۹ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۹ شوال ۱۴۴۵ | Apr 28, 2024
الدكتور راشد الراشد

وكالة الحوزة - قال المحلل السياسي البحراني: كان شعار الوحدة الإسلامية مشروعًا يؤسس لنظرية الأمة الإسلامية الواحدة وما تحتاجه من ادارة وتخطيط وعمل، ومن المؤكد بما عرفناه من شخصية هذا القائد التاريخي الفذ إنه يمتلك رؤية حضارية عملاقة لتستعيد الأمة موقعها من الريادة والقيادة للحضارة الإنسانية.

قال الدكتور راشد الراشد الناشط والمحلل السياسي البحراني خلال مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الحوزة: إن مهمة النهوض بالأمة الإسلامية واخراجها من واقعها القائم ليست بمهمة سهلة او بسيطة، فعقود متطاولة من التخريب والتدمير في كل الاتجاهات ترك آثاره الواسعة والكبيرة في جدار الأمة، وتحتاج الى إرادة وعزيمة وصبر كبير لتحقيق التغيير. ولكن الأمة تمتلك من الموارد والمقومات ما تستطيع من خلاله أن تنهض خاصة مع وجود وتنامي المخلصين والصادقين من ابناء الأمة. إن الخطوة الأولى المطلوبة هو التغيير في المفاهيم والأفكار خاصة المتعلقة بالتآلف مع الواقع الذي فرضه الإستكبار العالمي على الأمة الإسلامية، وضرورة التحرر والانعتاق من فكر وثقافة الهزيمة والاستسلام للأمر الواقع المفروض. اما الخطوة الثانية فتتلخص بالثقة بالذات وبأننا كأمة إسلامية نمتلك من الطاقات والموارد والكفاءات ما يؤهلنا لتحقيق هذا التغيير. أما الخطوة الثالثة فالتوكل على الله بعزيمة وإرادة المؤمنين الذين يسعون من أجل عزة وكرامة الأمة الإسلامية.

و فيما يلي نص المقابلة:

الحوزة: ما هو تعليقكم على طرح الإمام الخميني رحمة الله عليه شعار الوحدة الإسلامية وجعل ما بين 12 ربيع الأول و17 منه أسبوعا للوحدة الإسلامية باعتبار الخلاف التاريخي حول تاريخ مولد النبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله مبينا؟

‏عندما طرح الإمام الخميني ‏شعار الوحدة الإسلامية لم تكن مجرد شعارًا أو فكرة عابرة وإنما كانا يعبر عن مشروع مواجهة حضاري كبير وعملاق. ولابد هنا من فهم هذا ‏الشعار كمشروع وفكرة رسالية تأتي في سياق فكر الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه حيث شخص بأنه كل ما تعانيه الأمة الإسلامية هو نتيجة لمشاريع الاستكبار العالمي لغرض السيطرة والهيمنه على العالم الإسلامي الذي قام من أجل تحقيق ذلك بتفتيت الخارطة الجغرافية للأمة الإسلامية الواحدة للعالم الإسلامي وتحويله إلى أجزاء ودويلات كما عمد الاستكبار العالمي ايضا إلى تغذية النزاعات العرقية والقوميه والإثنية والمذهبية والطائفيه لغرض أضعاف وتمزيق العالم الإسلامي شر ممزق حتى تسهل عليه عملية السيطرة على العالم الإسلامي والتحكم في موارده ومقدراته، وكان الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه ببصيرته الحاذقة رأى بأن الحل في مواجهة التخلف ومستوى الانحطاط الذي وصلت اليه الأمة بفعل دسائس ومؤمرات وخطط الغرب الجهنمية للسيطرة على خيراته ومقدراته هو في فكر الوحدة وبناء ثقافة التعاون بين الشعوب الإسلامية. وهكذا كان شعار الوحدة الإسلامية مشروعًا يؤسس لنظرية الأمة الإسلامية الواحدة وما تحتاجه من ادارة وتخطيط وعمل، ومن المؤكد بما عرفناه من شخصية هذا القائد التاريخي الفذ إنه يمتلك رؤية حضارية عملاقة لتستعيد الأمة موقعها من الريادة والقيادة للحضارة الإنسانية ولذا لم يكن شعار الوحدة الإسلامية مجرد طرح ثقافي عابر او هو مجرد دعوة للإحتفاء الشكلي أو لإقامة ندوات ثقافية مجردة وإنما هو يأتي في سياق فكر ومنهج الإمام رضوان الله تعالى في المواجهة مع مشاريع الهيمنة والإستكبار العالمي. وهكذا ينبغي فهمه لكي لا يتحول مشروع الوحدة الى مجرد نشاط ثقافي محدود وعابر بل لابد من السعي لترجمته كمشروع مواجهة وما يستدعيه من خطط وبرامج وعمل وكما أرداه وفكر به وخطط له الإمام رضوان الله تعالى عليه.

الحوزة: هل تتكهن إمكان تقليص نقاط الاختلاف بين العالم الإسلامي بمثل هذا العمل (تسمية أسبوع الوحدة الإسلامية) وتحويل الخلافات إلى زيادة فرص القواسم المشتركة ؟

‏يواجه العالم الإسلامي تحديات صعبة وقاسية ويعيش حالة من التخلف والتأخر بسبب الصراعات الدامية والفتن التي لا تنتهي ومن أوجاع ما حدث خلال القرون الماضية من مؤامرات التفتيت والتجزئة والفتن التي زرعها الاستكبار العالمي، وآن الأوان لكي تتوحد إرادة الأمة لحماية مواردها ومقدراتها والدفاع عن مقدساتها وخيراتها وثرواتها، وليس هناك خيار آخر اليوم غير أن تستفيق الأمة من مخلفات العقود الماضية إلى الانطلاق برحابة وافق التعاون والفهم المشترك لطبيعة هذه التحديات ووضع الأولويات المناسبة للمجابهة والمواجهة لهذه التحديات. إن مشروع التقارب بين الشعوب الإسلامية أو الوحدة الإسلامية هو السبيل الوحيد اليوم للخروج من حالة الوهن والضعف الذي وصلت اليه الأمة رغم ما تمتلكه من موارد طبيعية وجغرافية وبشرية ضخمة وهائلة بعد سنوات طويلة من عدم الثبات والصراعات والنزاعات الدامية التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المسلمين بدون جدوى أو طائل، أن يتحول هذا الكيان العملاق للأمة الإسلامية والعالم الإسلامي إلى كيانات صغيرة متنافسة ومتناحرة وتضرب بها الحروب الدامية التي يغذيها الغرب من أجل استنزاف الأمة. لابد من لحظة معرفية ومحطة وعي لكي تستطيع الأمة استعادة ثقتها بذاتها وبما تمتلكه من موارد وامكانات أنها قادرة على النهوض مجددًا، بهويتها وبثقافتها وأفكارها الخاصة وبما تمتلكه من رصيد ضخم فكريًا وروحيًا وبما تمتلكه من الموارد الجغرافية والطبيعية الضخمة والعملاقة اليوم، وأن بفضل كل ذلك تكون سيدة هذا العالم. وكلما يحتاجه المسلمون هو المبادرات في اتجاه تعزيز هذه الثقافة والإيمان بهذا التوجه الذي أرسي دعائمه الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه وأن تشكل الوحدة قاعدة انطلاق معرفي ووعي جديد في فهم طبيعة الصراع وتشخيص التحديات القائمة التي تستهدف كياننا الاسلامي الواسع، ولتحديد أولويات المواجهه للأمة الإسلامية كأمة واحدة وإن (هذه امتكم أمة واحدة) في سبيل نهضتها واستعادة مجدها ورفعة شأن المسلمين كافة في الأرض من غير تفاوت بين اطيافهم واعراقهم.

الحوزة: كيف تتعلق بالأمور التي ستؤدي إلى فجوة العلاقات بين المسلمين وما هي الحلول للوصول إلى الوحدة الإسلامية أكثر مما هو عليه اليوم؟

إن مهمة النهوض بالأمة الإسلامية واخراجها من واقعها القائم ليست بمهمة سهلة او بسيطة، فعقود متطاولة من التخريب والتدمير في كل الاتجاهات ترك آثاره الواسعة والكبيرة في جدار الأمة، وتحتاج الى إرادة وعزيمة وصبر كبير لتحقيق التغيير. ولكن الأمة تمتلك من الموارد والمقومات ما تستطيع من خلاله أن تنهض خاصة مع وجود وتنامي المخلصين والصادقين من ابناء الأمة. إن الخطوة الأولى المطلوبة هو التغيير في المفاهيم والأفكار خاصة المتعلقة بالتآلف مع الواقع الذي فرضه الإستكبار العالمي على الأمة الإسلامية، وضرورة التحرر والانعتاق من فكر وثقافة الهزيمة والاستسلام للأمر الواقع المفروض، اما الخطوة الثانية فتتلخص بالثقة بالذات وبأننا كأمة إسلامية نمتلك من الطاقات والموارد والكفاءات ما يؤهلنا لتحقيق هذا التغيير. أما الخطوة الثالثة فالتوكل على الله بعزيمة وإرادة المؤمنين الذين يسعون من أجل عزة وكرامة الأمة الإسلامية.

الحوزة: هل يمكن أن نمنع المصالح السياسية الضيقة من التلاعب بمصير الأمة واستغلال قضايا الخلافات الطائفية لتحقيق مآرب وقتية لفئات معتاشة على تفرق الأمة وتناحرها؟

من المؤكد بأن الإستكبار العالمي سوف لن يترك الأمة الإسلامية ولا المسلمين إن ينعموا بالهدوء والراحة وبخيرات وثروات بلادهم، وسيواصل نهجه في تأجيج الصراعات والنزاعات البينية بمختلف الطرق والوسائل حتى يتمكن من اطالة أمد استغلالهم وسيطرتهم على موارد ومقدرات عالمنا الاسلامي. ومن الأمور التي ليست خافية واصبحت واضحة وجلية للعيان هو أن الإستكبار قام بخطوات ماكرة من أجل احكام السيطرة والهيمنة من خلال زرع وايصال عملائهم للسلطة في معظم البلاد الإسلامية بحيث اصبح يحكمها مجموعة من المرتبطين والعاملين مع دوائر الاستكبار العالمي، والذين بدورهم زرعوا مجموعة ضخمة من المتزلفين والمنافقين مقابل حفنة من المصالح الخاصة والشخصية الضيقة وهم يمثلون اليوم واحدة من اكبر التحديات امام مشروع النهضة والاصلاح والتغيير في العالم الاسلامي، وبلا ريب فإن أمثال هؤلاء النفعيين يشكلون واحدًا من أهم التحديات التي تواجه الأمة اليوم في مشروع النهضة والتغيير واهم تأثيراتهم الواسعة، وهم سيقاومون اي محاولة للتغيير والإصلاح حفاظًا على مصالحهم الخاصة. وهنا على طلائع التغيير من ابناء الأمة أن يتنبهوا للخطر الذي تمثله مجموعة هؤلاء الفاسدين الذين غرسهم الإستكبار في قلب أنظمتهم السياسية التي يرعون فيها مصالحهم الضيقة أولًا وأخيرًا ولا يهمهم شأن الأمة وما تتعرض له من مؤمرات وجرائم تستهدف عزتهم وكرامتهم ومقدساتهم ومواردهم ومقدراتهم. وأن مواجهة هذه الفئة من النفعيين بحاجة الى استراتيجيات وخطط عمل قصيرة وطويلة المدى لكي يمكن تحقيق التغيير المنشود.

ارسال التعليق

You are replying to: .