وكالة الأنباء الحوزة أحد أهم أسباب تحريم الخمر في الإسلام هو تأثيره المدمر على العقل، إذ تشير الإحصائيات إلى أن متعاطي الخمر يتدهور تدريجيًا إلى حالة من الجنون.

فالخمر يزيل أهم مقومات الإنسان، وهو العقل، ويجعله في مرتبة أدنى، بل قد يدفعه إلى ارتكاب الجرائم.

من هنا، جاءت الشريعة الإسلامية لتحريمه، حمايةً للإنسان من هذا المشروب الخطير.

إجابة تفصيلية: قد يتساءل البعض: لماذا شددت آيات القرآن الكريم وأحاديث المعصومين (عليهم السلام) في ذمّ الخمر؟ والإجابة تكمن في الأضرار الجسيمة التي يسببها، وأبرزها تأثيره السلبي على العقل.

يظن البعض أن تأثير الخمر يقتصر على فقدان العقل أثناء السكر فقط، إلا أن الإحصائيات تثبت أن الإدمان على الخمر يقود تدريجيًا إلى الجنون.

تشير الدراسات إلى أن 85% من نزلاء مستشفيات الأمراض العقلية في أمريكا فقدوا عقولهم بسبب تعاطي الخمر، بينما لم تتجاوز نسبة المصابين بالجنون لأسباب أخرى 15% فقط.

أما في بريطانيا، فمقابل كل 2249 مريضًا عقليًا بسبب الخمر، يوجد 53 مريضًا فقط لأسباب أخرى، أي أن 39 شخصًا من كل 40 أُصيبوا بالجنون بسبب الإدمان على الخمر! إن فقدان العقل لا يمثل نهاية مشاكل شارب الخمر، بل هو بداية سلسلة من الكوارث، حيث قد يرتكب القتل، أو ينهب أموال الناس، أو يسرق، أو يخون الأعراض، إضافةً إلى ترك العبادات والطاعات، وارتكاب العديد من المحرمات الأخرى.

الخمر في الأدب: أحد الشعراء وصف أثر الخمر في قصة شعرية معبرة، حيث صوّر كيف أوقع إبليس شابًا في شرب الخمر، فأدى به ذلك إلى قتل والده والاعتداء على شقيقته، وهو ما يجسد خطورة هذا المشروب على العقل والسلوك.

النتيجة: عند حساب الجرائم، والأمراض، والحوادث، والتكاليف التي يتكبدها المجتمع بسبب تعاطي الخمر، نجد أن الأرقام صادمة.

ولهذا، ومن منطلق الحرص على سلامة البشرية، جاء تحريم الخمر في الإسلام لمنع هذه المفاسد وعواقبها الوخيمة.

المصادر: تفسير نمونه، ناصر مكارم شيرازي، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1374 هـ.ش، الطبعة الأولى، ج 5،