وكالة أنباء الحوزة - في هذا اللقاء شكر السكرتير العلمي للمؤتمر الدكتور عبدي بور آية الله كريمي الجهرمي لتخصيصه جزءًا من وقته لأعضاء الأمانة العامة، ثم ذكّر بحديث سماحة القائد عن العلامة الملا عبد الله البهابادي أثناء زيارته لمحافظة يزد واستعرض الأبعاد العلمية للبهابادي وتربيته للكثير من التلاميذ وقال: «كتاب حاشية المنطق للملا عبد الله هو من المؤلفات النادرة الشيعية التي تُدرّس في الحوزات العلمية لأهل السنّة أيضًا».
بعد ذلك أشار الدكتور عبدي بور إلى استلام العلامة لزمام الأمور في النجف الأشرف وتطبيقه لنموذج حكومة ولاية الفقيه فيها، ومن ثمّ قدّم تقريرًا عن أهم نشاطات الأمانة العامة للمؤتمر.
ثم تحدّث سماحة آية الله كريمي الجهرمي فرحّب في البداية بالضيوف وأعرب عن سعادته لنشاطات المؤتمر فيما يتعلّق بإحياء تراث هذه الشخصية العلمية المرموقة وقال: «إنّني وبعد سنين طويلة، ما زلت استمتع برؤية كتاب الحاشية للملا عبد الله»، واستشهد سماحته بالحديث الشريف: «عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة» وقال: «لذا نظرًا لجهودكم القيّمة في تسليط الضوء على هذه الشخصية الكريمة والعظيمة، فإنّ الله سوف يشملكم بلطفه ورحمته في الدنيا والآخرة إن شاء الله».
وفي معرض بيانه لأبعاد شخصية آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري وبعض عظماء الحوزة قال سماحته: «هذه المحافظة معطاءة ولله الحمد ومنبع الخيرات والبركات الوفيرة وقد أنجبت الكثير من العلماء والفقهاء، وكان لكل منهم آثارٌ كثيرة على المجتمع».
وأضاف: «لقد تتلمذ على هذه الشخصية العظيمة فطاحل العلماء مثل صاحب المعالم وصاحب المدارك والشيخ البهائي، وكان زميل دراسة ومباحثة للمقدس الأردبيلي، وهو ما يُبرز عظمة هذه الشخصية ورفعتها كما يُفصح عن عظمة وشموخ المكانة العلمية الرفيعة للعلامة اليزدي وقدسيته. والحقّ أنّ إحياء اسم هذا الرجل العظيم وكذلك إحياء تراثه الغني وتسليط الضوء على مقامه العلمي الشامخ مدعاة لنزول الرحمة الإلهية. إنّ تكريم العلامة تكريم للعلم والفضيلة، وتعريف المجتمع بهويته الدينية».
وفي جانب آخر من حديثه وجّه سماحته خطابه إلى أعضاء الأمانة العامة للمؤتمر وقال: «إحدى مشكلات مجتمعنا هي أنّك تجد هؤلاء العلماء الأفذاذ مجهولون على الرغم من مضي قرون طويلة ولا يتم تكريمهم. طبعًا كل عمل يتطلّب رجالًا أكفاء للقيام به على أكمل وجه، وطبعًا الذين يعملون على تكريم مثل هذه الشخصيات لا بدّ أن يكونوا هم أيضًا شخصيات علمية ومثقفين لكي ينهضوا بمسؤولية تكريم هذه الشخصيات طلبًا لرضا الله، ولم يتوفّر في زمانه مثل هؤلاء الرجال، وقد قيّض الله تعالى لهذا العمل رجالًا هم أهلٌ للاضطلاع بهذه المسؤولية في زمانها ووقتها، وإنّي لأرجو أن تكونوا أنتم أيّها الأعزاء أهلًا للقيام بهذه المسؤولية العظيمة إن شاء الله».