الأربعاء 9 يوليو 2025 - 10:59
نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل.. هكذا يشوه مفهوم "السلام"

وكالة الحوزة - أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه رشّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، مقدّما للملياردير الجمهوري خلال اجتماع في البيت الأبيض نسخة عن رسالة الترشيح التي أرسلها إلى لجنة الجائزة.

وكالة أنباء الحوزة - أعلن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه رشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، وقدم الى ترامب خلال عشاء في البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي نسخة عن رسالة الترشيح التي أرسلها إلى لجنة الجائزة.

- من الخطا اعتبار هذا الخبر بانه ياتي في خانة النكتة السياسية، او انه لا يعدو سوى مسرحية ساخرة، فهذه الجائزة لم تقدم يوما الى سياسي او رجل دولة او مناضل في العالم، تناقضت سياسته، او توجهات دولته، او نضاله، مع الرؤية الامريكية الى العالم، وهي رؤية قائمة على دعامتين، الاولى نهب ثروات الشعوب، والثانية الدفاع عن "اسرائيل" حتى لو احرقت كل الشرق الاوسط.

- النظام العالمي الذي تقوده امريكا، لا يرى في "السلام" كما تراه شعوب العالم، فهذا السلام وفا لهذا النظام يعني حصرا "امن وامان" الكيان الاسرائيلي، حتى لو تم على حساب ابادة شعوب اخرى كما يجري الان في غزة، فالمطلوب من اجل فرض السلام الامريكي، هو ان يعلن نحو 3 ملايين فلسطيني استعدادهم للرحيل عن ارضهم، او ابادتهم عن بكرة ابيهم، لكي" تعيش اسرائيل في سلام".

- النظام العالمي الذي تقوده امريكا، ينظر الى الشهداء الابطال امثال السيد حسن نصرالله، وقاسم سليماني، وابو مهدي المهندس، و اسماعيل هنية، ويحيى السنوار وو.. كخطر محدق على هذا النظام، ولابد من مواجهتم. اما المجرمون من امثال نتنياهو وسموتريش وبن غفير وكاتس، وقبل ذلك غالانت وباراك وبيغن ورابين وشارون وبيريس ، ناهيك عن زعماء الجماعات التكفيرية الارهابية، و و.. كمدافعين عن السلام والحرية والعدالة، ولابد من دعمهم بشتى السبل ، كما يحدث الان في غزة، وفي غيرها.

- وعندما يمنح هذا النظام امثال الرؤساء الامريكيين روزفلت وويلسون وكارتر و أوباما، وكذلك عندما يمنح الجائزة الى زعماء العصابات الصهيونية امثال بيغن ورابين و بيريس و ..، فلماذا سيستكثرها على ترامب، بل وحتى نتنياهو، مادام الجميع يسيرون على ذات الطريق المؤدية الى السلام الامريكي المفروض بقوة النار والابادة الجماعية.

- الشيء الوحيد اللافت في الجائزة التي يستجديها ترامب في كل مناسبة، هو ان الشخص الذي رشح ترامب لها، هو مجرم الحرب نتنياهو ، المطلوب للعدالة الدولية، وممنوع عليه السفر الا الى امريكا، خوفا من الاعتقال، لقتله اكثر من 17 الف طفل ومثل هذا العدد من النساء وعشرات الآلاف من الشيوخ والشباب، وتجويع اكثر من مليوني انسان، بهدف قتلهم او ترحيلهم، وكل هذه الجرائم ما كان بمقدور نتنياهو ان يقوم بها، لولا مرشحه لجائزة نوبل للسلام، ترامب.

- قدم ترامب نفسه كـ"صانع سلام" خلال حملته الانتخابية، وعلى هذا الاساس تم انتخابه الا انه ورغم مرور 5 اشهر فقط على ولايته، فتح جميع مخازن الاسلحة في امريكا ونقلها الى الكيان الاسرائيلي، للتعجيل على ابادة الشعب الفلسطيني في غزة، وافراغها من اهلها، لتكون ارضا خالية وصالحة لبناء منتجعات فيها، كما ارسل عشرات القطع البحرية وحاملات الطائرات الى المنطقة، لشن عدوان غاشم على الشعب اليمني اسفر عن تدمير البني التحتية في اليمن واستشهاد العديد من المدنيين، عقابا لليمن على دعمه الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة. وبعد ذلك اشرف شخصيا على العدوان الاسرائيلي الغادر على ايران، وبعد ان احس بعجز الكيان عن تحقيق اهدافه، تدخلت بلاده عسكريا وبشكل مباشر الى جانب الكيان في الحرب على ايران. ناهيك عن فشله في وقف الحرب بين روسيا واوكرانيا، لذلك لا ندري عن اي سلام حققه ترامب ليرشحه قاتل الاطفال نتنياهو لجائزة نوبل.

- عقلاء العالم، يدركون ان مجرد الحديث عن ترشيح ترامب لجائزة نوبل، يمثل مفارقة أخلاقية كبيرة، فالرجل لا يضمر كرهه لشعوب عديدة انطلاقا من عقلية عنصرية، حيث منع وانطلاقا من عنصريته، مواطني العديد من الدول الاسلامية من دخول امريكا. كما انه لا يكف عن اطلاق تصريحات عنصرية ضد مواطنين امريكيين بسبب بشرتهم او ديانتهم . اما " السلام" الذي يفهمه ترامب فقد تجلى وبشكل لا لبس في بقرارته مثل الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي، و ضمه الجولان السوري المحتل الى الكيان الاسرائيلي، وتعاطفه الواضح مع اليمين الصهيوني المتمثل بسيموتريس وبن غفير ومخططاتهما لضم الضفة الغربية الى كيانهم.

- اخيرا، نرى ان نتنياهو نجح في التلاعب بترامب عبر العزف على وتر نرجسيته وحبه للظهور والمديح، من خلال الاعلان عن ترشيحه لجائزة نوبل، فهو بهذه الحيلة سيستخدم ترامب كعصا غليظة لتحقيق اهدافه في ضم اراض عربية جديدة الى كيانه، وتوريطه في حروب لا تنتهي، لتحقيق احلامه التوراتية، والتي كانت الهدف الاول والاخير لاعلانه ترشيح ترامب لجائزة نوبل.

المصدر: العالم

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha