وكالة أنباء الحوزة - قال الدكتور «عبدالحكيم علي شرف الدين الكحلاني» الناطق الرسمي السابق ومستشار الصحة العامة ووبائيات بوزارة الصحة اليمنية خلال مقابلة مع مراسلنا: يجب على كل حاج أن يتفرغ تماما لمناسك الحج وشعائره وفق ما ثبت في الأثار الدينية عن رسول الله وآل بيته الأطهار. لا أن ينشغل بالتسوق وشراء الهدايا. ممكن أن يقوم بهذا بعد انتهاء أيام الحج. وظهر في هذه الأيام مواسم الترفيه واللهو واللعب وللأسف بجوار مكة والمدينة وربما داخلهما وهذه أعمال شيطانية تصرف الناس عن الفضيلة وربما توقعهم في المحرمات.

وفیما یلي نص المقابلة:

الحوزة:هذا العام، بعد انقطاع أعوام، سيوفّق بعض الحجاج مثل اليمنيين للمشاركة في حج التمتع. ما الدروس والعبر والرسائل في برامج العبادة ومناسك الحج لحياتنا اليوم؟

لا نبالغ كثيرا في القول ان الحجاج اليمنيين سيشاركون في حج هذا العام، لأنه أصلا لم يوقع أي اتفاق سلام أو هدنة دائما بين حكومة المجلس السياسي الأعلى في صنعاء والسعودية. كما أن هناك تلكوء وتباطوء من الجانب السعودي من تنفيذ المتطلبات الإنسانية الأساسية والتي تعزز الثقة بين البلدين. فالسعودية وافقت قبل أكثر من عام على فتح خط للطيران بين صنعاء وجدة، لكنها لم تنفذه إلا قبل اغلاق باب الحج ب 4 أيام؛ ولذلك لن يسافر للحج من مطار صنعاء أكثر من 750 حاجا يمنيا. ولا يزال الحاج اليمني يخشى ان يتم اختطافه أو نهب ما معه أو قتله في طريق مأرب أو أبين أو الضالع أو عدن قبل أن يصل الى مطار عدن.
فلا نتفاءل كثيرا فنحن في مرحلة ( اللاسلم واللاحرب) كما قال السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي.
لا شك إن الدروس والعبر والرسائل في برامج العبادة ومناسك الحج تتمثل بشكل أساسي في (الوحدة الاسلامية) فعندما يتوجه المسلم في صلاته نحو قبلة واحدة وعندما يتوجه بمناسك الحج الى مكة والكعبة المشرفة، فهذا يمثل قمة التوحد والتوجه الواحد والمشاعر الواحدة والاخوة الواحدة.

الحوزة:الحفاظ على وحدة المسلمين من أهم تأكيدات الإمام الخميني - رحمة الله عليه - وقائد الثورة الإسلامية. يمكن للمجموعات العرقية والطوائف المختلفة والشيعة والسنة أن يحوّلوا الحج إلى ملتقى للوحدة ورمز للأمة الواحدة. أخبرنا عن أهمية هذه القضية. وما واجبات الحجاج والقيّمين على الحج في هذا الصدد؟

هذا ما تعلمناه منذ طفولتنا أن الحج مؤتمر اسلامي جامع لكل المسلمين، وأنه فرصة كبيرة لوحدة الصف والمصير، لكن للأسف نجد ان 3 ملايين مسلم يجتمعون في الرحاب الطاهر في مكة وعرفات ومزدلفة ومنى وفي المدينة المنورة، لكنهم بمجرد أن يعودوا الى بلدانهم ينسون هذه الوحدة واللحمة الاخوية، وتجرهم الخلافات السياسية الى صراع جديد وتمزق للصف الاسلامي. فمشكلتنا هي خلافاتنا السياسية فمثلا هناك دول اسلامية وعربية تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني . فكيف سيكون لنا موقف موحد من الصراع مع العدو الصهيوني! وهناك دول تقيم علاقات تجارية واقتصادية وسياحية بل وعسكرية مع عدو الأمة. فكيف بالله عليكم ستكون لنا وحدة وقوة اقتصادية أو تجارية أو عسكرية؟! فكل شعب ودولة ( في فلك يسبحون ). وهنا هي المشكلة بين النظرية والتطبيق. فنظريا في الحج نتوحد في مكة وعمليا نختلف بعد الحج عندما نعود الى بلداننا.

الحوزة: البراءة من المشركين وإعلان الاشمئزاز من المستكبرين من برامج الحج المهمة. ما أثر إعلان هذه البراءة في تنوير أذهان المسلمين؟

يعتقد كثير من المسلمين أن هذه البراءة من المشركين هي حدث قديم فقط في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانها حدث ماضي وانتهى. وينسون أن القرآن الكريم هو لكل زمان ومكان. وأن البراءة وردت في القرآن نفسه، وليست من الإمام الخميني. فهم قد لا يتفقون مع ثورة الإمام الخميني فيرفضون ما يأتي منه رحمه الله تعصبا منهم؛ لأنه شيعي وهم سنة ولكنهم ينسون ان البراءة وردت في القرآن الكريم الذي هو كتابنا جميعا سنة وشيعة. فسورة براءة كل مسلم يقرأها ( براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين). وفي قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء). لكنهم يقرأونها ثم يتولون أعداء الأمة.

الحوزة: التأكيدات الأخرى لقادة الإسلامية الاستفادة المعنوية الحجاج من الحج وأنه يجب ألا ينخرطوا في أي عمل غير ضروري وبخاصة التسوّق. ما أهمية هذا التأكيد في الوضع الحالي؟

يجب على كل حاج أن يتفرغ تماما لمناسك الحج وشعائره وفق ما ثبت في الأثار الدينية عن رسول الله وآل بيته الأطهار. لا أن ينشغل بالتسوق وشراء الهدايا. ممكن أن يقوم بهذا بعد انتهاء أيام الحج. وظهر في هذه الأيام مواسم الترفيه واللهو واللعب وللأسف بجوار مكة والمدينة وربما داخلهما وهذه أعمال شيطانية تصرف الناس عن الفضيلة وربما توقعهم في المحرمات.

الحوزة: بالنظر إلى محدودية فرصة أيام الحج والإمكانات المعنوية الكبيرة المتاحة للحجاج، ما توصيتكم لهم؟

لا شك أن الحج هو أيام معدودة وأيام معلومة، وهي فرصة نادرة ربما تمنعك الظروف في المستقبل لتكرارها إما لفقر مالي أو ضعف البدن أو مرض في الجسم أو خلافات سياسية، فيمنعون بعض حجاج الدول من الحج وغيرها من الأسباب والموانع التي لن تسمح لك بالحج مرة أخرى، فيجب فعلا استغلال هذه الايام القصيرة في الطاعات والعبادات وعدم الانشغال بالتحدث مع الآخرين في أمور تافهة أو غير ذات جدوى. وليتأمل الحاج في أهداف الله سبحانه وتعالى من الحج وتجشم هذه المسافات والحر الشديد؛ لأن الحج هذه الأيام في شهور الصيف. فعلى الحاج استفادة الدروس والعبر من هذه الرحلة الربانية والتي بدأت منذ نادى سيدنا إبراهيم عليه السلام للناس بالحج ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) صدق الله علي العظيم