السبت 1 مارس 2025 - 09:41
درس الأخلاق | إكسيرٌ باسم "الحمد لله" في ميزان الأعمال

وكالة الحوزة/ الحمد لله أثقل في ميزان الأعمال من السماوات السبع و الأرض و ما بينهما، و هو تمام الميزان، لأنه يجمع بين التوحيد و شكر النعمة. فإذا وهب الله الدنيا بأسرها لشخصٍ، ثم قال هذا الشخص شكرًا لله: "الحمد لله رب العالمين"، فإن قيمة هذا الذكر تفوق قيمة الدنيا بأكملها.

بحسب وكالة أنباء الحوزة، تناول المرحوم آية الله محمد علي ناصري، أحد أساتذة الأخلاق في الحوزة العلمية، موضوع "حقيقة الحمد والشكر في التعاليم الإسلامية" في أحد دروسه الأخلاقية، حيث جاء نصّ كلامه كالتالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام السجاد عليه السلام في دعاء مكارم الأخلاق:

"اللهم إن الشيطان يلقي في قلب الإنسان ستة أشياء، فيعمل الإنسان بها، و هي: الفحش، و الكلام الباطل، و سبّ الأعراض، و شهادة الزور، و الغيبة، و الاستهزاء. اللهم امحُ هذه الصفات السيئة من قلوبنا، و استبدلها بست صفات حسنة، و هي: حمدك، و تعظيمك، و شكر نعمك، و تنزيهك عن صفات المخلوقات، و الاعتراف بإحسانك اللامحدود، و الإقرار بأن صفاتك الكمالية لا تتناهى."

حمد الله يجب أن يحلّ محلّ الكلام البذيء

أول هذه الصفات الحسنة هو حمد الله، الذي ينبغي أن يحلّ محلّ الكلام السيئ.

إن "الحمد" لله ذو أهمية عظيمة، وله معانٍ عديدة، وأهمها التعبير عن الشكر والامتنان على أفعال الله الحسنة.

إن نعم الله لا تُحصى ولا تُعد، كما جاء في القرآن الكريم:

"وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ"

فإذا نظر الإنسان إلى نفسه، سيدرك مدى النعم التي وهبها الله له.

لا أحد قادرٌ على أداء شكر النعم الإلهية كما ينبغي ليس للإنسان من نفسه شيءٌ سوى عمله، وكل ما لديه فهو من الله وحده، فهو المالك الحقيقي لكل شيء، والملكية على نوعين:

ملكية طولية

ملكية عرضية

لا أحد يملك شيئًا على مستوى موازٍ لملك الله، فالملكية الحقيقية له، أما ملكية الإنسان فهي ملكية مجازية، وهي ضرورية لتنظيم الحياة الاجتماعية.

حينما يرحل الإنسان من الدنيا، فإنه لا يأخذ معه شيئًا سوى أعماله. ولو كانت ملكية الأموال الدنيوية حقيقية، لانتقلت معه إلى الآخرة.

النعم الإلهية تصل إلى الإنسان بوسائط أو دون وسائط

بعض النعم تصل إلى الإنسان مباشرة من الله، وبعضها تصله عبر وسائط.

مثلًا، المزارع يحصل على محصوله مباشرة من الله، لكن نفس هذا المحصول يصل إلينا عن طريقه. غير أن وجود الوسائط لا ينبغي أن يُنسينا أن الله هو المصدر الأساسي لكل النعم.

العبادة تكون أكمل وأفضل مع حمد الله، إن عبارة "الحمد لله رب العالمين" تتضمن حمدًا وشكرًا على جميع النعم الإلهية، منذ الأزل وإلى الأبد، فهي حمدٌ مطلقٌ يشمل كل النعم.

ومراتب الحمد تختلف بين الناس؛ فحمد المعصومين يختلف عن حمد سائر الناس، وكلما كان الإنسان أكثر توحيدًا، كان حمده أرقى وأكمل.

آثار عظيمة لذكر "الحمد لله"

قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

"لا إله إلا الله نصف الميزان."

فما هو الميزان؟ وما هو النصف الآخر؟ هذا أمر غيبي، لكن في تكملة الحديث قال النبي صلى الله عليه و آله:

"الحمد لله تمام الميزان."

لأن "لا إله إلا الله" تعبّر عن التوحيد فقط، أما "الحمد لله" فتجمع بين التوحيد و شكر النعمة.

لهذا يُستحب أن نقول "الحمد لله" بعد الأكل والشرب، لما لهذا الذكر من آثار عظيمة.

هناك فرقٌ كبير بين الطعام الذي يُتناول مع ذكر "بسم الله" في بدايته و**"الحمد لله"** في نهايته، وبين الطعام الذي يُؤكل دون ذكر الله.

الحمد لله أثقل من السماوات والأرض في ميزان الأعمال

قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

"الحمد لله أثقل في الميزان من السماوات السبع والأرض وما بينهما."

وفي حديث آخر قال:

"إذا أعطى الله الدنيا بأكملها لأحد، ثم قال هذا الشخص: 'الحمد لله رب العالمين' شكرًا لله، فإن قيمة هذا الذكر أعظم من الدنيا بأسرها."

إن "الحمد لله رب العالمين" له قيمة تفوق كل ما يمكن للإنسان أن يتخيله من مخلوقات هذا العالم.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha