وكالة أنباء الحوزة - أكد آية الله علي رضا الأعرافي باللغة العربية في أعقاب خطبته الثانية في صلاة الجمعة بمدينة قمّ التي أقيمت في مصلى القدس أن ما يقوم به الكيان الصهيوني في غزة من مجازر وإبادة جماعية لن يتحقق إلا بدعم من أميركا والغرب مستنكرا الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم البشعة.
وأضاف أن على كلَّ من له صلاحية في إصدار الفتوى في العالم الإسلامي أن يفتي بصراحة أن العلاقة بالكيان الصهيوني في أي مستوى غير شرعية و أن شراء بضائعهم محرّم بلا ريب.
وتحدث آية الله الأعرافي مخاطبا الشعب العربي والإسلامي بأجمعهم في العالم عن واجبهم في دعم إخوانهم بغزة بما تمكنوا من بذل أموالهم.
وتابع في خطابه ويوم القدس العالمي على الأبواب أن على جميع الدول توفير الأرضية اللازمة لتحقيق مسيرات واسعة كثيفة في ذلك اليوم مطالبا جمیع الشعوب المسلمة أن يشاركوا فيها.
نص ما قال كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
أستهل كلامي بالرحمة على أرواح الشهداء لاسيما أرواح الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم نصرةً للقبلة الأولى ودفاعا عن الشعب الفلسطيني من شهداء فلسطين إلى لبنان والعراق وإيران واليمن وأخصُّ بالتعازي عوائلَ الشهداء الأبرياء من الأطفال والنساء الذين قُتلوا ظلما و عدوانا بفعل القصف الصهيوني وأسأل الله تعالى الشفاء للجرحى كما أحيّي جميع أهل غزة الصابرين على هذه المقاومة والصبر المَلحَميّ الذي بات مصدر إلهام للشعوب وكذلك أحيّي المجاهدين الأبطال الذين سطروا أروع مشاهد البطولة مقابل الجيش المهاجم ونقدم شكرنا وتقديرنا وتضامننا لمحور المقاومة وللمجاهدين والمقاومين من غزة إلى اليمن ولبنان والعراق.
أيها الإخوة والأخوات! عند النظر إلى الحوادث التي تقع في غربيّ آسيا يمكن بسهولة فهم هذه الحقيقة المرة بأن جميع الحوادث و الجرائم التي تحدث في منطقتنا هي من أجل تأمين حماية الكيان الغاصب وقد بات واضحا بأن خطر الصهاينة هو ليس ضد فلسطين فحسب بل هو خطر ضد جميع البلدان الإسلامية وفي الحقيقة إذا تركت البلدان الإسلامية والعربية مواجهة هذا الكيان الغاصب فإن هذا الكيان لن يتركها بحالها.
قامت القوة الاستكبارية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بالدعم المطلق للكيان المجرم الذي قد تعوّد على قتل وإبادة أهالي فلسطين على مدى سنوات متتالية وهو يحتل الأرض الفلسطينية أرض الاسلام ويَدُوس حقوق هذا الشعب المظلوم ويمارس عمليات القتل الجماعي ضد النساء والأطفال والشيوخ والشباب الأبرياء ومن خلال ذلك نرى انتهاكا واسع النطاق للقوانين الإنسانية وبذلك تحوّل الكيان الغاصب إلى رمز إرهاب دولي في العالم كله وبينما أثبتت عمليات طوفان الأقصى ضعف المتجبرين أدّت إلى تعزيز أواصر وحدة الأمة الإسلامية و خاصةً محور المقاومة والأحرار في العالم وقطعت الطريق على استمرار التطبيع ومهّدت الطريق نحو التكاتف والتعاضد بين الشعوب الإسلامية وتضامنها مع شعب فلسطين المظلوم ولا شك أن هذا المسار سيؤدي إلى مزيد من الانتصارات حتى تحقّق الوعد الالهي وإن الله لايخلف الميعاد وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم.
إخوتي و أخواتي! أهمّ الدروس التي نستلهمها مما جنت على الساحة الفلسطينية من الجرائم ضد البشرية أنها كشفت عن باطن الصهيونية والاستكبار الغربي فإن هذه المجازر والتوحش والقساوة إنما هي مرآة كشفت عن باطن نواياهم وخططهم ضد البشرية والأمة الإسلامية ومن المؤسف أننا نرى اليوم بأن هذا الإجرام يحدث مقابل أنظار العالم العربي والإسلامي بدعم من الغرب والأكثر مؤسفا أننا نشاهد عدم التحرك الكافي من الأنظمة العربية والإسلامية والأقبح والأبشع من جميع ذلك أننا نرى استمرار العلاقات بين الدول الإسلامية والعربية مع العدو الصهيوني فيا أسفى ووامصيبتاه.
وختاما نؤكد على نقاط تالية:
أولا ندعو جميع المؤسسات الإسلامية وعلماء الدين والمراجع العظام بإصدار فتاوى صريحة تحرّم العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب وتحرّم البضائع والأمتعة الإسرائيلية.
ثانيا ندعو جميع البلدان والدول الإسلامية والعربية لقطع العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع الكيان الغاصب كما ندعو جميع الدول لقطع علاقاتهم مع هذا الكيان وإغلاق السفارات الإسرائيلية.
ثالثا ندعو جميع الدول في المنطقة بالتخلي عن خزي التطبيع والعودة إلى أحضان الأمة الإسلامية المقاومة.
رابعا ندعو جميع الأمة وإخوتنا في العالم الاسلامي والعربي لتوفير الدعم المالي والاقتصادي للمقاومة والشعب الفلسطيني من أجل تحرير الأقصى المبارك وهو خطوة هامة نحو تحقيق الحضارة الإسلامية.
خامسا وختاما نطالب مرة أخرى بالإعلان الرسمي عن يوم القدس كيوم عالمي إسلامي في العالم وندعو الشعوب المسلمة والحرة في العالم للمشاركة في مسيرات يوم القدس العالمي في الجمعة القادمة وهي آخر جمعة من شهر رمضان المبارك كما نطالب جميع الدول بتوفير الأرضية اللازمة لهذه المسيرة الكبرى.