وكالة أنباء الحوزة - قال قائد الثورة الإسلامية، خلال استقباله في لقاء رمضاني عصر اليوم الاربعاء، حشدا من طلبة الجامعات ونشطاء الوسط الاكاديمي من انحاد البلاد: "عندما يقول الرئيس الأمريكي إننا مستعدون للتفاوض مع إيران، فإنه يحاول الإيحاء بأنهم يسعون للحوار والسلام، بينما إيران ترفض، لكن لماذا ترفض إيران التفاوض؟ ليعودوا وينظروا إلى أفعالهم!"
وأضاف: "لقد جلسنا لسنوات وأجرينا مفاوضات. ثم جاء هذا الشخص نفسه الذي أنهينا المفاوضات معه، وألقى بالاتفاق الموقع والمنجز والمكتمل جانبًا ومزقه، وعندما نعلم أنهم لا يلتزمون، فلماذا نتفاوض معهم؟ لذلك، فإن دعوتهم إلى التفاوض ما هي إلا خدعة لتضليل الرأي العام."
وأكد قائد الثورة الاسلامية أنه "لو أردنا صناعة أسلحة نووية لما تمكنت أمريكا من منعنا، لكننا لا ننوي حيازة السلاح النووي"، مشددا على أن " إيران لا تسعى للحرب ولكن إذا أخطأ الأمريكيون وعملاؤهم فإن الرد الإيراني سيكون حاسما."
نمتلك قدرات كبيرة في مختلف المجالات لم نملكها في العام الماضي
وشدد آية الله الخامنئي أن "إيران خلافاً للنظرة القصيرة والسطحية لدى أعدائها أصبحت أقوى من العام الماضي ولم تضعف"، مشددا على أن ايران اليوم تملك قدرات كبيرة في مختلف المجالات.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: عندما التقيت معكم خلال العام الماضي في مثل هذا اليوم، كان الشهيد رئيسي حاضرا، والسيد حسن نصر الله كان الى جانبنا، وايضا الشهيد اسماعيل هنية والشهيد السيد هاشم صفي الدين والشهيد يحيى السنوار والشهيد محمد الضيف، وغيرهم من الشخصيات الثورية البارزة، الذين كانوا معنا والى جانبا، لكنهم غادروا اليوم.
وتابع سماحته: "صحيح أن فقدان قادة للمقاومة يعد خسارة كبيرة لكن إيران تواصل المضي في مسيرة القوة والتقدم"، موضحا أن: "خسارة الشخصيات البارزة لا تعني التراجع والضعف إذا كان هناك عاملان رئيسيان وهما الهدف والجهد."
وأوضح: "بحمد الله، لدينا هذا العام قدرات وإمكانات من زوايا متعددة لم تكن لدينا في العام الماضي، لذلك رغم أن فقدان هؤلاء الأعزاء خسارة، إلا أن الجمهورية الإسلامية تواصل نموها وتقدمها وتعزيز قوتها."
وأكد قائد الثورة الإسلامية خلال لقائه الرمضاني مع الطلاب أن فقدان الشخصيات البارزة لا يعني بأي حال من الأحوال التراجع أو الضعف، مشيرًا إلى مثال من التاريخ الإسلامي: "في السنة الثالثة للهجرة، فقد النبي الأكرم (ص) شخصية عظيمة مثل حمزة في غزوة أحد. لم يكن حمزة وحده، بل رحل معه العديد من الشجعان والأنصار البارزين. ومع ذلك، في السنة الرابعة والخامسة للهجرة، كان النبي أقوى مما كان عليه في السنة الثالثة."
وأوضح سماحته أن استمرار قوة أي أمة يعتمد على عاملين أساسيين: التمسك بالأهداف والمبادئ والسعي المستمر والعمل الدؤوب، مضيفا "إذا وُجد هذان العاملان في أي أمة، فإن غياب الشخصيات، رغم كونه خسارة، لا يشكل ضربة لمسار الحركة العامة."
الجيل الجديد أكثر وعيًا واستعدادًا للصمود في الصفوف الأمامية
وأكد قائد الثورة الإسلامية، أن الجيل الجديد يتمتع بفهم أعمق للقضايا واستعداد أقوى للصمود في الصفوف الأمامية مقارنة بالأجيال السابقة.
وقال سماحته: "الجامعات اليوم تختلف كثيرًا عن الجامعات قبل الثورة، وحتى عن الجامعات قبل 20 عامًا. اليوم، الجامعات أكثر تقدمًا، ومستوى الفهم أعمق وأكثر تعقيدًا، والاستعداد للصمود جيد. على عكس ما يُروج له، يُقال أحيانًا إن الجيل الجديد من الطلاب والشباب الإيرانيين ليس بنفس جاهزية جيل الثمانينيات، لكن هذا غير صحيح."
وأضاف: "هذا الاستعداد لا يزال موجودًا اليوم. لقد رأينا ذلك في مختلف القضايا، ونراه الآن بأعيننا؛ الشباب الإيرانيون مستعدون للوقوف في الصفوف الأمامية لمواجهة الأعداء، ومستواهم في فهم القضايا أفضل، واستعدادهم بحمد الله في أفضل حالاته."
المتغطرسون في العالم يريدون فرض هيمنتهم وإيران ترفض ذلك بحزم
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى أن القوى المتغطرسة في العالم تحاول فرض سيطرتها على الجميع، لكن إيران الإسلامية هي الدولة الوحيدة التي ترفض ذلك بحزم، مضيفًا: "اليوم، يقول المتغطرسون في العالم إن الجميع يجب أن يتبعهم ويضعوا مصالحهم فوق مصالحهم الخاصة، لكن إيران الإسلامية هي الدولة الوحيدة التي ترفض ذلك بشكل قاطع."
التفاوض مع الحكومة الأمريكية الحالية لن يرفع الحظر بل سيزيد من تعقيده
وأكد قائد الثورة الاسلامية أن التفاوض مع الحكومة الأمريكية الحالية لن يؤدي إلى رفع الحظر، بل سيزيد من تعقيده. وقال: "هناك بعض الأشخاص داخل البلاد يستمرون في الضغط على قضية التفاوض: لماذا لا تردون؟ لماذا لا تتفاوضون؟ لماذا لا تجلسون مع أمريكا؟"
وأضاف: "إذا كان الهدف من التفاوض هو رفع الحظر، فإن التفاوض مع هذه الحكومة الأمريكية لن يؤدي إلى رفعه. بل على العكس، سيزيد الضغط ويعقد أزمة الحظر. التفاوض مع هذه الحكومة سيزيد الضغط."
وأوضح سماحته قائلاً: "قبل أيام، في حديثي مع المسؤولين، قلت إنهم يطرحون مطالب جديدة وتوقعات جديدة، ويطرحون مطالب متزايدة. إذا جرى التفاوض على هذا النحو، فالمشكلة ستزداد سوءًا. التفاوض لا يحل أي مشكلة، ولا يحل أي عقدة."
الحظر ليس بلا تأثير، ولكن المشاكل الاقتصادية ليست ناتجة فقط عن الحظر
وقال آية الله الخامنئي خلال لقائه الرمضاني مع الطلاب: "فيما يتعلق بالحظر الأمريكي، كما تعلمون من البداية، كانت مفاوضاتنا في مسألة الاتفاق النووي في العقد الأخير تهدف إلى رفع الحظر. ولحسن الحظ، بدأ الحظر يفقد تأثيره. عندما يستمر الحظر، فإنه تدريجيًا يفقد فعاليته؛ حتى أنهم يعترفون بذلك. أي أنهم يعترفون بأن الدولة المحاصَرة يمكنها تدريجيًا إيجاد طرق لتخطي الحظر وإبطال تأثيره، ونحن قد اكتشفنا العديد من هذه الطرق وألغينا تأثير الحظر."
وأضاف: "الحظر ليس بلا تأثير، لكن ليس من الصحيح القول إن وضعنا الاقتصادي السيئ يرجع فقط إلى الحظر. في بعض الأحيان، يكون الإهمال من جانبنا هو السبب. في الواقع، معظم مشاكلنا تأتي من الإهمال، وجزء منها طبعًا مرتبط بالحظر. لكن الحظر سيفقد تأثيره تدريجيًا. وهذا أمر مسلم به."
إذا أردنا تصنيع السلاح النووي، لم يكن بإمكان أمريكا منعنا
وقال آية الله الخامنئي خلال لقائه الرمضاني مع الطلاب: "فيما يتعلق بالسلاح النووي، عندما يقولون 'لن نسمح لإيران بالحصول على السلاح النووي'، إذا كنا نريد صنع السلاح النووي، لم يكن بإمكان أمريكا أن تمنعنا."
وأضاف: "إننا لا نمتلك السلاح النووي ولا نسعى إليه لأننا لا نريد ذلك لأسباب خاصة بنا. لقد ذكرنا هذه الأسباب سابقًا وناقشناها، نحن لم نرد ذلك، وإلا لو أردنا، لم يكن بإمكانهم منعنا."
إيران ليست بصدد الحرب ولكن إذا ارتكب الأمريكيون وأعوانهم خطأ، سيكون ردنا حاسماً ومؤكداً
وقال قائد الثورة الاسلامية: "التهديدات العسكرية من أمريكا، برأيي، غير حكيمة. فإن خلق الحرب وإلحاق الضرر ليس شيئًا من طرف واحد، فإيران قادرة على الرد بضربة متقابلة، وبالتأكيد ستقوم بذلك."
وأضاف: "أعتقد أنه إذا ارتكب الأمريكيون وأعوانهم خطوة خاطئة، فإنهم سيكونون أكثر تضررًا. بالطبع، الحرب ليست أمرًا جيدًا، ونحن لا نبحث عن الحرب؛ ولكن إذا حدث شيء، سيكون ردنا ردًا حاسمًا وحتميًا."
تعليقك