الأحد ١٦ فبراير ٢٠٢٥ - ١١:٥٣
الجهاد المعنوي للطلبة يتجلى في مسار الجندية للإمام المهدي (عج)

الحوزة/ أكد مسؤول العتبة الرضوية المقدسة على المكانة الخطيرة للباس العلماء و المسؤولية العظيمة للطلبة في الجندية للإمام المهدي (عج)، مشيرًا إلى أن الطالب الناجح هو من يجسد رسالة هذا اللباس في المجتمع من خلال الإخلاص، و المعرفة العميقة بمكانته، والارتباط المستمر بحضرة ولي العصر (عج).

بحسب مراسل وكالة الحوزة من مشهد، فقد أُقيم صباح اليوم في قاعة الولاية بالحرم الرضوي المطهر حفل ارتداء العمامة لمئة من طلبة الحوزة، بحضور مسؤول العتبة الرضوية المقدسة، و أمين المجلس الأعلى، و مدير الحوزة العلمية في خراسان، و أعضاء المجلس الأعلى، و بعض الأساتذة.

و في كلمته، هنّأ حجة الإسلام و المسلمين أحمد مروي، مسؤول العتبة الرضوية المقدسة، بميلاد الإمام الحجة بن الحسن العسكري (عج)، مشددًا على أهمية المسؤوليات العظيمة للطلبة في جندية الإمام المهدي (عج)، معتبرًا هذا اللباس المقدس تاج شرفٍ للجندية في سبيله.

لباس العلماء مسؤولية عظيمة

و أشار حجة الإسلام و المسلمين مروي إلى المكانة الخاصة للباس العلماء و ما يحمله من مسؤولية، قائلًا: هذا اللباس هو رمز الجندية للإمام المهدي (عج)، و لا يمكن الحفاظ عليه إلا بعناية من حضرته المقدسة. فقد ذكر الشيخ البهائي في كتاب مفاتيح الجنان دعاءً خاصًا عند ارتداء العمامة، مما يدل على عظمة المسؤولية المترتبة على ارتداء هذا اللباس

و أضاف: لباس الجندية للإمام المهدي (عج) ليس مجرد عنوان أو رمز، بل هو رسالة تستوجب السعي لنيل رضا قلب الإمام (عج). هذا الطريق يتطلب الإخلاص و الارتباط المستمر به، لذا ينبغي للطالب أن يكون دائم التوسل بالإمام صاحب العصر (عج)

أهمية معرفة المكانة الحقيقية و الارتباط العميق بالإمام (عج) وشدد مسؤول العتبة الرضوية المقدسة على ضرورة إدراك المكانة الحقيقية للجندية في سبيل الإمام المهدي (عج)، قائلًا: إذا أردنا فهم مكانتنا كطلبة، فعلينا أن نعرف إمامنا. فالشخص الذي نتشرف بجنديته هو من وُصف في الزيارات بأنه العارف بالله، و مقامه و عظمته لا تُفهم إلا من خلال معرفة الله، و هذا لا يتحقق إلا بالارتباط العميق و المستمر به

و أردف قائلًا: أوصى كبار العلماء بقراءة دعاء آل ياسين بتركيز وتأمل، و ينبغي للطلبة عدم حصر هذا الارتباط الروحي في المناسبات فقط، بل أن يكون جزءًا دائمًا من حياتهم. كيف لنا أن نقصد باب من هو مظهر الرحمة الإلهية و نعود خالي الوفاض؟!

أهمية تنمية الأسرة إلى جانب الطالب

و أكد تولية العتبة الرضوية على ضرورة التنمية الروحية للأسرة بجانب الطالب، قائلًا: إحدى المشكلات الشائعة بين العلماء أن الطالب ينمو علميًا و روحيًا، بينما تبقى أسرته متأخرة عنه. لذا، يجب أن تسير الأسرة معه في نفس المسار الروحي، إذ لا تكتمل هذه الرحلة الإيمانية إلا إذا كان هناك تكامل بين الجانبين

و أضاف: عندما يدرك الطالب مكانته السامية، فإنه سينطلق بعزم راسخ في سبيل الهداية و الإرشاد

لإخلاص، سر نجاح و بقاء العلماء و أشار حجة الإسلام و المسلمين مروي إلى أن مفتاح نجاح الإمام الخميني (ره) كان إخلاصه، قائلًا: السبب الجوهري في كل نجاحات الإمام الراحل كان إخلاصه المطلق. فقد آمن بصدق بآية إِن تَقُومُوا لِلَّهِ، و كانت جميع حركاته و سكناته لله، و هذا الإخلاص هو الذي أحدث ذلك التحول العظيم الذي تجسد في الثورة الإسلامية، و الذي لا تزال أبعاده الحقيقية غير مكتشفة بالكامل.

و أكد على ضرورة التزام الطلبة بالإخلاص في كل أبعاد حياتهم، قائلًا: يجب أن يكون الإخلاص محور جميع الأنشطة الحوزوية و الاجتماعية. فالجندية الحقيقية للإمام المهدي (عج) تتحقق عندما تكون النية صادقة، و العمل خالصًا لوجه الله تعالى.

الفخر بلباس العلماء و التصدي لمؤامرات الأعداء و أشار تولية العتبة الرضوية إلى أهمية الحفاظ على مكانة و كرامة لباس العلماء، قائلًا: العمامة هي تاج الشرف لجندية الإمام المهدي (عج)، و الأعداء يسعون جاهدين لإحداث فجوة بين الناس و العلماء، لكن يجب علينا أن نرتدي هذا اللباس بفخر، لأنه رمز الارتباط بالإمام المهدي (عج) و نقل رسالته إلى المجتمع

و أضاف: هذا اللباس هو تذكير دائم بضرورة الحفاظ على الروحانية و التدين في المجتمع. لذلك، ينبغي للطلبة أن يكونوا دائمًا في قلب المجتمع، مرتدين هذا اللباس المقدس، لكونه مصدر إلهام للآخرين، و مذكّرًا لهم بالقيم الدينية. علينا أن نحافظ على كرامة هذا اللباس، و أن نحرسه كما نحرس أرواحنا، فهو تاج فخرٍ لا نسمح بسقوطه أبدًا.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha