وكالة أنباء الحوزة - في خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها آية الله السيد ياسين الموسوي، إمام جمعة بغداد والأستاذ البارز في حوزة النجف الأشرف، تناول التطورات الإقليمية والدولية، معتبرًا أن ما يشهده العالم من تصعيد عسكري في غزة وجنوب لبنان وسوريا واليمن والعراق وإيران، ليس وليد حادثة 7 أكتوبر، بل هو "مخطط معدّ له مسبقًا" وكان في انتظار "الفرصة المناسبة".
وأشار السيد الموسوي إلى أن ردّ الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر كان "فعلًا دفاعيًا" في مواجهة هذا التصعيد، مؤكدًا أن التصعيد في المنطقة يعكس مشروعًا أمريكيًا وإسرائيليًا واسعًا لإضعاف قوى المقاومة وتفكيكها.
وانتقد السيد الموسوي بشدة مواقف بعض السياسيين العراقيين، معربًا عن أسفه لما وصفه بـ"الانشغال بالصراعات الشخصية والمواقف الحزبية الضيقة"، واستدل بموقف بعض الأطراف العراقية من زيارة قائد هيئة تحرير الشام "أبو محمد الجولاني" إلى المناطق العراقية، مشيرًا إلى أن البعض اتخذ موقفًا معارضًا فقط لأن خصومهم السياسيين رفضوا الزيارة.
وفي سياق حديثه عن العلاقات الأمريكية مع الشيعة، كشف السيد الموسوي عن لقاء سابق جمعه في شمال العراق عام 1992 مع مسؤولين غربيين، أكدوا فيه، بحسب قوله، رفضهم لمشروع سياسي شيعي مستقل، معتبرين أن "الشيعة وإيران مشروع واحد". وقال السيد الموسوي إن هذا الرفض لا يعود إلى كون الشيعة "عملاء" بل إلى استقلاليتهم، وهو ما لا تقبله القوى الغربية.
وأدان "التغلغل الأمريكي في القرار السياسي العراقي"، متهمًا بعض الشخصيات البارزة – دون تسميتها صراحة – بـ"العمالة لأمريكا"، محذرًا من أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى "دهسهم بأقدام الجنود الأمريكيين".
كما شدد السيد الموسوي على ضرورة توحّد الشيعة حول مشروعهم السياسي المستقل، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن الاعتماد على القوى الغربية لم يجلب سوى القتل والتشريد والاستعباد للشيعة، لافتًا إلى أن إدخال عناصر بعثية إلى الحكومات الشيعية بدوافع انتخابية أضرّ بالمشروع الشيعي.
وفي تعليقه على استشهاد عدد من المسؤولين والقادة الإيرانيين مؤخرًا، أشاد السيد الموسوي بصلابة النظام الإسلامي في إيران، مبينًا أن "بنية الجمهورية الإسلامية ليست قائمة على الأشخاص بل على المؤسسات"، وهو ما يفسر استمرار استقرار النظام رغم الخسائر في قياداته العليا.
وحول الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، اعتبر السيد الموسوي أن إسرائيل تسعى من خلال استهداف القادة المدنيين والعسكريين إلى ضرب البنية التحتية للمقاومة، إلا أنه شدد على أن "إيران لا تُهز بهذه الضربات"، مؤكدًا أن الجمهورية الإسلامية سترد في الوقت المناسب، وأنها "ليست وحدها"، بل تمثل عمقًا استراتيجيًا لكل شيعة العالم.
وختم السيد الموسوي خطبته بالدعوة إلى رفع راية الإسلام الأصيل، معلنًا أن "راية «علي ولي الله» ستحطم إسرائيل، إن عاجلًا أو آجلًا"، مؤكدًا أن الشيعة لن يخضعوا للمخططات الأمريكية والإسرائيلية، مستشهدًا بمواقف الإمام علي عليه السلام في الدفاع عن الحق ورفض الذل.
تعليقك