قال نائب الامين العام لجمعية العمل الإسلامي في البحرين الشيخ «عبدالله الصالح» خلال مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الحوزة: ثورة الإمام الحسين عليه السلام ثورة ذات قيم ومضامين عالية وتناسب كل زمان ومكان، وهذه الثورة لن تموت أبداً لان جعل كلمة الله هي العليا تستلزم العمل لله وللحق وللحرية، وأن الشيطان وجنوده وأبالسته يعملون ليل نهار للقضاء على الاسلام وأهله، ولذلك إحياء هذه الواقعة التاريخية المميزة أمرٌ لا بد منه لصناعة المستقبل الواعد، والمجتمع الذي يتحمل هذه المهمة هو المجتمع الناجح المتميز.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة:كما تعلمون بأن الليالي الأولى من شهر محرم الحرام تستقطب حضورا جماهيريا حاشدا وبمختلف الأعمار والكثير من هؤلاء لا يحضرون بقية المجالس التي تقام طوال العام، كيف يتم استغلال هذه الليالي بشكل أفضل بالنسبة لخطيب المنبر والرادود الحسيني والخدام الحسينيين والحضور أنفسهم؟
القضية الحسينية تتمتع بمزايا لا تشاركها فيها غيرها، لذلك يجب الاستفادة منها كل الاستفادة، وعدم تفويت الفرصة، بوضع الخطط والبرامج الصالحة لتربية الأجيال القادمة تربية دينية مناسبة، مما يؤهلهم لما يحتاجه المجتمع من حاجات ومتطلبات وتهيئة للقيام بالأدوار المطلوبة، وحضورهم في هذه المجالس فرصة ثمينة ومهمة يجب عدم تفويتها، والكل يجب عليه العمل من أجل ذلك عبر ما يلي:
- التخطيط لهذه المناسبة بل كل المناسبات المهمة طوال العام.
- إعداد برامج تعليمية وتثقيفية ومهارية من أجل تنمية الشباب.
- التعاون مع المختصين في المجالات المطلوبة.
- العمل على إيجاد أرضية أو بيئة ملائمة مناسبة ومتعاونة ومنسقة لتكامل الأدوار في تربية الأجيال وتوجيههم لمواجهة التحديات وعدم التناقض في الأدوار، والمقصود من البيئة؛ هي المدرسة، والأسرة، والمجتمع، وهيئات العمل الرسالية العاملة.
الحوزة: نرى بأن بعض الخطباء والرواديد يركزون بشكل أساسي في الليالي الأولى من محرم على قضايا سياسية أو اطروحات بحثية فلسفية وما إلى ذلك بعيدة كل البُعد عن واقعة الطف، فهل ترون أن ذلك يستحق المناقشة في مثل هذه الليالي أم أنها يجب أن تخصص لذكر واقعة الطف وما جرى على أهل البيت فيها من مصائب؟
ثورة الإمام الحسين عليه السلام ثورة متكاملة الأبعاد وتلامس كل جوانب الحياة الدينية والثقافية والعقائدية والإجتماعية والإنسانية، النظرية منها والعملية، وهي ثورة صالحة لكل عصر وكل زمان، وحصرها في جانب معين دون آخر، لذلك ارى من المهم جداً التركيز على ما يلي:
- عقائد الإنسان المؤمن والتحديات التي تواجهها.
- التركيز على الإيجابيات والسلبيات في المجتمع ودعم الأولى وتنميتها وإزالة الثانية أو الحد من تأثيراتها السلبية.
- الدمج المدروس بين دروس السيرة وتوظيف العاطفة الجارفة لحل المشاكل المتجذرة في المجتمع.
- طرح التحديات التي تتعرض لها الأمة وإيجاد حلول لها.
- مناقشة خطط الأعداء لضرب التدين في المجتمع، وتفتيت الأسرة، وإفساد الشباب، وضرب نقاط قوة المجتمع وخاصة المرجعية والعلماء والأساتذة والنظام الأسري الأبوي.
الحوزة: ما هي الأسباب التي دعت الإمام الحسين عليه السلام للخروج للحرب وعدم سلكه مسلك الصلح كما فعل الإمام الحسن عليه السلام؟
ربما لسببين مهمين:
الأول: أن الإمام الحسين عليه السلام ثائر من أجل الإصلاح ولا يمكن أن يرى المنكر ولا ينهى عنه، ويرى المعروف متروكاً ولا يتحرك لتشجيع الناس للعمل به، ويرى الظلم والظالمين ولا يثور في وجههم.
الثاني: أن يزيد يتربص بالإمام الحسين عليه السلام لقتله على أي حال ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة، وهو حتى لو تركهم لن يتركوه.
الحوزة: ما مدى أهمية تجديد ذكرى واقعة الطف على المسملين؟ ما هي أسباب خلود واقعة الطف؟
ثورة الإمام الحسين عليه السلام ثورة ذات قيم ومضامين عالية وتناسب كل زمان ومكان، وهذه الثورة لن تموت أبداً لان جعل كلمة الله هي العليا تستلزم العمل لله وللحق وللحرية، وأن الشيطان وجنوده وأبالسته يعملون ليل نهار للقضاء على الاسلام وأهله، ولذلك إحياء هذه الواقعة التاريخية المميزة أمرٌ لا بد منه لصناعة المستقبل الواعد، والمجتمع الذي يتحمل هذه المهمة هو المجتمع الناجح المتميز..
ونقطة مهمة جداً جداً، هذه الثورة أحيت الأمة من جديد فهل هناك عاقل يختار الموت على الحياة، ويترك هذه النعمة العظيمة؛ نعمة الحرية والعزة والكرامة ويستسلم لليأس والموت والخراب؟!!
الحوزة:ما هو تأثير الثورة الحسينية على استلهام الثوار والأحرار في الكفاح ضد الصهاينة؟
لا يوجد في العالم إنسان مؤمن، وحر، وشريف، متطلع لحياة العزة والكرامة والشرف إلا ويكون الإمام الحسين عليه السلام له الرمز والنموذج والأسطورة الكبيرة التي تمثل منتهى التطلع والتضحية والعمل من أجل المستضعفين.
فمن أراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيجدها في ثورة الإمام الحسين عليه السلام، ومن أراد العزة والكرامة والسيادة فيجدها في تلك الثورة، ومن ارد التضحية والإباء فلا توجد إلا فيها.
فهذه الثورة وبطلها وهب الحياة للأمة ولكل الأمم ومنذ مقتل الإمام الحسين عليه السلام وانتصارات الأمة لم تتوقف، وهزائم أعدائها تتوالى، والبصير من يرى قرب دولة العدل الإلهي المنتظرة.
اجری الحوار: محمد فاطمي زاده