۲۱ آذر ۱۴۰۳ |۹ جمادی‌الثانی ۱۴۴۶ | Dec 11, 2024
رمز الخبر: 371856
٩ ديسمبر ٢٠٢٤ - ١٩:٣٢
لماذا تهاجم إسرائيل سوريا بعد سقوط الأسد؟

وكالة الحوزة - ما إن أعلن الثوار السوريون دخول العاصمة دمشق وإسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حتى استغلت إسرائيل الفرصة وسارعت للتوغل في جنوب سوريا واحتلت جبل الشيخ والمناطق المحيطة به.

وكالة أنباء الحوزة - ما إن أعلن الثوار السوريون دخول العاصمة دمشق وإسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حتى استغلت إسرائيل الفرصة وسارعت للتوغل في جنوب سوريا واحتلت جبل الشيخ والمناطق المحيطة به.

وعلى هضبة الجولان السورية المحتلة وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منتشيا، ليعلن انهيار اتفاقية فصل القوات بين إسرائيل وسوريا لعام 1974، بحجة انسحاب قوات الجيش السوري من مواقعها، مطالبا قواته بالسيطرة على منطقة جبل الشيخ لضمان أمن سكان بلدات هضبة الجولان ومواطني دولة إسرائيل، على حد قوله.

وفي كلمته، وصف نتنياهو الوضع الحالي في سوريا بأنه "يخلق فرصًا جديدة ومهمة جدا لدولة إسرائيل، لكنها أيضا لا تخلو من المخاطر".

لماذا تهاجم إسرائيل سوريا بعد سقوط الأسد؟
خريطة توغل الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية (الجزيرة)

ولم تكتف إسرائيل بذلك، فقد شنت القوات الجوية الإسرائيلية في الساعات القليلة الماضية غارات استهدفت نحو 100 موقع في سوريا، تضمنت مواقع إستراتيجية، وأنظمة صواريخ متقدمة، وأنظمة دفاع جوي ومستودعات أسلحة، ومنشآت لتصنيع الذخائر، إضافة إلى مخازن الأسلحة الكيميائية ومصانع ومعاهد بحثية عسكرية.

ووفقا لوسائل إعلام سورية، فقد تركزت أعنف الغارات على مستودعات الذخيرة بريف درعا في جنوب سوريا، إضافة إلى قصف مواقع جديا شمالي مدينة إنخل وتل الحمد غربي مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا، وتل الشعار في محافظة القنيطرة، كما سمع دوي انفجارات قوية ناجمة عن ضربات جوية على محيط مطار المزة العسكري في دمشق.

وتقول صحيفة "إسرائيل اليوم" إن تل أبيب تعمل على تدمير الأسلحة الإستراتيجية الثقيلة في عموم ‫سوريا، لمنع وقوع مخزون الأسلحة التابع للجيش السوري في أيدي المعارضة المسلحة، "خوفا من استخدامها ضدها في المستقبل".

ولم تقتصر إسرائيل على التحركات العسكرية، فقد سبقتها بإجراء حوار سياسي مع ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تسيطر حاليا على مناطق واسعة شرقي سوريا.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أن الحوار مع قوات "قسد" يأتي وسط قلق تل أبيب من تقدم المعارضة.

وفي مقابل الهجمات الإسرائيلية، لم يصدر أي رد فعل فوري من فصائل الثوار التي تسابق الزمن لإعادة فرض الأمن في العاصمة دمشق، وتشكيل حكومة جديدة لإدارة البلاد بعد فرار بشار الأسد.

استغلال للأحداث

ويكشف العقيد هشام المصطفى القيادي في "الهيئة الوطنية السورية" أن الدبابات الإسرائيلية تقدمت إلى جبل الشيخ والحرمون وخان أرنبة وهي تقع ضمن المنطقة العازلة أو ما يعرف "بخط برافو" وكانت ترعاها قوات الأمم المتحدة، كما قامت الطائرات الإسرائيلية باستهداف مطار المزة العسكري ومباني الاستخبارات في المربع الأمني وسط دمشق، ومركز البحوث العلمية في دمشق وبعض المواقع العسكرية في درعا وريف دمشق.

ويقول -في حديث للجزيرة نت- إن "التحركات الإسرائيلية تهدف لتدمير كل المصانع العسكرية والصواريخ البعيدة المدى التي كانت تستخدمها القوات الإيرانية، حتى تضمن ألا تستخدم المعارضة هذه الأسلحة في أي صراع يمكن أن يحدث في المستقبل مع إسرائيل".

ويؤكد المصطفى أن خط الجبهة كان باردا وهادئا منذ توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار عام 1974، ولكن التحركات الأخيرة تكشف أن إسرائيل لديها حساسية من الثوار السوريين، وهي تريد السيطرة بشكل مؤقت على بعض المواقع الإستراتيجية على الحدود لأنها تخشى أن تتعرض لأي هجوم من الجبهة السورية.

بدوره، يقول المحلل العسكري السوري العقيد فايز الأسمر إن الطائرات الإسرائيلية قصفت قبل ساعة واحدة مخازن صواريخ أرض أرض سكود البعيدة المدى التي تتبع للواء 155 في جبال القلمون والقطيفة، إضافة إلى أهداف قصفتها بالأمس في المزة وكفرسوسة بقلب دمشق.

ويضيف في حديث للجزيرة نت "بعد فرار الأسد ولجوئه إلى روسيا وسيطرة فصائل الثوار على آلاف الكيلومترات خلال أيام، استغلت إسرائيل حالة عدم الاستقرار التي تمر بها البلاد، فخرقت اتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1974 وسيطرت على أراض محاذية للجولان وصولا إلى جبل الشيخ".

وأردف قائلا إن "الفصائل الآن مسؤوليتها مضاعفة؛ فهي منشغلة بترتيب الأوضاع الأمنية والخدمية للبلاد وخاصة أنه لم يمر إلا أقل من 48 ساعة على التحرير، وهي ليست بصدد الانجرار في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وعلى الدول العربية والمجتمع الدولي إيقاف هذه التجاوزات".

مخططات إسرائيل

من جهته، يرى الكاتب والباحث السياسي محمد علوش أن الأهداف التي تسوّق لها إسرائيل بأنها تهدف لتدمير الأسلحة الإيرانية، وقطع شريان الحياة والإمدادات لحزب الله في لبنان، غير دقيقة وغير واقعية.

ويضيف في حديث للجزيرة نت أن "إسرائيل لديها هدف آخر، فهي تستغل حالة الفراغ السياسي والخلل الأمني لقضم مزيد من الأراضي السورية بحجة الحفاظ على الأمن، ولديها دعم واضح من الولايات المتحدة الأميركية".

ويقول علوش "تل أبيب تراهن أن الحكومة القادمة في سوريا تريد الحصول على الشرعية الدولية ولا تريد أن تدخل في مشاكل إضافية، لذلك تحاول إسرائيل فرض أمر واقع جديد على الدولة السورية القادمة بأنها إذا رفضت أو حاولت الاعتراض على هذا التطور الميداني فإنها تعلن الحرب على إسرائيل مباشرة".

ولفت إلى أن إسرائيل تحاول التأثير على الوضع الداخلي في سوريا عبر فتح اتصالات سياسية مع الانفصاليين الأكراد المسيطرين على مناطق واسعة في شرق البلاد، ليكون لديها نفوذ في أي ترتيب سياسي قادم.

ويعتقد علوش أن إسرائيل "في ظل هذه الحكومة المتطرفة التي تؤمن بأن مزيدا من القوة هو الذي يوفر الأمن لإسرائيل. ستقوم بتوسيع عملياتها العسكرية كما ونوعا داخل الأراضي السورية، وقد نجد اختراقات استخباراتية وعمليات اغتيال وتصفيات وملاحقة، لأنه ليس من مصلحة تل أبيب أن تكون هناك دولة قوية ومتماسكة في سوريا، فهي تريد دولة فاشلة وغارقة في الصراعات الداخلية".

وعن أسباب غياب الرد من فصائل الثورة السورية على الهجمات الإسرائيلية، أجاب "في اعتقادي، لا يوجد فصيل سوري يقبل بما تقوم به إسرائيل، ولكن سوريا في الوضع الحالي غير قادرة على الدخول في أي مواجهة أو حرب مع قوى خارجية".

ويضيف أن الأولوية لدى الفصائل السورية الآن استعادة الأمن وسحب السلاح وإعادة تشغيل مؤسسات الدولة، وفرض السيطرة على كامل أراضي الدولة.

وشدد على أن المهمة الأولى للمعارضة الآن هي إعادة بناء الجيش السوري وإعادة تأهيله وفق عقيدة وطنية، حتى يتمكن في المستقبل من حماية البلد ومواجهة التهديدات الخارجية.

ويتوقع علوش أن تنقل المعارضة رسائل إلى إسرائيل عبر تركيا أو بعض الدول العربية بأن هذه الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف المصانع والأسلحة السورية لن تؤدي إلى السلام أو بقاء الوضع هادئا على الحدود.

المصدر: الجزيرة

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha