وكالة أنباء الحوزة - قال السيد طاهر الهاشمي عضو المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في مصر خلال مقابلة مع مراسلنا: يقول الإمام الخميني (رض) لقد علمنا سيد الشهداء ما ينبغي فعله في مواجهة الظلم والجور والحكومات الجائرة. فمنذ البداية كان (ع) يعلم طبيعة الطريق الذي اختاره وانه ينبغي له التضحية بجميع أهل بيته وأصحابه من أجل الإسلام. وكان يعلم نهايته أيضاً. ولو لم تكن نهضة الإمام الحسين (ع) لتسنى ليزيد وأتباعه خداع الناس وتعريفهم بالإسلام بشكل مقلوب؛ إذ أنهم لم يكونوا يؤمنون بالإسلام منذ البداية وكانوا يضمرون الحقد على أئمة المسلمين ويحسدونهم. فكانت من نتائجها الصحوة الإسلامية في جميع الامور المرتبطة بالإسلام وعزته.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: نشاهد تعتيمًا إعلاميا من قبل الإعلام الغربي والصهاينة لمسيرة الأربعين العظيمة. فما هي رسائل هذه المسيرة إلى أعداء الأمة الإسلامية؟ وهل يمكن أن يوحد العالم الإسلامي حول الإمام الحسين (عليه السلام) ضد الظالمين؟
بدايةً معلوم للجميع أن غالبية الإعلام الآن يتحكم فيه الغرب والصهاينة؛ بمعنى أن هناك دول ترعى هذا الإعلام الغربي المنافق، والذي يعمل دائمًا ضد الإسلام والدول الإسلامية عامةً، والذي له مطامع كبرى يرغب في الوصول إليها بأي شكل وأية وسيلة، وهذا بطبيعة الحال دوره الواقعي، فلن تجده يتحدث عن مسيرة الأربعين العظيمة لخوفهم من وحدة المسلمين؛ لذلك نجد في مسيرة الأربعين رسائل عدة إلى أعداء الأمة الإسلامية في إظهار وحدة الصف أمام الأعداء.
وهذه المسيرة تمثل العدو اللدود لأعداء الأمة الإسلامية من الغرب والصهاينة، فلذلك رأوا أنه لابد من التعمية والتعتيم المتعمد على ذلك بل الانتقاص منه أما وحدة العالم الإسلامي تحت راية الإمام الحسين (عليه السلام) ضد الظالمين، فإننا نرى هذا أصبح واقعًا موجودًا لا يمكن لأحد أن ينكره منذ بداية الثورة الإسلامية ونهضتها العالمية على يد الإمام الخميني (رض)، فقد أظهر للعالم الينابيع المكنونة داخل الإسلام المحمدي الأصيل عند أهل البيت (عليهم السلام)، فعمل على توحيد صفوف المسلمين حول النهج الحسيني الشريف.
يقول الإمام الخميني (رض) لقد علمنا سيد الشهداء ما ينبغي فعله في مواجهة الظلم والجور والحكومات الجائرة. فمنذ البداية كان (ع) يعلم طبيعة الطريق الذي اختاره وانه ينبغي له التضحية بجميع أهل بيته وأصحابه من أجل الإسلام. وكان يعلم نهايته أيضاً. ولو لم تكن نهضة الإمام الحسين (ع) لتسنى ليزيد وأتباعه خداع الناس وتعريفهم بالإسلام بشكل مقلوب؛ إذ أنهم لم يكونوا يؤمنون بالإسلام منذ البداية وكانوا يضمرون الحقد على أئمة المسلمين ويحسدونهم. فكانت من نتائجها الصحوة الإسلامية في جميع الامور المرتبطة بالإسلام وعزته.
الحوزة: ما هي رسائل ودلالات المسيرة الأربعينية في مجال تحقيق الوحدة بين الشعوب الإسلامية ؟
إن الرسائل والدلالات في مسيرة الأربعين في مجال تحقيق الوحدة بين الشعوب الإسلامية ظاهرة وواضحة للعيان كوضوح الشمس في رابعة النهار، ونرى الأحرار من كل أنحاء العالم تأتي إلى كربلاء الحسين في مسيرات تسير على الأقدام من جميع المذاهب الإسلامية، كما رأينا العلماء من كل المذاهب في مسيرة الأربعين حتى وصلت الأعداد إلى ما يقرب من (٢٣) ثلاثة وعشرين مليون زائر تقريبا، نعلم الرسالة ووضوحها ومدد الله فيها ونجد أنه حتى من لم يتمكن من المجيء والحضور إلى كربلاء قاموا بعمل مسيرات في دولهم ومجالس عزاء كما رأينا ذلك وشاهدناه في أمريكا وأستراليا وفلسطين وغيرهم من جميع دول العالم، وحتى نحن في مصر أقمنا مجالس العزاء في البيوت؛ وهذا يعني تحقيق هدف الوحدة بين الشعوب الإسلامية.
الحوزة: هل یمکن تشکیل الجیش الإسلامي لتحریر القدس وفلسطین من دنس الیهود بمحوریة الإمام الحسین علیه السلام وحبه؟
بالتأكيد وهذا وقته يمكن تشكيل الجيش الإسلامي لتحرير القدس وفلسطين من دنس اليهود بمحورية الإمام الحسين (عليه السلام) وبحبه؛ ولذلك نرى فعلا في واقعنا هذا محور المقاومة المبارك يزداد يوما بعد يوم بتشكيلاته المختلفة على كافة الأصعدة، فهو محور المؤمنين بقضية الإمام الحسين (عليه السلام) لتنفيذ أهدافه السامية، والتي من أجلها ناضل وحارب وجاهد، فالحسين (عليه السلام) يجمعنا حبا وعلما ووعيا ونهجا وثقافة ضد كل مستكبر جبار، فقد أصبح تحرير القدس وفلسطين أمرًا واقعًا لا محالة.
الحوزة: کیف تقیم استلهام زوار الحسین من سيرة الإمام في مجال الکفاح ضد الظلم والحکومات الظالمة في العالم المعاصر؟
إن استلهام زوار الإمام الحسين (عليه السلام) من سيرة الإمام في مجال الكفاح ضد الظلم والظالمين والطغاة والحكومات الظالمة في العالم المعاصر صار أمرًا واقعًا أيضًا؛ فلقد أعطى المثل والقدوة في مقاطعة الاستكبار والمستكبرين، وهو يعلم بالنتيجة وهي دمه ودم أهل البيت (عليهم السلام) في مقابل إقامة الحكومة الإسلامية، والتي هي حكومة العدل الإلهي. فلتعلم الحكومات الظالمة في العالم المعاصر البعيدة عن النهج الحسيني الشريف أنهم ساقطون بظلمهم أمام حكومة العدل الإلهي، وما ذلك ببعيد، يرونه بعيدا ونراه قريبا، ولقد رأوا بأعينهم أعداد المؤمنين بمسيرة الأربعين.
الحوزة: ماهو رأيك حول خلفيات التوترات الأخيرة في دولة العراق، وما هو موقفك تجاه السلام والاستقرار الأمني فيها؟
نحن نرى في دولة العراق العظيم وشعبها الأبي أن هناك قلة قليلة هى التي أحدثت التوترات الأخيرة، كما نرى أن السواد الأعظم من شعب العراق هو مع الأمن والأمان والاستقرار الأمني فيها، وهؤلاء هم من نحن نوجه رسالتنا إليهم ونقول: إنه من الطبيعي أن يكون من طبائع الناس الاختلاف إلا في المصلحة العامة لدولة.