بحسب مراسل وكالة حوزة من الأهواز، قال آية الله عباس الكعبي، عضو هيئة الرئاسة المجلس الخبراء القيادة، يوم الثلاثاء 23 من شهر بهمن في مؤتمر طلائعين خطوة الثورة الإسلامية الثانية في لقاء مع النخب في شوش: إن العائق الرئيسي لظهور الإمام المهدي هو وجود الطواغيت، مشيرًا إلى أن الطواغيت ليسوا فقط عائقًا أمام الإيمان و العمل الصالح، بل هم مصدر للظلم و الاضطهاد و التخلف و الاعتداء على حقوق الإنسان أيضًا.
و أضاف: إن هذه القوى الطاغوتية تسحب المجتمع إلى الاستضعاف و لا تسمح بتحقق أي تقدم. الطواغيت بناءً على علاقاتهم الظالمة مع الناس يسحبونهم إلى العبودية و الاستضعاف، و هم في الواقع يريدون أن يصبح الناس عبيدًا لهم.
و أشار عضو مجلس خبراء القيادة إلى أن الطواغيت ينشئون عصابات قوى تدفع الناس إلى الهامش، و يستفيدون من الاستبداد و الاستعمار و الظلم و احتكار مصادر الثروات و القوى، و يخضعون العقول و العواطف و الهوية الإنسانية لسلطتهم. و لهذا السبب، يقدم القرآن الكريم ثلاثة توجيهات أساسية بشأن الطواغيت.
و تابع عضو جمعية مدرسي الحوزة العلمية في قم قائلاً: التوجيه الأول هو إعلان البراءة من الطاغوت. قال القرآن في هذا الشأن: فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله"؛ أي أن من يكفر بالطاغوت، يكون قد أعد إيمانه. التوجيه الثاني هو تحديد حدود واضحة مع الطاغوت و انتقاد الصداقة معه. إحدى الفلسفات الرئيسية لبعثة الأنبياء هي تحقيق التوحيد و عبادة الله و تحديد حدود واضحة مع الطواغيت.
و أضاف آية الله الكعبي: التوجيه الثالث هو المواجهة و المقاومة ضد الطاغوت. طالما أن الطاغوت موجود و يحكم في العلاقات الإدارية للبشر، ستستمر الظلم و الجرائم و لن تكون العدالة ممكنة في الحياة العامة و الاجتماعية. الطاغوت هو العائق الأكبر أمام العدالة و التقدم في حياة البشر، و لهذا السبب، لن يظهر الإمام المهدي (عليه السلام) طالما أن الطواغيت موجودة.
و قال: ورد في الروايات أن إحدى فلسفات غيبة الإمام المهدي هي أن لا يكون تحت سيطرة الطواغيت. و لإزالة موانع الظهور، فإننا أيضًا مسؤولون عن معرفة الطواغيت و البراءة منهم و مقاومتهم. و أشار عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة إلى أن الطواغيت تنقسم إلى عدة فئات، فقد يكون بعضها يسيطر على قرية أو مدينة أو حتى دولة، بينما قد يكون لبعض الطواغيت الآخر سلطات عالمية.
و أضاف عضو جمعية مدرسي الحوزة العلمية في قم: إن الإمام الخميني (قدس سره) قد رفع راية مقاومة الطاغوت بناءً على منهج الأنبياء و تعاليم الإسلام الأصيل لمحمد (صلى الله عليه وآله و سلم)، و كان هدفه تحقيق التوحيد و عبادة الله و العدالة و حماية كرامة الإنسان، بالإضافة إلى دفع الشعب الإيراني نحو التقدم و العزة. و قد أظهر الشعب الإيراني من خلال مشاركته الفعالة أنه يريد الإسلام الحقيقي، و إذا أخذنا الإسلام على محمل الجد، فإن الناس سيستجيبون و يمضون في الطريق. كان الإمام يؤمن بأن الإيمان بمنهج الإسلام يمكن أن يحقق تحولًا عظيمًا في المجتمع.
و أشار آية الله الكعبي: قال الإمام الخميني (قدس سره): يجب أن يذهب الشاه، و كان يوم 22 بهمن 1357 هو يوم انتصار الثورة الإسلامية ضد طاغوت إيران. لكن هذا لم ينتهِ هنا. بعد الثورة و تثبيتها، بدأ الإمام على الفور في تأسيس الدستور و التقدم للأمام. بعد احتلال وكر التجسس الأمريكي، قال الإمام: بدأت الثورة الثانية. بعد أسبوعين أو ثلاثة من احتلال وكر التجسس، صدرت أوامر تشكيل قوات التعبئة (البسيج).
و ذكر قائلاً: الإمام قد وصف أمريكا بأنها "الشيطان الأكبر"، هذا الشيطان الذي يُعد الطاغوت الأكبر و الطاغوت العالمي. و كان دائمًا يؤكد أن جميع مصائب الإسلام و المسلمين هي نتيجة أمريكا، و كان يطلب من الجميع أن يرفعوا صوتهم ضد أمريكا، اعتمادًا على قوة الله، التي هي القوة الحقيقية. و قد رفع الإمام راية المقاومة ضد الطاغوت العالمي و عرف تمامًا الطبيعة الشريرة و الإجرامية لأمريكا.
و قال عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة: كان الإمام يؤمن أنه من أجل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) و انتصار الثورة الإسلامية، يجب أن ترفع راية المقاومة ضد الطاغوت العالمي وفق منهج عاشوراء و تحت قيادة ولي الفقيه. و قد أبقى آية الله العظمى الإمام الخامنئي بشجاعة راية الجهاد الكبير المدني ضد الطاغوت العالمي مع توجه إيران القوي و الشامخ و ثقافة المقاومة، و قد حُفِظَت روح الجهاد و التضحية و الشهادة لدى الشعب الإيراني و الشعوب في محور المقاومة مع التركيز على التحرير الكامل لفلسطين.
و أضاف عضو مجتمع مدرسين حوزة قم: قد يُطرح السؤال، إذا سقط الطاغوت العالمي، هل سيظل الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) غائبًا؟ إن جوابنا هو أن الطاغوت العالمي سيضعف و يهبط، لكن لن يزول. في الواقع، سيعاني النظام الطاغوتي العالمي من التصدع، و سيظهر قوة جديدة تُسمى قوة الإسلام المبنية على ولاية محمد و آل محمد (صلى الله عليه و آله و سلم).
و أكمل آية الله الكعبي قائلاً: إن الأربعين هي نقطة انطلاق لانتشار الثقافة العاشوراء على مستوى العالم؛ هي محطة حضارية لتعميم عاشوراء. إن الأربعين هي وسيلة إعلام عاشوراء، و في هذه الظروف، سيتم تغيير معادلات القوى بناءً على القيادة النيابة و الثقافة العاشورائية. و ستُهيأ الظروف لظهور الإمام المهدي بينما الطاغوت العالمي في أقصى درجات ضعفه و هلاكه. إن إنتاج القوة الناعمة المبنية على الإيمان و العمل الصالح و إنشاء تحالفات إقليمية هي أيضًا من العوامل المؤثرة في هذه الظروف.
تعليقك