الخميس 10 أبريل 2025 - 14:39
الوهابيون لا يمتلكون القدرة العلمية الكافية لتحليل المسائل الإسلامية

حوزة؛ صرّح سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي أن الوهابيين، نتيجة ضعفهم العلمي في تحليل المسائل الإسلامية، وخصوصاً مسألة التوحيد والشرك، وقعوا في وسواس شديد في هذا المجال، وعارضوا كل ما وجدوا فيه ذريعة لذلك، ومن أبرز هذه القضايا: الزيارة، والتوسل، وبناء القبور.

وكالة أنباء الحوزة وفي مقال له تحت عنوان: "الوهابية وتخريب المعالم الإسلامية التاريخية والإجابة عن سؤال: لماذا منع الوهابيون بناء القبور؟"، قدّم سماحته إجابتين: إحداهما إجمالية، والأخرى تفصيلية.

الإجابة الإجمالية: الوهابيون، نتيجة لفهمهم الخاطئ لمسألتي التوحيد والشرك، اعتبروا الزيارة، وطلب الشفاعة، وبناء القبور، وأمثال ذلك من الأمور، شركاً وبدعة، فعارضوها بشدة.

وعندما وصلوا إلى السلطة في الحجاز عام 1344هـ، قاموا، في خطوة متسرعة ومنسقة، بهدم جميع المعالم الإسلامية التاريخية بحجة محاربة الشرك والبدعة، رغم أن تلك المعالم كانت تمثل ذكريات خالدة ومشرّفة في تاريخ الإسلام.

الإجابة التفصيلية: أوضح سماحته أن الوهابيين، بسبب عدم كفاءتهم العلمية الكافية لتحليل القضايا الإسلامية، وخصوصاً ما يتعلق بالتوحيد والشرك، وقعوا في وسواس عجيب في هذه المسألة. فعارضوا مسائل كزيارة القبور، وطلب الشفاعة، وبناء المراقد، وغير ذلك، وعدّوها مخالفة للشرع، وربطوها بالشرك والبدعة.

ومن أبرز ما عارضوه بناء القبور على قبور أولياء الله وعلماء الإسلام. وبيّن أن معظم دول العالم الإسلامي - باستثناء الحجاز - ما زالت تحتفظ بمراقد وقباب مشيدة على قبور الأنبياء والعظماء، وتحترم تلك الآثار باعتبارها جزءاً من التراث الديني والثقافي، مثل مصر، والهند، والجزائر، وإندونيسيا. أمّا في الحجاز، فلا يوجد أي أثر لتلك المعالم، والسبب في ذلك يرجع إلى غياب الفهم الصحيح للمفاهيم الإسلامية لدى تلك الجماعة.

وأشار إلى أن الوهابية، بعد سيطرتهم على الحجاز قبل نحو قرن (عام 1344هـ)، ارتكبوا كارثة تاريخية تمثّلت في هدم كافة المعالم الإسلامية، بذريعة محاربة الشرك، وألحقوا بالمسلمين أضراراً فادحة لا يمكن تعويضها.

ومع ذلك، لم يتجرؤوا على الاقتراب من القبر الشريف للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، خوفاً من غضب المسلمين، فمارسوا التقية مع بقية الأمة، رغم رفضهم لها.

وأضاف سماحته أن بقاء الأمم مرتبط بالحفاظ على تراثها الثقافي والعلمي والديني، ولكن مع الأسف، تولّت مجموعة متعصبة ومتخلفة زمام الأمور في أرض الوحي، فطمسوا أعظم ميراث حضاري للإسلام بحجج واهية.

وأشار إلى أن تلك الآثار كانت تحمل جاذبية روحية خاصة، تربط الإنسان بعمق التاريخ الإسلامي، وكان بقيع الغرقد مثالاً بارزاً لذلك، حيث كان مشهداً شامخاً يذكّر بأحداث مهمة، لكنه تحول اليوم إلى صحراء قبيحة تحيط بها فنادق فخمة ومبانٍ حديثة، ولا يُسمح للزوار بدخوله إلا لساعات محدودة في اليوم، وللرجال فقط.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha