۲۹ شهریور ۱۴۰۳ |۱۵ ربیع‌الاول ۱۴۴۶ | Sep 19, 2024
مواكب متواضعة لأصحاب الهمم العالية في أقصى جنوب العراق

وكالة الحوزة - في مناطق زراعية ونائية اقصى جنوب العراق تجد موكبا حسينيا يؤوي ويطعم زوار مسيرة الاربعين (المشاية) من العراقيين والعرب والاجانب.

وكالة أنباء الحوزة - بين مركز محافظة البصرة وقضاء الفاو مسافة مئة كيلومتر، وبينهما قضاء ابي الخصيب وقراه الزراعية، في احدى تلك المناطق وعلى مقربة من البحر تقع قرى الدويب والدورة ومحيلة التابعة لناحية السيبة في قضاء ابي الخصيب الفاصلة مع قضاء الفاو الحدودي، آثر ساكنوها وهم سادة من ابناء عشيرة واحدة على نصب موكب خدمة حسيني للمشاية المنطلقين من رأس البيشة في الفاو، لتكون من اوائل محطات استراحاتهم في سيرهم نحو كربلاء الشهادة، وهو موكب يستقبل ويطعم ويخدم ويبيت عنده زوار مسيرة الاربعين من العراقيين والعرب والاجانب.

تربية حسينية

وقف السيد " عباس هاشم الغريفي" مع والده وعمه وابنائه امام الموكب ليخدم الزائرين ويقول: ان" اهلنا ربونا تربية حسينية صادقة من خلال حرصهم على اقامة العزاء الحسيني في قريتنا خلال حكم الطاغية المقبور، ويصحبونا ونسير معهم لكيلومترات عدة لحضور مجالس العزاء فيها محافظات دينية ومجالس لطم في بيوت عدة من العصر الى الليل من الاول من المحرم الى العشرين منه، وبسبب التشديد الامني لا نستطيع اظهار مظاهر العزاء ورفع الرايات الحسينية فوق البيوت الطينية ونستبدلها بسعف النخيل وقطع قماش خضراء او سوداء او خضراء "العلك" حتى لا تتم محاسبتنا واعتقالنا من قبل عناصر الامن، وفي قريتنا حوالي (14) بيت جميعنا اقارب من عشيرة السادة الموسوية الغريفية، ويضم البيت اكثر من عائلة حيث يسكن الاب مع ابنائه المتزوجين في بيت واحد".

شعائر كبيرة

ويضيف الغريفي: "بعد زوال النظام المقبور ورغم ان مناسبة الزيارة الاربعينية حزينة الا اننا اعتبرناها "فرحة حسينية" حيث شرعنا باحياء العزاء الحسيني بقوة، من خلال تسيير اكثر من (12) موكبا حسينيا راجلا في مختلف مناطق القرية وداخل ناحية السيبة، واقيمت مجالس العزاء بمكبرات الصوت بشكل علني في القرية ورفعت الرايات الحسينية على جميع البيوت وفي الطرق الكثيرة في الناحية وكثرت حركة المواكب في ايام الثامن والتاسع والعاشر من المحرم، وبعد مسير المشاية من رأس البيشة في قضاء الفاو في العام (2015) بادر عمي السيد "محـمد الغريفي" الى دعوتنا لنصب موكب خدمة حسيني لهم كونهم يمرون من عندنا للذهاب الى البصرة، وبالعفل بدأنا بداية بسيطة من خلال تأجير خيمة ونصبها على شارع الفاو العام وكانت المواكب قليلة جدا وتنتشر على مسافات متباعدة، وقدمنا وجبات خفيفة مثل الشوربة والحليب والعصائر والمعجنات، وعاما بعد آخر ارتفعت اعداد المشاية وتطور عمل الموكب وكانت اللهفة مشتركة بيننا وبين المشاية فنحن غمرتنا السعادة ان تحولنا الى خدام للزائرين، وهم يأتون ملهوفين لتناول الماء البارد او الطعام او العصائر ليعطيهم القوة وديمومة المسير، وتلك السنوت كانت زيارة الاربعينية في موسم الشتاء والزوار يمشون لساعات طوال، وهيأنا لهم ثلاثة دواوين في مضائفنا للراحة والنوم لساعات والاستحمام والاطعام والمبيت".

جنسيات مختلفة

ويتابع الغريفي: "ومن نتائج بركات ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) اصبحت المسيرة في هذه السنين باعداد كبيرة جدا ومن جنسيات مختلفة مثل الايرانيين، والعمانيين، والكويتيين، والبحرينيين، وموكبنا الانفاق عليه تكافلي بيننا نحن ابناء العمومة ونجمع الاموال قبل حلول الزيارة الاربعينية ونسلمها الى عمنا الكبير للانفاق على الموكب، واصبح لدينا زوار مستديمين يتصلون بنا كل عام ونستضيفهم، وجميع الساكنين هنا من الاقارب هم خدام في الموكب يتناوبون فيما بينهم، والمتصدين للخدمة بشكل يومي من مختلف الاعمار وهم بحدود (15) خادم، كما تشارك عائلاتنا بأجمعها في الخدمة الحسينية حيث تقوم نسائنا باعداد مختلف انواع الطعام للمشاية داخل بيوتنا وننقله الى الموكب ونوزعه، وكذلك يقمن باعداد الطعام للمشاية في بيوتنا، بل حتى اطفالنا يركضون نحو الزائرين المقبلين علينا ويحملون الراية للتخفيف عنه ويسقونه من الماء البارد".

المصدر: وكالة نون

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .