وكالة أنباء الحوزة - في محفل معرفي أُقيم في الحرم المطهر للسيدة فاطمة المعصومة عليها السلام، صرّح سماحة حجة الاسلام والمسلمين حسين أنصاريان، بأنّ جميع مخلوقات العالم مؤمنة بالله، تُقرّ بوحدانيته وتسبّحه، ولا يكفر بالله إلا جماعة من الإنس والجن، ما يدلّ على أنّ جميع الكائنات تتمتع بالشعور والمعرفة والإدراك.
وأضاف سماحته: إنّ الكائنات المسبّحة لله تتمتع بالمعرفة والإدراك، وقد أشار الله تعالى إلى هذه الحقيقة في الآية 44 من سورة الإسراء.
وأشار أستاذ الحوزة العلمية إلى أن أولياء الله وأهل العصمة والطهارة يمكنهم سماع تسبيح المخلوقات وإدراكه، بينما الإنسان العادي لا يملك هذه القدرة، فلا يستطيع أن يسمع تسبيحها.
وأكّد حجة الاسلام والمسلمين أنصاريان أن قضية تسبيح المخلوقات طُرحت في القرآن الكريم بشكل صريح، حيث يقول الله تعالى في سورة النور: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ..)
وأوضح أن كلّ المخلوقات تسبح الله سبحانه وتعالى، وتنزّهه عن كل عيب ونقص، وجميع الكائنات تدرك طهارة الله وقداسته.
وتابع سماحته: الإمام الرضا عليه السلام، حين كان يهمّ بالخروج من مدينة نيسابور، قال كلمة نورانية تتعلق بمسألة التوحيد الخالص الذي يعمّ جميع الكائنات، لكن بعض الإنس والجن محرومون منه.
وأشار الشيخ أنصاريان إلى أن هذه الكلمة النورانية تُعرف بـ"سلسلة الذهب"، لأن جميع رواة هذا الحديث من الأئمة المعصومين عليهم السلام، وقد قال الإمام الرضا عليه السلام عن الله تعالى: "كلمة لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن عذابي".ثم نادى عليه السلام: "بشروطها، وأنا من شروطها".
وختم سماحته بالقول: من أراد أن ينال حظاً من التوحيد الخالص والحقيقي، فعليه أن يعبد الله وحده، ويُخلي قلبه من التعلّقات المادية والدنيوية. وفي هذا السياق، بيّن سماحته قول الإمام الحسين عليه السلام للفرزدق: "يا فرزدق! إن هؤلاء قوم لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمان.."، مشيرًا إلى أن الابتعاد عن طاعة الله والانغماس في الدنيا يؤديان إلى فقدان التوحيد الحقيقي.
المحرر: س. م. م. د
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك