وكالة أنباء الحوزة - أصدر المرجع الديني آية الله ناصر مكارم الشيرازي بيانا دعا فيه الشعب الإيراني والأمة الإسلامية للمشاركة بحماس وعلى نطاق واسع في مسيرة يوم القدس وإدانة هذه الجرائم.
بسم الله الرحمن الرحیم
لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (النساء/148)
لقد مرت ستة أشهر تقريبا على الحرب الوحشية التي شنها الكيان الصهيوني الغاصب والغاشم على شعب غزة المظلوم والأعزل، والتي وقعت فيها مجزرة غير مسبوقة في التاريخ وغير مسبوقة في العصر الحديث ضد الإنسانية، هجوم راح ضحيته عشرات الآلاف من القتلى والمفقودين، ومئات الآلاف من النازحين والمشردين، معظمهم من النساء العاجزات والأطفال الأبرياء.
في هذه الأيام، التي انکشف فيها الوجه البشع والشرير لهذا الکیان المتعطش للدماء أمام العالم أكثر فأكثر وأيقظ الضمائر النائمة، لكن لا يزال نری بشکل غیر مصدّق صمت المؤسسات والدول المعروفة بـ«ـمطالبة حقوق الإنسان» وضعفها وتقاعسها وهذا يدل على استهتار المطالبين بحقوق الإنسان، بالإنسان وكرامته.
والآن بعد أن أصبحت الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وحلفائها، لا تملك القدرة على الدفاع بشكل علني ومباشر عن الجرائم التي لا حدود لها لهذا الکیان الغير شرعي، فإن القادة المتوحشين لهذا الکیان الزائف ما زالوا يقرعون طبول الحرب والجريمة ویستغلون كل يوم سلاح الجوع والضغط على هؤلاء المضطهدين أکثر فأکثر.
الصور المنشورة للوضع في غزة، والتي تظهر عمق مآسي وقسوة الکیان الصهيوني بحق أطفال ونساء ورجال فلسطين المضطهدين، لاقت صرخة أحرار العالم وأوجعت قلوبهم، إلى درجة أنّه حتى بعض الدول الغربية الأنانية والمرائیة أيضاً شَکَت الوضع هناك واعترفت بعض المحافل الدولية بالإبادة الجماعية والعنصرية التي يمارسها هذا الکیان وطالبت بإيقافها.
ومن ناحية أخرى، تنتشر هذه الأيام شائعات عن التخطيط لإهانة المقدسات الإسلامية، وخاصة المسجد الأقصى بضعة العالم الإسلامي هذا، الأمر الذي یستدعي وعي جميع المسلمين في العالم.
أرى أنه من الضروري لجميع علماء الإسلام، من جميع المذاهب الإسلامية، أن يرفعوا صرخة الدفاع عن المظلومين و أن یفرضوا علی الحكومات الإسلامية وغيرها من حكومات العالم، بوحدة کلمتهم وتحت الدعم الواسع من الأمة الإسلامية، ممارسة الضغط الشامل على الکیان الصهيوني من أجل إنهاء الغزو الهمجي والحصار والبدء بوقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار وانسحاب المحتلين وتقديم المساعدات للجرحى وإعادة بناء الأراضي التي مزقتها الحرب، وتوفير ظروف عودة اللاجئين المظلومين. کما یجب علینا مطالبة ذلك بشکل غیرمستمر حتى تتحقق النتيجة. فتقصیرنا تجاه هذه المهمة لن يكون له أي عذر أمام الله عز وجل.
وفي الختام، مع دعوة كافة أبناء الشعب الإيراني الأعزاء والشرفاء ومسلمي العالم للمشاركة بحماس وعلى نطاق واسع في مسيرة يوم القدس وإدانة هذه الجرائم، أسأل الله الشفاء العاجل للجرحى والمغفرة والرضوان للشهداء والسلوی لذویهم وتحرير كل المظلومين، وخاصة أهل غزة المظلومين کما نصلي وندعو الله عز وجل أن يمنّ على المسلمين جميعا بالنصر والعزة في هذا الشهر المبارك.
وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيُّ عَزِيزٌ.
قم المقدسة – ناصر مکارم الشیرازي