وفقاً لتقرير وكالة أنباء الحوزة، صرح حجة الإسلام و المسلمين مسعود آذربايجاني، أستاذ مجموعة علم النفس في مركز بحوث الحوزة و الجامعة، في اليوم الثاني من المؤتمر الدولي لمديري المراكز البحثية في مجال الدراسات الإسلامية، الذي عُقد في قاعة الشيخ المفيد (ره) بجامعة قم تحت عنوان أسلوب حياة المرأة والأسرة، قائلاً: مركز بحوث الحوزة والجامعة هو مركز أبحاث حكومي يضم ۳ معاهد بحثية، و ۱۲ مجموعة علمية، و ۵۵ عضواً في الهيئة التدريسية في مجموعات العلوم الإنسانية والاجتماعية و الإسلامية، و قد تم تأليف ۲۷۰۰ كتاب فيه، ترجم بعضها إلى لغات مختلفة.
و أضاف قائلاً: لقد نجحنا في هذا المركز في تطوير تخصص جامعي تحت عنوان ، علم النفس الإسلامي، في مرحلتي البكالوريوس و الماجستير، و هو تخصص مُسجل في موقع وزارة التربية و يتم تدريسه في بعض الجامعات. و تهدف هذه الدراسة إلى نقل القيم و المعتقدات إلى الأجيال الجديدة، و تعزيز استخدام المعرفة في مجالات التسويق، و توفير بيئة للإبداع و اكتساب المهارات، و إضفاء معنى على الحياة لتحقيق حياة أفضل و أكثر تكاملاً.
و أوضح الأستاذ أن للدين دوراً بارزاً في تحقيق هذه الأهداف من خلال التأكيد على العقلانية، و أهمية التعلم و المعرفة، و التركيز على القيم الأخلاقية، و خدمة البشرية، و إضفاء معنى على الحياة من خلال الروحانية و التواصل مع الله. كما تشمل التعاليم الإسلامية المبادئ الأساسية للعلوم الإنسانية، خاصة علم النفس.
و أشار آذربايجاني إلى وجود نهجين رئيسيين في علم النفس الإسلامي:
النهج الروائي: المرتبط بالقرآن و الحديث، و الذي يناقش قضايا مثل دلالات الروح و العقل، القوة أو الضعف النفسي و الروحي للإنسان، و أسس أسلوب الحياة.
النهج العقلاني و التجريبي: الذي يتناول موضوعات مثل معرفة الذات، و تحديد الشخصية من خلال النماذج المعرفية و العاطفية و الروحية، و العلاج النفسي، و الصحة النفسية، و الكمال، و الأمراض، و معنى الحياة و هدفها.
و بيّن أن علم النفس الإسلامي شهد في القرن الأخير تطوراً كبيراً، حيث مر بأربع مراحل (التحضير، و التنقية، و المقارنة، و التأسيس ) منذ عام ۲۰۰۰، و شهد تقديم العديد من النظريات الإسلامية في هذا المجال، مع تطوير البرامج الأكاديمية في ۱۰ تخصصات بهدف تقديم تخصص متميز في علم النفس الإسلامي، و تعزيز الفهم الإسلامي لقضايا علم النفس، و تدريب الباحثين و المدرسين في هذا المجال، و توسيع المعرفة النفسية ذات الطابع الإسلامي.
و أضاف: تشمل دورة علم النفس الإسلامي ۳۲ وحدة دراسية تُدرس خلال ۴ فصول دراسية، يليها إكمال الرسالة البحثية. و تشمل شروط القبول في هذه الدراسة النجاح في مقررات متخصصة مثل اللغة العربية، و مناهج فهم القرآن و الحديث، و علم النفس الفلسفي، و تعاليم علم النفس في القرآن و الحديث، و فلسفة علم النفس.
و فيما يتعلق بالمناهج الدراسية، أشار الأستاذ إلى أهمية تبادل الآراء و الخبرات الناجحة في علم النفس الإسلامي، و تنظيم المؤتمرات الدورية، و تعزيز النمذجة النظرية في القضايا النفسية، و تطوير الجمعيات الدولية في علم النفس الإسلامي لتسهيل الأنشطة المشتركة، و إعداد المصادر الدراسية اللازمة لتخصصات علم النفس الإسلامي على مختلف المستويات.
العلاج الأسري و الإرشاد الأسري
أشار حجة الإسلام محمد رضا سالاري في هذه الجلسة إلى مكانة المرأة في الأسرة، و أكد أن الأسرة هي العامل الأساسي في ارتقاء المرأة والحفاظ على سلامتها، مشيراً إلى أن البحث في قضايا الأسرة بدأ في إيران بعد الثورة الاسلامية ، حيث استُنبط نظام الأسرة من القرآن، و تم التركيز بشكل خاص على دراسة كفاءة الأسر و صحتها.
كما أشار إلى المهارات التي يمكن أن تعزز من دور الأسرة، و اعتبر أن العلاج الأسري و الإرشاد الأسري هما من النقاط المهمة التي تُعالج في مركز بحوث الحوزة و الجامعة.
نشاطات جامعة قم
و في نفس الجلسة، أوضح الدكتور حبيب زاده، عضو الهيئة التدريسية بجامعة قم، أن مجموعة علم النفس ذات التوجه الإسلامي في الجامعة قد حققت تقدماً كبيراً، مشيراً إلى أن قسم التربية و التعليم في الجامعة يمتد عمره إلى ۲۰ عاماً، و خلال هذه الفترة تم تدريب العديد من الطلاب و إجراء دراسات متميزة في مجالات أسلوب الحياة الإسلامي و دراسات الأسرة، مما يمهد الطريق للتعاون مع دول أخرى في هذا المجال.
تعليقك