وكالة أنباء الحوزة - قال السيد طاهر الهاشمي عضو المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في مصر خلال مقابلة مع مراسلنا: إن وحدة الأمة الإسلامية من أوجب الواجبات ومن أفضل الطاعات أن يجتمع كبار علماء المسلمين في الحج كمؤتمر يتعاطى مع كافة مصالح الأمة الإسلامية، ويقدم حلولًا لكل حادث طرأ أو يطرأ يهم الأمة، ويحتاج لحلول أو فتاوى تتماشى مع ضروريات المرحلة. وهذا ما أكد عليه الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) وأشار إليه السيد الإمام القائد الخامنئي (دام ظله الشريف) في أكثر من حديث. وبعد مؤتمر الحج السنوي يمكن للساسة الإسلاميين على اختلاف أعراقهم وأجناسهم في شتى بقاع المعمورة أن يتحدوا ويزيد من الاتحاد فيما بينهم من أجل رفعة شأن الأمة الإسلامية في العالم أجمع.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة:هذا العام، بعد انقطاع أعوام، سيوفّق بعض الحجاج مثل اليمنيين للمشاركة في حج التمتع. ما الدروس والعبر والرسائل في برامج العبادة ومناسك الحج لحياتنا اليوم؟
الحج يزكي الأنفس ويربي الأرواح مما ينعكس إيجابيا علي الأخوة الإسلامية التي حثنا عليها الله عز وجل في كتابه الكريم وحثنا عليها الرسول الأعظم وأئمة أهل البيت عليهم السلام، ومن أمثلة ذلك على جميع المؤمنين أن يقفوا بجانب إخوانهم المستضعفين من اليمنيين، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام "كونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا"، فهذا أيضًا من الواجبات الشرعية والدروس المستفادة من جمع المؤمنين في شعيرة الحج، ولا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، ولا يسمح لأحد أي ما كان أن يمنع المؤمنين من أداء شعيرة الحج أو تعطيله عنها، كما يجب حماية ضيوف الرحمن وتيسير أداء المناسك لهم. إن مفهوم الحرم الآمن والبلد الآمن يجب أن يعلمه كل مؤمن، ويعرف كيف يطبقه على الحجاج والمعتمرين، وكذا المجاورين والمستجأرين حيث أن معني الإجارة حديثا هي منح تأشيرة القدوم للبيت والحج مؤتمر إسلامي سنوي لمصالح كافة الأمة الإسلامية ورعايتهم.
الحوزة:الحفاظ على وحدة المسلمين من أهم تأكيدات الإمام الخميني - رحمة الله عليه - وقائد الثورة الإسلامية. يمكن للمجموعات العرقية والطوائف المختلفة والشيعة والسنة أن يحوّلوا الحج إلى ملتقى للوحدة ورمز للأمة الواحدة. أخبرنا عن أهمية هذه القضية. وما واجبات الحجاج والقيّمين على الحج في هذا الصدد؟
إن وحدة الأمة الإسلامية من أوجب الواجبات ومن أفضل الطاعات أن يجتمع كبار علماء المسلمين في الحج كمؤتمر يتعاطى مع كافة مصالح الأمة الإسلامية، ويقدم حلولًا لكل حادث طرأ أو يطرأ يهم الأمة، ويحتاج لحلول أو فتاوى تتماشى مع ضروريات المرحلة. وهذا ما أكد عليه الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) وأشار إليه السيد الإمام القائد الخامنئي (دام ظله الشريف) في أكثر من حديث. وبعد مؤتمر الحج السنوي يمكن للساسة الإسلاميين على اختلاف أعراقهم وأجناسهم في شتى بقاع المعمورة أن يتحدوا ويزيد من الاتحاد فيما بينهم من أجل رفعة شأن الأمة الإسلامية في العالم أجمع.
الحوزة: البراءة من المشركين وإعلان الاشمئزاز من المستكبرين من برامج الحج المهمة. ما أثر إعلان هذه البراءة في تنوير أذهان المسلمين؟
إن البراءة من المشركين وإعلان الاشمئزاز من المستكبرين واجب مشروع، بل مفروض كركن أساسي تكمل به عقيدة المؤمن، كما يجب إظهاره للعامة في كل التجمعات والمحافل وخاصة الحج؛ لذا يجب على كل مؤمن إظهار براءته من الشرك والمشركين وكل ما هو مرتبط بالأفعال الشركية كاتباع الظالمين وطاعتهم، وكذا مدحهم وهنا يجب على المؤمن أن لا يمل من تكرار الاستهزاء بالمستكبرين وأفعالهم وأقوالهم.
الحوزة: التأكيدات الأخرى لقادة الإسلامية الاستفادة المعنوية الحجاج من الحج وأنه يجب ألا ينخرطوا في أي عمل غير ضروري وبخاصة التسوّق. ما أهمية هذا التأكيد في الوضع الحالي؟
هنا يجب على القادة والمسؤولين على الأوقاف في بلاد المسلمين وكذا رؤساء بعثات الحج الرسمية توجيه الحجاج قبل وأثناء مغادرتهم لبلدانهم بعدم الانخراط في التسوق والاهتمام بالهدايا ما يلهيهم عن التركيز في مناسكهم وطاعاتهم والانشغال بأشياء فانية واهية، حبذا إصدار كتيبات توعية تشرح للحجاج كيفية الاهتمام بالمناسك وعدم إضاعة جهدهم وأموالهم وأوقاتهم في الشراء والتسوق، والمقصود ليس ألا يفعلوا ذلك أبدًا، ولكن لا يكون همهم وشغلهم الشاغل هو التسوق.
الحوزة: بالنظر إلى محدودية فرصة أيام الحج والإمكانات المعنوية الكبيرة المتاحة للحجاج، ما توصيتكم لهم؟
إن موسم الحج من أكثر الأوقات التي تتنزل فيها نفحات وبركات الرحمن على عباده، وهنا يجب استغلال كل لحظه للتعرض لهذه النفحات والبركات.
اجری الحوار: محمد فاطمي زاده