۱۳ مهر ۱۴۰۳ |۳۰ ربیع‌الاول ۱۴۴۶ | Oct 4, 2024
شذرات من حياة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)

وكالة الحوزة - باعتبار ان الامام الحسن العسكري (عليه السلام) كان يعيش في ثكنة عسكرية تحت إشراف الخليفة وجواسيسه ومن ناحية اخرى كان يولي اهتماما خاصا بهداية وسعادة المجتمع الإنساني كان يبيّن الحقائق عبر كتابة الرسائل للشيعة وينبّه الناس إلى وجود الفتن..

وكالة أنباء الحوزة - اليوم الثامن من ربيع الاول سنة 260 هجريا يوافق استشهاد الامام الحسن العسكري (عليه السلام).

والده الكريم هو الامام الهادي (عليه السلام) وامه الكريمة هي السيدة حديثة التي كانت سيدة عارفة.

باعتبار ان الامام الحسن العسكري (عليه السلام) كان يعيش في ثكنة عسكرية تحت إشراف الخليفة وجواسيسه ومن ناحية اخرى كان يولي اهتماما خاصا بهداية وسعادة المجتمع الإنساني كان يبيّن الحقائق عبر كتابة الرسائل للشيعة وينبّه الناس إلى وجود الفتن وكان يقوم بمنع الناس من الخطأ وإزالة أسباب الأخطاء عبر معاملة صحيحة كما أنه في بعض الأحيان كان يعلن عن براءته من الأعداء والمنحرفين والظالمين وكان يُبعدهم عن نفسه وعن الشيعة وينكر بصراحة أيّ صلة بهم.

في عهد الامام الحسن العسكري (عليه السلام) واجه الشيعة أنواع التيارات المنحرفة والفتن ولمّا كانت الشبهات قد ادّت إلى ظهور الأفكار والآراء المنحرفة وألحقت أضرارا بعقائد المسلمين والشيعة وكانت تؤدي هذه الحوادث إلى نتائج مؤسفة فقد واجه الامام الحسن العسكري (عليه السلام) الشبهات مواجهة حاسمة وكان يقوم بالإجابة على الشبهات المطروحة.

اسحاق الكندي أحد فلاسفة العراق الّف كتابا عن تناقضات القرآن وجاء بعض طلابه إلى الإمام وأخبروه بهذا الأمر. خاطب الإمام أولئك الطلاب قائلا: أما فيكم رجل رشيد يردع استاذكم الكندي عما اخذ فيه من تشاغله بالقرآن؟ فقال أحد منهم: أنا استطيع فعله. ثم قال له الإمام: حاوِل ان تتقرب منه وتقول له إذا كان المتكلم بآيات القرآن لا يقصد ما فهمت منه بل كان ينوي مقالا آخر وقد فهمت خاطئا فماذا سيكون جوابك؟ وعندما قال نفس الكلام لاسحاق الكندي قال له اسحاق مستغرِبا: أعد مرة اخرى وبعد أن كرر تلميذه كلامه فكّر وقال له: مِن اين اتيت بهذا الكلام؟ قال: لقد خطر على بالي. فقال اسحاق: لا ليس هذا كلامك. فقال الطالب: نعم هذا كلام أبي محمد اي الامام الحسن العسكري (عليه السلام). قال اسحاق: قل له لأحرقنّ كل ما كتبت.

كان تنبيه الناس من أجل إنقاذهم من الضلال والتفرقة والكفر واليأس مسؤولية كبيرة على عاتق الامام الحسن العسكري (عليه السلام) لأن الامام العسكري (عليه السلام) كان حلقة الوصل بين عصر الحضور وعصر الغيبة وكان أهم نشاطه هو إعداد الشيعة لعصر الغيبة؛ يقول الشيخ الصدوق (رضوان الله تعالى عليه): يقول محمد بن عثمان السمري ومحمد بن ايوب بن نوح ومعاوية بن حكيم: كنا في بيت الامام الحسن العسكري (عليه السلام) والامام شرّفنا بلقاء ابنه الكريم. كنا اربعين شخصا في ذلك الاجتماع. ثم قال الامام ايها الناس اعلموا ان هذا الرجل هو إمامكم وهو الخليفة من بعدي اطيعوه ولا تتفرقوا بعدي في آرائكم وعقائدكم فان ذلك يؤدّي الى هلاككم فاعلموا انكم لن تلتقوا به بعد هذا. يقول الرواة وبعد أيام من هذا اللقاء اخبرونا باستشهاد الامام العسكري (عليه السلام).

قد ترك الامام للشيعة وصية تذكر فيها مكارم الاخلاق والتقوى الإلهية والمصالح العامة وحسن العلاقات مع أهل السنة وطرق تحسين الذات؛ "اوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الامانة إلى من ائتمنكم من بر او فاجر وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله). صلّوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدّوا حقوقهم فإن الرجل منكم إذا وَرَع في دينه وصَدَق في حديثه وأدّى الامانة وحسّن خُلقه مع الناس قيل هذا شيعي فيسرني ذلك. اتقوا الله وكونوا زينا ولا تكونوا شينا؛ جُرّوا إلينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح فانه ما قيل فينا من حَسَن فنحن أهله وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك. لنا حق في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله، لا يدّعيه احد غيرنا إلا كذاب. أكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) فإن الصلاة على رسول الله عشر حسنات. احفظوا ما وصّيتكم به وأستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام."

ارسال التعليق

You are replying to: .