وكالة أنباء الحوزة - تحدّث سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم حول آخر المستجدات الجارية في لبنان مع بدء الدرس الأخلاقي الذي استأنفه منذ ليلة الخميس في مجلسه بقم المقدسة، وجاء نصّ الحديث كالتالي:
لم تُبقِ الصهيونية اللعينة وبنو إسرائيل الذين قاتلوا الأنبياء والمرسلين ذريعةً لمن يحمل شمّةً من الإنسانية وشيئاً من الضمير الحيّ فضلاً عن الدين الكريم، لم تُبقِ عذراً لأحد في ترك العمل على درء الخطر الماحق على البشرية، الهلاك الشامل، حصد أرواح العالم من الأبرياء.
لم يَبقَ لأحد عذرٌ على مستوى الفرد والجماعة والدول -كانت الدول مؤمنةً أو كافرة-، لم يكن مجالٌ لترك هذا الوحش الخبيث، هذه البهيمية المنفلتة، هذا الجنون الذي لا حدود له، هذا السفه الفاحش الذي ترتكبه الصهيونية وبنو إسرائيل من قتلة الأنبياء والمرسلين والصالحين.
لم يَعُد لأحدٍ أن يلتمس عذراً لهذه الطائفة من الناس، والتي خرجت عن كلّ المقاييس الإنسانية، وداست كلّ القيم، وكأنّها قد فقدت العقل حين ترتكب هذه الهمجيّات المروّعة، المرعبة للعالم، القاضية على تفاؤل الناس في الحياة، الاطمئنان للحظةٍ من لحظات الحياة.
المُستهدَف في هذه العملية ليس شخصاً معيّناً، همجيّة في مضمونها وفي أسلوبها، في هدفها، في استهدافها للنوع الإنساني من غير تحديدٍ لهذا الشخص أو ذلك الشخص، تقول الموت يترصدّكم في أيّ لحظةٍ من لحظات الليل، وفي أيّ لحظةٍ من لحظات النهار.
وإذا بدأت العملية اليوم على يد إسرائيل، على يد الصهيونية، فإنّها لن تقف عند حدودها، وباتّساع هذا الأسلوب في المواجهة، لا يبقى أمنٌ لأحدٍ في العالم، ولا راحة نفس، ولا اطمئنان للحظةٍ واحدة.
هجمة شرسة جنونية وحشية ظالمة منفلتة تواجه العالم كلّه، فإلى متى سيبقى العالم بخياره وبأشراره ضدّ هذه الهجمة التي تستهدف العالم كلّه، وحين تسري من هذه البداية المشؤومة، من هذا الوجود المشؤوم، إلى بقاعٍ أخرى وإلى دولٍ أخرى، وأحزاب أخرى، فماذا سيكون مصير العالم؟
وهذا الذي تختصّ به إسرائيل اليوم، غداً يمكن أن يُتاح حتّى للأفراد، فحين تختلف من صاحبٍ من أصحابك، ومع أيّ شخصٍ من الأشخاص، قد يذهب به غروره، جنونه، غضبه الشديد إلى أن يقتلك وأنت في بيتك. هذه همجية جديدة ربما كانت أشدّ من كلّ الهمجيات التي ارتكبتها هذه الدولة المشؤومة التي نهبت الأرض وسَطَت على أرواح الناس وكرامتهم وأسالت الدماء الغزيرة وشرّدت وفعلت ما فعلت.
اليوم العالم -أقول بأخياره وبأشراره- مسؤولٌ مسؤوليةً جادّة وضخمة عن حياته بالوقفة الصارمة الجادّة التي تكسر غرور إسرائيل، وتُعلِّم الآخرين الداعمين لإسرائيل بأنّهم لن يسلموا والعالم في مواجهتهم.
هذا أسلوب الحضارة المادية، ونتيجة من نتائج الحضارة المادية والفكر المادي، والبُعد عن دين الله تبارك وتعالى.
العالم كلّه محتاجٌ إلى الرجوع إلى ديننا القويم، دين محمد “صلّى الله عليه وآله وسلّم”، وإلى كلّ ورقةٍ من أوراق الفكر الإسلامي الصادر عن مصدره الحقيقي، ليملك الفكر الدقيق، الوعي المتّزن، النفسية الإنسانية الكريمة، القلب الرحيم، انضباط النفس، احترام إنسانية الإنسان، تعالوا فلنجيء جميعاً إلى درسٍ من دروس الإسلام، وهو يتمسّك بالعلم الحقيقي، العلم النافع، ويرفض العلم غير النافع فضلاً عن الضارّ القَتَّال المُغتال الظالم الذي يؤدّي إلى الظلم وإلى هدم كلّ القيم وهدم الأمن والسلام في الأرض.
المصدر: اللؤلؤة