حقوقية، وذلك بمؤازرة كاملة من الإدارة الأميركية.

وشدد على أن الحرب الناعمة، والعقوبات، واتفاقيات مدريد، والاتفاقيات الإبراهيمية، لم تنفع في تحقيق الإنجاز السريع الذي تريده أميركا و”إسرائيل”.

وأضاف الشيخ قاسم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن بشكل واضح أنه يريد “إسرائيل الكبرى”، وتغيير خارطة الشرق الأوسط، وإنهاء المقاومة في كل المنطقة، وإبادة حركة حماس، وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه في غزة كمرحلة أولى، واحتلال الضفة الغربية.

وأشار إلى أن الضربة الإسرائيلية في قطر يجب أن تكون رسالة لها ولكل الدول الأخرى، مؤكداً أن ما قبل الضربة يختلف عما بعدها، وأن بعد الضربة انكشف كل شيء، وأصبح المشروع التوسعي الإسرائيلي لا مفر منه.

وأوضح أن بعد قطر، أصبح الاستهداف للمقاومة والأنظمة والشعوب وكل عائق جغرافي وسياسي أمام “إسرائيل الكبرى”، وأن الهدف النهائي يشمل فلسطين ولبنان ومصر والأردن والعراق وسوريا والسعودية واليمن وإيران، وكلها تعتبر خطوات مرحلية، ويأتي بعدها دور تركيا وبقية المنطقة حتى تتمكن “إسرائيل” من أن تصبح “إسرائيل العظمى”.

وشدد الشيخ قاسم على أن على الجميع مواجهة الخطر الإسرائيلي كدول وأنظمة وشعوب ومقاومة، وأن الطريق الوحيد لهذه المواجهة هو التوحد ضد العدو المشترك، مؤكداً أن إسرائيل هي الخطر وليس المقاومة، وأن خطرها شامل على الجميع من العرب والمسلمين والمسيحيين والإنسانية جمعاء.

وأضاف أن الإجراءات الواجب اتخاذها هي لإيقاف العدو وليس لمساعدته على مشروعه التوسعي، وأنه إذا لم يتم التعامل مع “إسرائيل” على أنها العدو الأول والأوحد ومن خلفها أميركا، فلا يمكن أن ينجح أحد في منطقتنا.

ودعا الشيخ قاسم المملكة العربية السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة ضمن أسس محددة، تشمل:

  • حوار يعالج الإشكالات ويجيب عن المخاوف ويؤمن المصالح.
  • الحوار مع السعودية يجب أن يبنى على أن “إسرائيل” هي العدو وليست المقاومة.
  • تجميد الخلافات التي مرت في الماضي على الأقل في هذه المرحلة الاستثنائية من أجل مواجهة ولجم “إسرائيل”.
  • التأكيد أن سلاح المقاومة موجه ضد العدو الإسرائيلي وليس لبنان ولا السعودية ولا أي جهة في العالم.
  • أن الضغط على المقاومة يعني ربحاً صافياً لإسرائيل، وأن غياب المقاومة يعني أن الدور سيأتي على الدول.
  • أن المقاومة في فلسطين هي جزء من هذه المقاومة وتعتبر سداً منيعاً أمام التوسع الإسرائيلي.

وأشار إلى أن لبنان ضمن دائرة خريطة “إسرائيل الكبرى”، وأن الحاجة قائمة لبناء البلد معاً، مستذكراً تجربة حزب الله في مواجهة العدو في معركة “أولي البأس”، والمشاركة في انتخاب الرئيس والحكومة، والتعاون مع من “نختلف معه سياسياً من أجل التشريعات وإدارة الدولة”، مؤكداً أن المسار الوطني يجب أن يكون مدعوماً بتفاهمات تمنع خدمة “إسرائيل”.

وأكد الشيخ قاسم أن إسرائيل لم ولن تتمكن من إنهاء المقاومة، وأنها ستبقى مرفوعة الرأس، مؤكداً أن ثبات المقاومين سيؤدي في النهاية إلى هزيمة العدو، وأن الذلة ليست خياراً.

وتطرق إلى الدور الأميركي، مشدداً على أن الولايات المتحدة تعطي الجيش اللبناني فقط مقدار الأسلحة لإدارة الوضع الداخلي، وأنها تتصرف بعدائية تجاه لبنان وتمنع الإعمار كجزء من الضغط على المقاومة وبيئتها.

ودعا إلى توحيد الجهود لطرد “إسرائيل” وبناء لبنان، وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وإعطاء الأولوية للإعمار، وتسريع عجلة الإصلاح المالي والاقتصادي، ومكافحة الفساد، والحوار الإيجابي حول استراتيجية الأمن الوطني، مؤكداً أن الحوار والتفاهم يجب أن يكون من موقع الاقتدار والقوة.

وشدد على ثبات المقاومة في مواجهة المحتل الصهيوني، واستعدادها لأقصى التضحيات للحفاظ على كرامة لبنان وشعبه، مؤكداً أن جمهور المقاومة متمسك بالسلاح، وأن أي مواجهة للمشروع الإسرائيلي تمثل مواجهة وجودية للوطن، ومذكراً بأن حرب الإبادة الصهيونية في غزة تجري برعاية أميركية كاملة، وأن الاستهداف اليوم يشمل الجميع، وأن العدوان على الجنوب جرى على خمس قرى ومدن، عدا عن القتل والتدمير المستمر، وأن الحكومة مسؤولة عن مواجهة هذه الاعتداءات، ويمكنها القيام بذلك.

وأضاف أن موقف الرؤساء الثلاثة في العدوان الأخير على الجنوب جيد ويحتاج إلى متابعة يومية، مع التأكيد على أن الأولوية لوقف العدوان، ومواجهة إسرائيل، وإخراج المحتل، وبدء الإعمار.

وأكد أن المقاومة مستعدة للقيام بواجبها إلى جانب الجيش اللبناني إذا كان هناك أي قرار بمواجهة العدو، وأن الأعظم ليس منع المساعدات ولا التهديد بالحرب، بل الأعظم هو إزالة القوة والقدرة وذبحنا على مذبح الاستسلام.

وأكد الشيخ قاسم أن الأميركيين كاذبون ولن يعطوا شيئاً، وأن أميركا و”إسرائيل” يعتديان على العالم كله، وأن الظلم سيسقط عاجلاً أو آجلاً، وأن اللبنانيين لن يكونوا عبيداً، بل خلقهم الله أحراراً.

المصدر: موقع المنار

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha